كشفت تحقيقات مشتركة بين أجهزة الأمن الجزائرية والمغربية والفرنسية، أن ما لا يقل عن 14 جزائريا ومغربيا من أصل فرنسي يقاتلون حاليا في صفوف تنظيم القاعدة في العراق و8 آخرين يقاتلون مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان ورد في تحريات أجهزة الأمن الفرنسية والجزائرية والمغربية، أن أحد المقاتلين العرب، فرنسي الجنسية من أصل جزائري، عين في موقع قيادي مهم فيما يسمى دولة العراق الإسلامية أو تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وتم تعيين المدعو طارق أبو سليم التلمساني، الذي كان يقيم في مدينة لاروشال الفرنسية قبل رحيله إلى تركيا ثم سوريا فالعراق عام 2004، في منصب أمير مسؤول قطاع قتالي في مدينة الرمادي بالعراق. ويعتقد أن أبو سليم التلمساني فرنسي من أصل جزائري واسمه الحقيقي هو عبد الهادي آيت وعمر، وهو أحد أكثر الرجال قربا من أبو عمر البغدادي أمير تنظيم القاعدة في العراق. وكشفت ذات التحقيقات أن 22 مغربيا وجزائريا يقاتلون حاليا في صفوف القاعدة في العراق وأفغانستان، منهم 14 في العراق أغلبهم مغاربة. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن العدد هذا غير نهائي، حيث تشتبه مصالح الأمن في تسلل مقاتلين مغاربيين آخرين من أوروبا إلى معاقل القاعدة في العراق وأفغانستان والصومال. وكشفت ذات التحريات أن 6 فرنسيين من أصول جزائرية قتلوا في العراق في السنوات الخمس الماضية، ويتعلق الأمر بكل من منير عبد القوي راشدي، الذي قتل في عام 2005، والمدعو طارق الذي قتل في جويلية عام 2004 مع آخر يدعى حكيمي رضوان وعبد الحليم مجوج الذي قتل في السنة ذاتها كذلك، وسيف الله الشمالي واسمه الحقيقي بن دلود علي، وقد قتل في عام 2007 في غارة جوية على مدينة الفلوجة. ويعتبر أبو العباس المغربي، أو أبو العباس الأندلسي، الأهم ضمن المجموعة، وهو فرنسي أصوله من جيجل. وتقول المعلومات المتوفرة والتي اعترف بها تنظيم القاعدة في أحد بياناته، إنه شغل منصب منسق تنظيم القاعدة في أوروبا خلال فترة قصيرة من عام ,2002 ثم انتقل إلى العراق في عهد إمارة أبو مصعب الزرقاوي في نهاية عام 2003 وشغل عدة مناصب قيادية منذ البداية، حيث عين في منصب أمير منطقة القائم شرقي العراق. ثم رقي لكي يكلف بإمارة كل منطقة الأنبار بعد مقتل أميرها أبو الليث. وينسب إليه الأمريكيون عدة عمليات ضد قواتهم في بلدة القائم. وقد قتل في عملية نفذتها المخابرات الأمريكية ضده في بلدة حصيبة بالعراق. وكشفت التحقيقات أن أغلب المجندين الجزائريين والمغاربة في تنظيم القاعدة تنقلوا إلى العراق بالتسلل عبر الحدود السورية مرورا بلبنان الذي دخلوه بتأشيرات سياحية، وفي حالات قليلة تم التسلل إلى سوريا عبر تركيا. أما بالنسبة للمجندين في أفغانستان، فإن تنقلهم كان عبر عدة مراحل نحو دبي ثم إلى ماليزيا وأندونيسيا، ومنها إلى باكستان. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن أغلب مجندي القاعدة من العرب المجنسين في دول أوروبية، يخفون هويتهم الحقيقية حتى عن أقرب زملائهم المقاتلين من أجل حماية أصدقائهم وأسرهم في أوروبا، بل إن بعضهم يضع نقابا على وجهه بصفة دائمة. وقدم تنظيم القاعدة في العراق، في عدة بيانات منفصلة صدرت في الأشهر الماضية، قائمة بقتلاه العرب خلال الفترة الممتدة بين عام 2004 و2006 وهم 18 جزائريا و5 مغاربة وتونسيان و3 ليبيين. وكان أغلب القتلى العرب من جنسية سعودية، حيث بلغ عدد السعوديين القتلى 35 وجاءت سوريا في المرتبة الثانية بعدد قتلى بلغ 22 ثم الأردن ب14، تلتها مصر ب13 قتيلا، الإمارات والكويت ب12 قتيلا لكل منهما، ثم اليمن ب8 قتلى والسودان مع فلسطين ب6 ثم لبنان والبحرين ب4 قتلى. المصدر الخبر:الجزائر: أحمد ناصر