وجه الصحافي السويدي دونالد بوستروم انتقادات حادة للحكومات العربية وللسلطة الفلسطينية بشكل خاص جراء تقصيرها في متابعة ما كشف عنه من سرقة الإسرائيليين لأعضاء بشرية, كما كشف عن تلقيه مئات التهديدات عبر الرسائل الإلكترونية والرسائل المباشرة بعد نشره لفضيحة سرقة الإسرائيليين للأعضاء البشرية الفلسطينية, موضحا أن أخطر ما واجهه هو التهديدات التي تتعلق بمعاداته للسامية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده بوستروم بصالة المحاضرات في دار البعث بدمشق أمس على هامش مشاركته بملتقى الجولان العربي والدولي. وقال بوستروم إن سرقة الإسرائيليين لأعضاء الفلسطينيين لها أكثر من جانب, لافتا إلى أن أحد تلك الجوانب يتصل بشراء الأعضاء من الأسر الفقيرة وبيعها في نيويورك كما كشفت التقارير المنشورة أخيرا. وهناك أيضا سرقة أعضاء بشرية بشكل مباشر من الفلسطينيين, كاشفا عن أن عشرين عائلة فلسطينية تحدثت إليه, وقالت إن الإسرائيليين سرقوا أعضاء أبنائهم, أما السرقة الأخيرة فهي بدافع علمي من خلال السرقة من جثث الفلسطينيين. وأضاف بوستروم أن إسرائيل تمارس من خلال تلك السرقة عدة انتهاكات للقوانين الدولية, تبدأ بقتل الشخص مباشرة, وسحبه من بين أحضان عائلته إلى منطقة الاحتلال, وأخيرا سرقة الأعضاء. وأوضح بوستروم أن إسرائيل بمثابة الطفل المدلل للولايات المتحدة, وقد سجلت أرقاما قياسية في أعداد انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان, لافتا إلى أن الولاياتالمتحدة لا تتحدث عن القانون الدولي, بل عن مصالح سياسية, مشيرا إلى أنه على الصحافي القيام بمهامه وتعرية تلك الممارسات. وأوضح الصحافي السويدي أنه عمل على موضوع كشف الجرائم الإسرائيلية منذ عام 1992, وأورد هذه الحقائق في كتابه «إن شاء الله» الصادر عام 2001, إلا أن ذلك الكتاب لم يلق الاهتمام المأمول, مضيفا أنه عاد ونشر مقالا في صحيفة «افتون بلادت» في أغسطس الماضي أثيرت حوله ضجة كبيرة, ما أدى بالسلطات الإسرائيلية ودوائر غربية موالية لها إلى نشر الكثير من الأكاذيب, واتهامه بمعاداة السامية, ما جعل فرصة حصوله على عمل أكثر صعوبة, إلى جانب صعوبة قيامه بمهام صحافية أخرى. وأكد بوستروم أنه ليس نادما على ما نشره, كاشفا أنه يعمل حاليا على إعداد ملف آخر حول الموضع نفسه, وأصبح لديه الآن أصدقاء كثيرون في العالم العربي والغربي أكثر ممن كانوا قبل نشره هذه المقالات. العرب 2009-10-12