الكويت(آكي)الفجرنيوز:نقلت صحيفة (الجريدة) الكويتية اليوم (الأربعاء) عن مصادر مطلعة في القدس أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد التقى مؤخراً يتسحاك مولخو مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك وأوضحت الصحيفة أن اللقاء "حصل في فندق هلمسلي في نيويورك تحت رعاية رجل الأعمال الأمريكي من أصل يهودي رون لاودر، الذي قام بين عامي 1996 و1999 بالوساطة بين نتنياهو والرئيس الراحل حافظ الأسد" وفق الصحيفة وكشفت المصادر للصحيفة أن اللقاء "كان ودياً واستغرق ساعتين، تحدث خلالهما الطرفان عن الظروف والمناخات المناسبة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية برعاية أمريكية"، مشيرة إلى "تأكيد الجانب الإسرائيلي نيته إجراء مباحثات دون شروط"، وأكدت المصادر حدوث لقاءات أخرى بمستويات مختلفة بين سوريين وإسرائيليين رسميين بعلم سلطات الجانبين وفي الواقع لم تنقطع المفاوضات الرسمية وغير الرسمية بين البلدين منذ مؤتمر مدريد عام 1991، وعلى هامش المفاوضات المباشرة بينهما بين عامي 1991 و2000، وغير المباشرة عام 2008، حيث جرت مباحثات غير رسمية بين أكاديميين سوريين وشخصيات غير رسمية وأمثالهم الإسرائيليين، في تسعينات القرن الماضي، وعام 2004 في سويسرا، و2006 في إسرائيل و2007 في تركيا، وأخيراً في أثينا في تموز/يوليو الماضي، هدفها "استكشاف الجو العام" حسب الصحيفة وكان وفد سوري أجرى مفاوضات في تركيا عام 2007 سبقت المفاوضات غير المباشرة بين البلدين التي انعقدت بعد ذلك في عام 2008، وهي مماثلة لمفاوضات "المسار الثاني" أو "الدبلوماسية الموازية" التي جرت في التسعينات ولسنوات طويلة وفي يناير 2007 أكّدت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري وجود مفاوضات سرية بين سورية وإسرائيل بوساطة سويسرية، وأوردت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في ذلك الوقت أن الاتفاق السري الذي توصل الجانبان إليه برعاية سويسرا تم بمعرفة فاروق الشرع نائب الرئيس السوري ووليد المعلم وزير الخارجية بالإضافة إلى مسؤول كبير في الاستخبارات السورية، وأنه ينص على "انسحاب إسرائيل تدريجياً من الأراضي السورية المحتلة إلى ما وراء حدود 4 يونيو 1967 مقابل تعهد دمشق بوقف دعمها لحزب الله ولحركة حماس الفلسطينية والابتعاد قليلاً عن إيران وفي أبريل من نفس العام كشف رجل الأعمال الأمريكي سوري الأصل إبراهيم سليمان أنه مثّل الجانب السوري في محادثات غير رسمية مع الإسرائيليين حول السلام بين البلدين في الفترة من سبتمبر 2004 وحتى يوليو 2006، ونفت الحكومة السورية أي علم لها بهذه المحادثات وبعد جولات من المحادثات السرية غير الرسمية مع إسرائيل، أعلنت سورية في مارس 2008 عن بدء مفاوضات غير مباشرة وعلنية مع إسرائيل بوساطة تركية، وعقد من هذه المفاوضات أربع جولات متباعدة خلال عام كامل في اسطنبول وأنقرة، وشهدت تقدماً في تقريب وجهات النظر والمطالب والشروط، وبنهاية الجولة الرابعة أعلن السوريون استعدادهم لمفاوضات مباشرة، واشترطوا قبول إسرائيل المسبق بالانسحاب من الأراضي المحتلة وأن تتم المفاوضات المباشرة برعاية وإشراف أمريكي، ولكن المفاوضات توقفت بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مطلع العام الجاري دأبت سورية على لسان رئيسها على القول أنها تسعى للمفاوضات ولعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل ضمن إطار عام أهم بنوده إعلان الحكومة الإسرائيلية قبولها الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة وعودة السيادة السورية إلى هذه الأراضي، إضافة إلى عقد محادثات علنية، ورفض التواصل السري بين الطرفين ومن المعلوم أن مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل هي أكثر تعقيداً وصعوبة من مثيلاتها المصرية والأردنية التي توصلت إلى اتفاقيتي (كامب ديفيد) و(وادي عربة)، لأن الخلافات والتناقضات السورية الإسرائيلية هي أكثر شمولاً وعمقاً منهما