تونس - عمر القرايدي – الفجر نيوز الصحفي محمود الذوادي الكاتب العام السابق لنقابة الصحفيين التونسيين تونس 28 أكتوبر 2009- من مراسل الفجر نيوزعمر القرايدي:أثار قرار فك الارتباط بين ''النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين'' التي استولت عليها السلطة في المؤتمر الانقلابي يوم 15 أوت وبين ''نقابة الصحافيين التونسيين'' عدة تساؤلات في المشهد الإعلامي التونسي، من بينها: هل أن فك الارتباط يعني العودة إلى ''نقابة الصحفيين التونسيين'' التي تأسست سنة 2004؟ أم أن ''المجموعة الفاعلة'' التي قررت فك الارتباط تفكر في تأسيس هيكل بديل بعد أن أحكمت السلطة قبضتها على النقابة الوطنية وأصبح يهيمن عليها مكتبا مواليا للحزب الحاكم؟ وبسؤال الفجر نيوز للصحفي محمود الذوادي الكاتب العام السابق لنقابة الصحفيين التونسيين الذي يعتبر أحد مهندسي برنامج ''فك الارتباط'' أفادنا ''أنه في سنة 2004 وبعد عقود من النضال داخل جمعية الصحفيين قررنا، في سابقة هي الأولى في تونس، بعث أول نقابة مستقلة للصحفيين''. وأضاف الذوادي ''لم ننطلق في ذلك الوقت من فراغ ففكرة تأسيس نقابة مستقلة كانت تتويجا لنضالات الزملاء الذين سبقونا''. وأوضح أن ''هذه النقابة رغم أنها اعتمدت القوانين والأعراف النقابية ودستور البلاد الذي يكفل لنا حق التنظم في هيكل نقابي، ورغم أنها لم تكن طرفا صداميا حيث أعلنّا أن هدفنا هو الدفاع عن الأوضاع المتردية المهنية والمادية للصحفيين فإن السلطة مارست وقتها كل الضغوط لمنعنا من الوجود وممارسة حقنا النقابي''. وفي حديثه عن نقابة الصحفيين التي تأسست سنة 2004 أكد الكاتب العام السابق الصحفي محمود الذوادي أن ''هذه النقابة كسبت في أقل من 3 سنوات مصداقية في الداخل والخارج وغدت معترفا بها دوليا''. وذكر أن ''السلطة جربت كل وسائل المنع ضد نقابتنا، وحين يئست من ترهيب الصحفيين أنشأت في نفس الشهر الذي كنا سنعقد فيه مؤتمرنا نقابة موازية سنة 2007 لقطع الطريق أمامنا، وأطلقوا على النقابة الجديدة اسم ''النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين'' مع تغيير طفيف في الاسم لمغالطة الرأي العام''. وقال السيد الذوادي أنه ''بعد عقد النقابة التي أسستها السلطة مؤتمرها الذي أفرز مكتبا فيه مجموعة من الصحفيين المهنيين (التيار المستقل) قررنا سنة 2008 الاندماج في النقابة، وكان هذا الاندماج اضطرارا، بعد أن توسمنا خيرا في المكتب الجديد وفكرنا في المصلحة العامة للصحفيين، لكن السلطة استعادت سيطرتها على هذه النقابة بالكامل لذلك قررنا فك الارتباط إذ لا يعقل أن نظل داخل هيكل يتناقض مع المبادئ التي قامت عليها نقابتنا''. واعتبر السيد الذوادي أن بقاء الصحفيين المستقلين في ''النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين'' بعد المؤتمر الانقلابي من شأنه ''إضفاء الشرعية على انقلاب 15 أوت''، كما أن الصحفيين المستقلين أصبحوا ''في حاجة ماسة إلى هيكل نقابي يدافع عنهم". وفي رده على من يتهم دعاة فك الارتباط بالتسرع وعدم إتاحة الفرصة للنقابة الوطنية للصحفيين قال السيد الذوادي بأنه هو وزملاؤه انتظروا '' عدة أشهر قبل اتخاذ هذا القرار آملين في أن تكف السلطة عن فرض وصايتها على الصحفيين وتحترم القانون، لكن ما حدث من انقلاب كشف أن السلطة عندما أنشأت النقابة الوطنية لم يكن هدفها مصلحة الصحفيين، بل قامت بمناورة لإلغاء نقابتنا، وحين تهيأ لها أن غايتها تحققت قررت استعادة النقابة الوطنية ومسك خيوط اللعبة من جديد، وهذا خطأ، فالزملاء الصحفيون متشبعون بمبادئ نقابة 2004 وفي أي وقت بإمكانهم تشكيل هيكل مستقل تحت أي مسمى''. وتابع السيد الذوادي قائلا ''رغم السمعة الطيبة للصحفيين التونسيين، ورغم ما اكتسبوه من خبرة ونضال، فإن السلطة تلعب معهم دائما لعبة الأغلبية من أجل الهيمنة على الهيكل النقابي الذي يجمعهم ومصادرة قرارهم''، من أجل ذلك اقترح أن ''الهياكل المستقلة لا يمكن للسلطة أن تسيطر عليها عبر سياسة التعويم ونظام الأغلبية''. واعتبر الكاتب العام السابق لنقابة الصحافيين التونسيين في ختام دفاعه عن قرار ''فك الارتباط'' ان هذا القرار '' سيدعم في نظري وحدة الصحفيين'' مؤكدا أنه من ''مصلحة الصحفيين جميعا سواء المهنيين منهم أو المستقلين وجود هيكل مستقل يحمي مصالحهم ويمارس نوعا من الضغط على السلطة ويكون له القدرة على كشف الانتهاكات دون وصاية من أحد''.