عواصم وكالات:رفضت عدة فنادق دنماركية منح إقامة للفنان كورت فيستر جارد الذي رسم الكاريكاتير المسيء للرسول محمد عليه السلام خوفاً من عمليات انتقامية ضده خاصة بعد تهديده بالقتل. وقالت صحيفة بيرلنجسكي الدنماركية ان الرسام جارد ( 73 عاما) اصبح اعتباراً من اليوم الخميس بلا مأوي بعد طرده من الفندق الذي كان يقيم به، ورفضت الفنادق الأخري استقباله. وكان هذا الفنان هو الذي رسم مؤخراً الكاريكاتير المسييء ونشرته صحيفة يولاندس بوستن الدنماركية وهي نفس الصحيفة التي نشرت قبل عامين الرسوم المسيئة للرسول، وتقوم الشرطة الدنماركية حاليا بالبحث عن مأوي للرسام.ومع استمرار حملة التنديد في العالمين الاسلامي والعربي، نظم نحو 150 مسلما اندونيسيا احتجاجات صاخبة امام السفارتين الدنماركية والهولندية في جاكرتا امس الاربعاء للاحتجاج علي اعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد في صحف دنماركية. واندلعت احتجاجات وأعمال شغب في دول مسلمة بجميع أنحاء العالم عام 2006 عندما نشرت الرسوم التي تصور احداها النبي محمد وهو يرتدي عمامة علي شكل قنبلة في صحيفة يومية دنماركية. ولقي 50 شخصا علي الاقل حتفهم وتعرضت ثلاث سفارات للدنمارك لهجوم. وقال اسماعيل يوسانتو المتحدث باسم منظمة حزب التحرير الاسلامي الذي نظم الاحتجاج ان حرية التعبير يجب الا تستخدم ابدا ذريعة لاهانة شخصية يبجلها 1.4 مليار نسمة في العالم .وقال يوسانتو ان المنظمة تريد من الحكومة الدنماركية وقف الاهانات ومعاقبة مرتكبيها. وقال اذا لم تفعل الحكومات الغربية شيئا فيجب ان تتوقع ان يأخذ الاخوة المسلمون الامر بيدهم . ويوم الاربعاء الماضي أعادت خمس صحف رئيسية في الدنمارك نشر أحد الرسوم التي أغضبت المسلمين في انحاء العالم احتجاجا علي ما قالت انها مؤامرة لقتل رسام الكاريكاتير الذي رسمها. ونشرت صحيفتان هولنديتان علي الاقل صور الصحف الدنماركية التي ظهر فيها الرسم واضحا. وأغلق المحتجون مدخل السفارتين وارتدوا عصابات رأس عليها كتابات باللغة العربية ولوحوا بلافتات عليها عبارات الموت للذين يهينون النبي و حرية التعبير غطاء لاهانة الاسلام . وقال الدكتور اكمل الدين احسان اوغلو امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي ان ما من احد يملك حق جرح المشاعر الدينية التي يقدمها أي مجتمع من المجتمعات العالمية تحت أي حجة كانت... وحذر اوغلو في تصريح لصحيفة الوطن الكويتية الصادرة امس من اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم في صحف الغرب وخطورة مثل هذه الاعمال والتصرفات غير المسؤولة علي السلم والتعاون الدولي بين الشعوب والامم من اتباع الديانات والمذاهب المختلفة وتأثيرها السلبي علي الجهود المبذولة في تشجيع الحوار والتفاهم بين الحضارات والثقافات المختلفة. وكان عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي قد وصف اعادة نشر الرسوم بأنه اصرار علي الاساءة لدين الله والي نبيه صلوات الله وسلامه عليه، محذرا من ان هذا العمل من شأنه اثارة الكراهية والبغضاء بين البشر حيث يسيء الي مليار ونصف المليار من الناس في العالم. وطالب الامين العام للرابطة الجهات المسئولة في الدنمارك باتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف الاساءة للرسول صلي الله عليه وسلم الذي بعث لنشر الخير والبر والرحمة بين الناس ولكل الامم والشعوب، كما حث المراكز والمنظمات الاسلامية والمسلمين في الدنمارك علي ضبط النفس وممارسة الحوار العاقل المفيد مع غيرهم وعدم الانجرار الي المهاترات والمعارك الكلامية. ومن جانب آخر اكد مجمع الفقه الاسلامي في بيان له ان اعادة نشر هذه الرسوم ينم عن تحد واضح لمشاعر المسلمين في انحاء العالم، وجدد مطالبته المجتمع الدولي استصدار قرار يمنع تكرار مثل تلك الافعال واعادة النظر في الحريات لضبطها وتهذيبها بحيث لا تسيء الي الآخرين ومقدساتهم. وعبر الاردن عن ادانته الشديدة لقيام صحف دنماركية بإعادة نشر احد الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي ظهرت في 2005، وفقا للصحف الاردنية الصادرة امس الاربعاء.ونقلت الصحف عن ناصر جودة وزير الدولة لشوون الاعلام والاتصال وزير خارجية الاردن بالوكالة، تأكيده الثلاثاء خلال لقائه وزيرة التنمية والتعاون الدنماركية اولا تورناس في عمان ادانة الاردن الشديدة لاعادة نشر هذه الرسومات .واوضح جودة ان الاردن يقف ضد كل ما من شأنه المساس بالانبياء والديانات . من جانبها اشارت الوزيرة الدنماركية الي ان الحكومة الدنماركية تتفق تماما مع هذا الموقف . وكانت 17 صحيفة دنماركية نشرت الاسبوع الماضي باسم حرية التعبير رسما كاريكاتوريا للنبي محمد بريشة رسام احبطت الشرطة مخططا لاغتياله.وكان مجلس النواب الاردني دان الاثنين في بيان اعادة نشر الرسوم معبرا عن استهجان مثل هذه التصرفات اللامسؤولة والتي تدل علي رعونة هوجاء وانسلاخ من كل القيم . وناشد المجلس الجهات المسؤولة في الدنمارك ان لا تترك الحبل علي الغارب لفئة تتقصد الاساءة لعلاقة الدنمارك مع الدول العربية والاسلامية .واكد ان مثل هذا التصرف هو مدعاة لاستفزاز مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين وسبيل لاشعال نار الفتنة وباعث علي اظهار التطرف الذي ينبذه الاسلام الحنيف ويحاربه .