عاجل/ نقابة الفلاحين: 15 دينار لزيت الزيتون..!!    الديوان الوطني للأعلاف يحدّد سعر بيع الذرة العلفية وإجراءات التزوّد    المعهد العالي للتصرف الصناعي بصفاقس أوّل مؤسسة جامعية عمومية في تونس تقوم بتركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية    عاجل: دخول جماهيري مجاني في مباريات كأس أمم إفريقيا 2025    بداية من اليوم..دخول فترة الليالي البيض..    أنشطة متنوعة خلال الدورة الأولى من تظاهرة "مهرجان الحكاية" بالمركب الثقافي بسيدي علي بن عون    قفصة: حجز كميات من لحوم الدواجن في مخازن عشوائية قبل رأس السنة    سايتو جون السفير الياباني الجديد يوجه هذه الرسالة بمناسبة وصوله إلى تونس    موزّعو قوارير الغاز المنزلي بالجملة يعلّقون نشاطهم يومي 12 و13 جانفي 2026    عاجل/ مصدر مأذون من رئاسة الجمهورية: سيتمّ اتّخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدّ هؤلاء..    وداعًا لأسطورة الكوميديا الأمريكية بات فين    مدرب منتخب الكاميرون: "حققنا الفوز بفضل القوة الذهنية والانضباط التكتيكي"    عاجل: هذا ما تقرر في قضية المجمع الكيميائي التونسي..    رياضة : فخر الدين قلبي مدربا جديدا لجندوبة الرياضية    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: برنامج مباريات الجولة العاشرة    الدورة العاشرة من المهرجان الدولي للابداع الثقافي من 26 الى 28 ديسمبر الجاري    مع Moulin d'Or : قصّ ولصّق وشارك...1000 كادو يستناك!    كأس أمم إفريقيا: برنامج مقابلات يوم غد    صامويل تشوكويزي: كأس افريقيا يجب أن تحظى بنفس درجة إحترام كأس العالم    عاجل/ انتشال جثامين 14 شهيدا فلسطينيا من تحت الأنقاض في خان يونس..    السجن لطالب بتهمة ترويج المخدرات بالوسط الجامعي..#خبر_عاجل    هذه أقوى عملة سنة 2025    عاجل: عاصفة مطرية وثلوج تتجه نحو برشا دُول عربية    كيفاش نقول للآخر ''هذا الّي قلّقني منّك'' من غير ما نتعاركوا    تحذير خطير للتوانسة : ''القفالة'' بلا ورقة المراقبة يتسببلك في شلل و نسيان    الاتحاد الإنقليزي يتهم روميرو بسوء التصرف بعد طرده أمام ليفربول    سهرة رأس العام 2026.. تفاصيل حفل إليسا وتامر حسني في هذه الدولة    بداية من من غدوة في اللّيل.. تقلبات جوية وبرد شديد في تونس    عاجل: تقلبات جوية مرتقبة بداية من هذا التاريخ    ينشط بين رواد والسيجومي: محاصرة بارون ترويج المخدرات    بداية من اليوم: تحويل حركة المرور في اتّجاه المروج والحمامات    صحفي قناة الحوار التونسي يوضح للمغاربة حقيقة تصريحاته السابقة    قرار لم يكن صدفة: لماذا اختار لوكا زيدان اللعب للجزائر؟    عاجل : اليوم نشر القائمة الاسمية لرخص'' التاكسي '' بأريانة بعد شهور انتظار    نانسي عجرم ووائل كفوري ونجوى كرم يحضروا سهرية رأس السنة    عاجل/ تركيا ترسل الصندوق الأسود لطائرة الحداد إلى دولة محايدة..    مصر.. دار الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد    نيجيريا: قتلى وجرحى في هجوم على مسجد    النوبة القلبية في الصباح: علامات تحذيرية لازم ما تتجاهلهاش    عاجل: توافد حالات على قسم الإنعاش بسبب ال GRIPPE    بعد حادثة ريهام عبد الغفور.. نقابة المهن التمثيلية تعلن الحرب على مستهدفي نجوم مصر    ويتكوف يكشف موعد المرحلة الثانية من اتفاق غزة    رئيس الجمهوريّة يؤكد على ضرورة المرور إلى السرعة القصوى في كافّة المجالات    ترامب مهاجما معارضيه في التهنئة: عيد ميلاد سعيد للجميع بما في ذلك حثالة اليسار    كوريا الشمالية تندد بدخول غواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية    اليوم العالمي للغة العربية ... الاحتفاء بلغة الضاد ضرورة وطنية وقومية لحماية الهوية الثقافية    فوز المرشح المدعوم من ترامب بالانتخابات الرئاسية في هندوراس    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    اتصالات تونس تطلق حملتها المؤسساتية الوطنية " تبرّع المشجعين"    تزامنا مع العطلة: سلسلة الأنشطة الثقافية والترفيهية الموجهة لمختلف الفئات العمرية    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعلاميّون وحقوقيّون ومواطنون:على فرنسا أن تتحمل مسؤوليتها التاريخيّة و تعتذر
نشر في الفجر نيوز يوم 07 - 11 - 2009

للشّعب التونسي عن حقبة الاستعمار
إعداد : نورالدين المباركي
تونس/ الوطن الفجرنيوز
في افتتاح الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي دعا الأمين العام للحزب فرنسا للإعتذار لتونس عن الحقبة الاستعمارية وقال:" نطالب الدولة الفرنسية بالاعتذار الرسمي لشعب تونس عن عقود الاستعمار والهيمنة البغيضة وتعويضه عن الأضرار التي ألحقتها سياساتها الاستعمارية بمجمل النسيج الوطني ماديا ومعنويا".
الدعوة لم تكن مجرد شعار للمزايدة بقدر ما كانت تعبيرا عن مطلب حقيقي ترفعه اليوم الشعوب التي عانت ويلات الاستعمار..لذلك ربما لاقت اهتماما و متابعة من قبل عديد المراقبين.
"الوطن" توجّهت إلى عدد من الإعلاميين و الحقوقيين و المواطنين ليقدموا رؤيتهم حول هذا المطلب.
سفيان بن فرحات:( كاتب وصحافي )
رواسب الاستعمار ومخلفاته قائمة ليوم الناس هذا
إن مسألة اعتذار فرنسا على استعمارها لتونس تكتسي أبعادا ودلالات عديدة :
1- - عرفت تونس، على غرار مصر والصين، الاستعمار غير المباشر قبل إقحامها في بوتقة الاستعمار "الفرنساوي" المباشر. لقد قوّض تدخل فرنسا في الشأن التونسي التجربة الإصلاحية الفريدة التي عرفتها البلاد منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وبذلك تمّ تعطيل صيرورة انتقال تونس إلى مصاف الدول المتقدّمة منذ ذلك التاريخ إذ أن بلادنا كانت متقدمة على إيطاليا واليونان والبرتغال وإسبانيا وبلجيكا في تلك الفترة. سبّب الاستعمار سقوط تونس التاريخي وتدهورها حضاريا ولا تزال رواسب الاستعمار ومخلفاته قائمة ليوم الناس هذا.
2- - كانت الإبادات الجماعية والتقتيل والتشريد وانتزاع الأراضي والممتلكات قسرا والسّحل والنفي والبطش بالأهالي في مختلف أقاليم البلاد السمات البارزة للاستعمار "الفرانساوي". واستعملت القوات "الفرانساوية" الطائرات ضد الأهالي في تونس بعد أسابيع من استعمال الطائرات لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى. كما استعمل الجيش "الفرانساوي" السلاح الكيمياوي ضد التونسيين منذ سنة 1916 بالجنوب.
3- - يجب اعتبار الاستعمار على رأس المنظومات الكليانية التي عرفتها الشعوب واعتباره جريمة ضد الإنسانية مستمرة وغير قابلة للتقادم والنسيان والسقوط بمرور الزمن. ويستلزم ذلك التذكير دوما بمساوئ الاستعمار في البرامج التربوية ووسائل الإعلام وتنظيم أسبوع سنوي عالمي دوري يندّد بالاستعمار ويستعرض مختلف مظاهره ومحطاته.
4- - زيادة عن الاعتذار يستوجب مطالبة فرنسا بالتعوضات المادية والمعنوية عن مختلف المصائب التي كابدها الشعب التونسي والوطن جرّاء الاستعمار "الفرنساوي".
فوزي عزالدين (كاتب و صحفي)
للإعتذار… ثمن اسمه "المصالح"
لا مجال للمقارنة بين ايطاليا وفرنسا حتى نطالب الثانية بما أقدمت عليه الأولى، فاعتذار رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني للجماهيرية الليبية، فرضته مصالح اقتصادية حيوية أكثر مما فرضته دوافع ديونتولوجية "أخلاقية" أو تاريخية ولعلّ الحج الى موطن عمر المختار خير دليل على ذلك.
الاعتذار هو نوع من الندم ونحن كمواطنين عاديين على عكس رجال السياسة نادمون دائما على ما فعلناه ونادمون على ما لم نفعل، فما فعلناه لم نفعله، وما لم نفعله فعلناه، مما يدفع بنا إلى نوع من العبثية، لأننا نعيش ربانيا على السليقة، دون تخطيط من أي جهاز ودون تدبير مسبق ... اما سياسيا، فكل منطوق يقرأ له حساب، كلمة كلمة، حرفا حرفا، ولا وجود للصدفة ولا للمجانية و نصوص الساسة تضمر أكثر مما تفصح وقد تكتب بالحبر السري ولا تفك شفراتها الا بعد حقب زمنية.
الرئيس الفرنسي ساركوزي يتقن الخطابة وينتقي ألفاظه بدقة متناهية ونتذكر كيف صرّح في حملته الانتخابية "ان ثورة التحرير الجزائرية هي من صنع المخابرات الفرنسية في عهد الجمهورية الرابعة" ونتذكر ايضا عندما قال في زيارته للمقبرة المسيحية في الجزائر أيضا واضعا يده على رخام احد القبور؛ "ان الصداقة ليست بحاجة الى النقش على الرخام" وقصد بقصفه اللغوي المجازى .. ،قصف معاهدة الصداقة الفرنسية الجزائرية.
الجزائر طالبت فرنسا بالإعتذار فكان هذا التسويف من نصيبها،وتونس لم تطالب، فلا يمكن ان نحلل بالقياس ولا ان نستبق الاحداث... احداث النقش على الرخام.
شخصيا، مازلت مقتنعا بأن تاريخ الإستعمار الفرنسي في تونس غامض وملغز و"صندوقه الاسود " محجوز ومفتاحه مفقود ، ففرنسا على سبيل الذكر لا الحصر لم تسلم ملف اغتيال الزعيم فرحات حشاد رغم كل المساعي التي بذلت في هذا الصدد من طرف عائلته على الأقل، ورغم مرور الفترة الزمنية المحددة من قبل القانون الفرنسي للكشف عن الارشيف و في المقابل وعلى النقيض تماما سلمت ملفات اغتيال بعض رموز الحركة الوطنية الجزائرية .
يجب ان نتفق حول أشكال الاعتذار هل هو سرّي ام علني، هل هو رمزي ام مادي، هل هو اعتذار للمغتالين والميتين ام لاحفادهم، هل هو اعتذار لما كان أم اعتذار لما سيكون ، أي مواصلة الاستعمار بأشكاله الحديثة "ببناء الجدار الفاصل بين انسانية غربية وانسانية غير غربية" كما يذهب إلى ذلك الدكتور فتحي التريكي، ودولنة القيم والاخلاق والشعائر والمشاعر، أم اعتذار يرتقي بالعرب إلى درجة الإستقلالية في إنابة ألمانيا النازية المعتذرة عن "المحرقة اليهودية".
المواقف السياسية لا تعترف الا بالمصالح واذا ما تعلقت همّة فرنسا بمصلحة تونسية فلن تعتذر فقط على الحقبة الاستعمارية وانتهاكاتها بل ستعتذر حتى على التأخير في الاعتذار..... الاعتذار من شيم الكبار في العموميات أما في السياسة فهو مقترن بنظام مسبق الدفع الحيني و البعدي.
خالد البارودي:(صحفي)
الاستعمار هو أبشع الجرائم التي يمكن ارتكابها في حق الشعوب
يعتبر الاستعمار في تقديري أبشع الجرائم التي يمكن ارتكابها في حق الشعوب باعتبار تاثيراتها المباشرة وغير المباشرة التي تلحق البشر الواقع عليهم هذا الجرم وكذلك على إمكانيات البلدان التي تتعرض لهذه العملية البشعة
اذ لايخفى ما يتعرض له سكان المناطق المستعمرة من عمليات إبادة جماعية ونفي وتعذيب وسجن وتشريد وإذلال تبقى ملامحه مترسبة في الأنفس بل يمكن أن تشكل معالم شخصية مريضة سمتها الخوف والعجز وتستمر عدة أجيال.
ويضاف إلى ذلك السطو الممنهج على ثروات البلد المستعمر واستنزاف خيراته بما يساهم في إفقاره وتركه بعد ذلك خاليا من مقومات التنمية والتطور في مقابل استغلال ما تم نهبه لتحقيق التقدم الحضاري للبلدان الغاصبة وهو ما يجعلها مسؤولة بشكل مباشر عن حالة التخلف التي تعانيها بلدان العالم الثالث
ولعل مطالبة الدول الاستعمارية وعلى رأسها فرنسا بالاعتذار بشكل رسمي على الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها في حق بلادنا اولا وحق بقية البلدان التي تعرضت للاستعمار أمر منطقي ولا يختلف حوله عاقلان جبرا للحق المعنوي على الاقل رغم ان الاعتذار فعل اخلاقي لا يغير الواقع المأساوي الذي نتج عن الاستعمار اذ يفترض المطالبة بدفع تعويضات مناسبة لما تم ارتكابه من مجازر ومآس وما تم نهبه من ثروات والمطالبة بامضاء اتفاقيات تعاون وتقديم مساعدات اقتصادية مجزية.
ويحسن ان تقوم الدول الاستعمارية بذلك عاجلا اذ من يدري كيف تكون المطالبة بهذه الحقوق لو تغيرت الوضعية واصبحت بلدان العالم الثالث في موقع القوي ولو بعد حين.
جمال العرفاوي:(اعلامي)
حان الوقت أن تخطو فرنسا هذه الخطوة وتتحمل مسؤولياتها التاريخية
اعتقد انه حان الوقت أن تخطو فرنسا هذه الخطوة وتتحمل مسؤولياتها التاريخية،نحن لا نريد تحريك أشباح الماضي من أجل الحاضر الذي تشوبه هو الآخر عدة هنات،ولكن ما حدث في تونس إبان الحقبة الاستعمارية مازلنا نجمع تفاصيله كقطع البوزل.
أردت أن أقول،لقد تحركت ايطاليا واعتذرت وعوضت،ولم لا تخطو فرنسا هذه الخطوة ،وتعتذر للمغرب والجزائر أيضا، لماذا هذه المكابرة؟، إن محاولة تزيين الاحتلال ،التي تسعى إليها باريس،منذ سنوات هي محاولات فاشلة وساذجة، فالشعب التونسي تعرض للتنكيل وتعرض مناضلوه إلى إعدامات جائرة وتعرض آخرون للتعذيب، فلماذا لا نعتبر ضرب الساقية جريمة ضد الإنسانية،مع العلم ا ن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم؟
محمد بوعود ( صحفي)
اعتذار فرنسا عن الحقبة الاستعمارية قضية وطنية لا بدّ من متابعتها
إن التطرّق إلى موضوع اعتذار فرنسا عن الحقبة الاستعمارية وما رافقها من جرائم ضد الإنسانية، هو في نظري قضية وطنية لا بد من متابعتها وتحيينها دائما وعدم السكوت عنها حتى إجبار فرنسا على الاعتذار والتعويض.
فما شهدته تونس خلال هذه الحقبة من تنكيل وتقتيل وتشريد، وما عرفه أبناؤها من مناف وإعدامات وسجون، لا يمكن أن يمرّ دون حساب، ولا يمكن السكوت عليه بأي حال من الأحوال، خاصة وأننا أصبحنا منذ أكثر من نصف قرن دولة ذات سيادة وبالتالي من حقنا أن نحفظ حقوق مواطنينا، الأحياء منهم والأموات.
مسألة الاعتذار والتعويض ما كانت لتُطرح بمثل هذه الجدية والإلحاح لولا العمل الاستباقي الذي سارعت اليه ادارة ساركوزي والمعروف ببرنامج تمجيد الاستعمار، والذي بين بوضوح أن فرنسا لازالت بعقليتها القديمة، ولا زالت تستنكف في عقلها الاستعماري الباطن من مجرد التطرق الى جرائمها التي امتدت على أكثر من ثلاثة قرون والتي شملت تقريبا نصف سكان المعمورة.
ولعل في الخطوة التي أقدمت عليها الشقيقة ليبيا من خلال إصرارها على المطالبة بالاعتذار وإجبار حكومة برلسكوني على دفع التعويضات والاعتذار علنا للشعب الليبي، ما يدفعنا للتساؤل عن عدم تحمس تونس الرسمية لهذه المطالبة، رغم مقدرتها على فرض الأمر الواقع على فرنسا من خلال ضغوطات عديدة تمكن الشعب التونسي من نسيان تلك الفترة القاسية من تاريخه.
كما أن المبادرات والإصرار الجزائري الذي بدأ يؤتي أكله في هذه القضية بالذات، يمكن أن يكون مثالا لممارسة الضغط على الحكومة الفرنسية وإجبارها على الرضوخ لمنطق حقوق الإنسان الذي تتشدق به منذ قرون.
فحقوق الإنسان التي ترى فرنسا في سجن أي مواطن عادي مسّا بها، في حين لا ترى في مجازر تازركة والحامة وساقية سيدي يوسف انتهاكا لهذه الحقوق، فهذه قمة في التناقض وقمة في الاستهزاء بمصير اليشر، وهي في نهاية الامر تكريس لنظرة التعنت الاستعماري التي ترى فينا شعوبا متخلفة وبدائية وهم جاؤوا ليدخلونا للحضارة وبالتالي وجب علينا شكرهم لا طلب اعتذارهم.
توفيق العياشي :(صحفي)
من الاستفزاز أن يُصدر البرلمان الفرنسي سنة 2005 قانونا لتمجيد الاستعمار
بصرف النظر عن حجم الجرائم الحقيقيّة للاستعمار الفرنسي لتونس من حيث عدد الشّهداء الذين سقطوا بنيران المستعمر والخسائر الماديّة وقيمة الثروات التي وقع استنزافها وتحويل وجهتها إلى فرنسا فانّ الاستعمار كفعل يجب أن يُجرّم بما يمثّله من انتهاك لسيادة البلدان وتعدّ على حرمات الشّعوب وحريّتها، وفي ظلّ تطوّر التشريعات الدوليّة التي تفرض احترام سيادة البلدان وتنبذ الاحتلال فقد أصبح من الضروري على جميع أنظمة البلدان المُستعمرة أن تقدّم اعتذارا صريحا عن مخلّفات استعمارها .
عدنان الحسناوي:( حقوقي)
اعتراف فرنسا بإستقلال تونس نصّ أيضا على إقامة علاقات التعاون
الفكرة مقلدة على دعوة العقيد القذافي لإيطاليا بالاعتذار على الحقبة الاستعمارية و هي تتجاهل أو متجاهلة أن إيطاليا اليوم هي في ذاتها تنتقد الفاشية حليف النازية و أن الحلفاء الذين انتصروا في الحرب العالمية الثانية ينظرون بإعجاب لما قامت به المقاومة الليبية بقيادة عمر المختار ضد القوات الإيطالية و بالتالي الدور في إضعاف الخطوط الخلفية للقوات الألمانية .
حق الشعوب في تقرير المصير و كفاح الإستعمار بكافة الأشكال بما في ذلك العمل المسلح حق و واجب و لكن أتفاق 20 مارس 1956 الذي حل محل معاهدة باردو الموقعة يوم 12 ماي 1881 , و الذي نص على اعتراف فرنسا بإستقلال تونس قد نصّ أيضا على إقامة علاقات في مجال الدفاع و السياسة الخارجية و الاقتصاد و الثقافة , هذا التعاون الذي تكرس في الواقع على الاحترام المتبادل و الأمر الذي يتطلب الآن عدم إثارة مشاكل من شأنها ضرب المصالح العليا للبلاد خاصة في ظل الجهود الوطنية لتخفيف الآثار السلبية للأزمة الإقتصادية .
عبد الباري عطوان:(رئيس تحرير القدس العربي)
يصعب علينا أن نفهم لماذا لا يعتذر الغرب لنا عن جرائمه في حقّ شعوبنا وبلداننا
يصعب علينا ان نفهم لماذا لا يعتذر الغرب لنا عن جرائمه في حق شعوبنا وبلداننا، ويجد منا رغم ذلك اذرعا مفتوحة مرحبة، واستقبالات حارة في مطاراتنا لزعمائه الذين يحطون على ارضها زائرين!
فاوروبا لم تتردد مطلقا في الاعتذار لليهود عما لحق بهم من محارق وتصفيات في أفران الغاز النازية، وأرفقت هذا الاعتذار ممهورا باقامة دولة لهم في فلسطين علي حساب شعب عربي مسلم، وامدتها بالسلاح والمعامل الذرية، وساندتها في كل حروبها ضد العرب واحتلالها لأرضهم.
الأوروبيون اعتذروا لليهود عن جرائم ارتكبتها النازية التي لم تكن تمثلهم، بل وشنوا حربا عالمية ثانية ضدها. وما زالوا يدفعون التعويضات المالية حتى يومنا هذا دون تردد، والأكثر من هذا ان الدولة العبرية أجبرتهم على دفع فوائد ذهب اليهود المصادرة في البنوك السويسرية، ورضخ هؤلاء صاغرين ولم يترددوا لحظة في الاستجابة لهذا الطلب.
البابا السابق يوحنا بولص بزّ الجميع عندما اشترك بنفسه في موجة الاعتذارات هذه، ولم يعتذر فقط عن جرائم أبناء جلدته ضد اليهود في بولندا وألمانيا، وإنما عن وقائع ارتكبتها المسيحية قبل ألفي قرن، وبرأهم من قتل سيدنا المسيح عليه السلام.
نحن لسنا ضد الاعتذار لليهود، فكل من ارتكب جريمة في حق الآخر يجب ان يعاقب ويعتذر، ولكن اعتراضنا هو عدم الاعتذار لنا كعرب ومسلمين عن الجرائم التي وقعت وتقع في حقنا، ولا تقل ابدا عن الجرائم التي لحقت بالآخرين، واليهود من ضمنهم.)المصدر صحيفة القدس العربي 11 جويلية 2007)
زياد عبّاسي ) طالب – 22 سنة(
يجب على كل مكوّنات المجتمع المدني أن تدعم هذه المبادرة
الدعوة إلى الاعتذار هي حق وواجب على الرغم من أنها يمكن تكون لها تأثير على العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي لكن لا أعتقد أن العلاقات بين الشعبين التونسي والفرنسي يمكن أن تتأثر، حتى أنني أنتظر دعما من المنظمات الحقوقية في فرنسا.
يجب على كل مكوّنات المجتمع المدني أن تدعم هذه المبادرة.
أمين النفزي ( طالب – 22 سنة)
شهداء تونس يستحقون الاعتذار والتعويض
هي دعوة جديرة بالتنويه رغم أنني أتساءل عن الظرف الذي جاءت فيها، بمعنى لماذا لم تطلق مثل هذه المبادرات من قبل؟ أعتقد أن شهداء تونس يستحقون الاعتذار والتعويض. ليس بالضرورة أن يكون التعويض مادّيا بحتا بل يمكن أن يكون في شكل مشاريع وتسهيلات عمل بالنسبة لأبناء وأحفاد الشهداء.
منذر قليقم ( موظف)
التركيز على الاعتذار المعنوي
الدعوة يجب أن تكون رسمية والتعويض يجب أن يكون مادّيّا ومباشرا، التعويض لعائلات الشهداء المشهورين على غرار حشّاد والدغباجي والجربوعي. الأهم من هذا كلّه أن يقع التركيز على الاعتذار المعنوي، وذلك من خلال دعوة نيكولا ساركوزي إلى الاحتفال بعيد الشهداء يوم 9 أفريل بتونس ووضعه إكليلا من الزهور على ضريح الشهداء.
قيس المثلوثي ( موظف)
"ملايين الأوروات "لن يعوّضوا قطرة دم من شهدائنا الأبرار
مهما عوّضوا لن يكون كاف. وملايين الأورو لن يعوضوا قطرة دم من شهدائنا الأبرار. أعتقد أنه يجب التركيز على الاعتذار المعنوي أكثر من أي شيء. وزيادة على ذلك يجب على السلطات الفرنسية أن تكشف للتونسيين عديد الملفات الغامضة مثل عملية اغتيال فرحات حشاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.