ما الذي يجعل بعض الأصوات الناشزة تسارع قبل نهاية الحدث الانتخابي في تونس الى الحديث عن الفشل والاحباط ووسم العملية الانتخابية بالتجربة العدمية الفاشلة التي لا معنى لها؟؟ موقف هؤلاء مثل الشابي أو بن جعفر أو أحمد ابراهيم المتذبذب في التموقع بين المساهمة الايجابية في مسار المشاركة السياسية والاكتفاء بانتاج خطاب التشكي والتظلم ولعب دور الضحية، موقف هؤلاء يذكرنا بخطاب عتاة التكفير العدمي الذي ينعت دوما مختلف آليات العملية الديمقراطية ومنها الانتخابات بأنه كفر محرم وعبث لا طائل منه، تماما بمثل ما ينعت غلاة اليسار المتطرف آلية الانتخاب بأنها ممارسة برجوازية معادية لروح الثورة المقصود بها طبعا البطش وسلطة الحزب الواحد. لا غرابة رغم التباعد الفكري والإيديولوجي أن يجد هؤلاء أنفسهم في نفس خندق الأفكار السوداوية العدمية، إذ بأي منطق موضوعي يتم الحكم على العملية الانتخابية في تونس التي يخوض فيها التسابق على الرئاسية أربعة مترشحين وعلى التشريعية أكثر من ألف مترشح، في أجواء من الحراك الديمقراطي المشهود بأنها عملية فاشلة، لا طائل من ورائها حتى قبل أن يتم التوجه الى صناديق الاقتراع. لا غرابة في هذا التطابق المنطقي مع خطاب التطرف الرافض للديمقراطية باعتبار أن ما يجمع الشابي وبن جعفر وابراهيم وباقي جوقة التشكيك ليس سوى العجز وعدم القدرة على التأثير ومحدودية الانتشار وصغر الحجم وغياب القدرة على خوض انتخابات تنافسية يكون لهم فيها حظوظ البروز في كنف شروط الممارسة الديمقراطية التي تحددها قوانين البلاد. الشابي الذي أقصى حزبه من السباق الرئاسي ثم بادر الى الانسحاب من التشريعية رافضا المنافسة التي ستكشف عن الحجم الحقيقي لحزبه الذي لا يعدو أن يكون ظاهرة صوتية ضخمتها تقارير بعض السفارات الأجنبية وأنشطة هلوسات العالم الافتراضي، هذا الشخص يحاول تعويض خيباته المتكررة عبر أسهل الطرق أي الشكوى والتظلم في سياق خطاب ممجوج مملّ تحول من فرط استهلاكه الى اسطوانة مشروخة. الصباح