وادي مليز: منشأة مائية على مستوى وادي الرغاي لفك عزلة منطقة الدخايلية    الشرع يصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    دربي العاصمة: تشكيلتي الفريقين    ممرض ألماني أنهى حياة 10 مرضى... ليخفف عبء العمل عليه    تونس تطلق أول دليل الممارسات الطبية حول طيف التوحد للأطفال والمراهقين    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    5 أخطاء يومية لكبار السن قد تهدد صحتهم    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    مدير ديوان رئيسة الحكومة: قريباً عرض حزمة من مشاريع القوانين على البرلمان    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    مونديال أقل من 17 سنة: تونس تواجه بلجيكا اليوم...شوف الوقت والقناة الناقلة    المنتخب التونسي للبايسبول 5 يتوج ببطولة إفريقيا    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    خروج قطار عن السكة يُسلّط الضوء على تدهور البنية التحتية للسكك الحديدية    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    بطولة القسم الوطني أ للكرة الطائرة: نتائج الدفعة الثانية من مقابلات الجولة الرابعة    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعلاميّون وحقوقيّون ومواطنون:على فرنسا أن تتحمل مسؤوليتها التاريخيّة و تعتذر
نشر في الفجر نيوز يوم 07 - 11 - 2009

للشّعب التونسي عن حقبة الاستعمار
إعداد : نورالدين المباركي
تونس/ الوطن الفجرنيوز
في افتتاح الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي دعا الأمين العام للحزب فرنسا للإعتذار لتونس عن الحقبة الاستعمارية وقال:" نطالب الدولة الفرنسية بالاعتذار الرسمي لشعب تونس عن عقود الاستعمار والهيمنة البغيضة وتعويضه عن الأضرار التي ألحقتها سياساتها الاستعمارية بمجمل النسيج الوطني ماديا ومعنويا".
الدعوة لم تكن مجرد شعار للمزايدة بقدر ما كانت تعبيرا عن مطلب حقيقي ترفعه اليوم الشعوب التي عانت ويلات الاستعمار..لذلك ربما لاقت اهتماما و متابعة من قبل عديد المراقبين.
"الوطن" توجّهت إلى عدد من الإعلاميين و الحقوقيين و المواطنين ليقدموا رؤيتهم حول هذا المطلب.
سفيان بن فرحات:( كاتب وصحافي )
رواسب الاستعمار ومخلفاته قائمة ليوم الناس هذا
إن مسألة اعتذار فرنسا على استعمارها لتونس تكتسي أبعادا ودلالات عديدة :
1- - عرفت تونس، على غرار مصر والصين، الاستعمار غير المباشر قبل إقحامها في بوتقة الاستعمار "الفرنساوي" المباشر. لقد قوّض تدخل فرنسا في الشأن التونسي التجربة الإصلاحية الفريدة التي عرفتها البلاد منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وبذلك تمّ تعطيل صيرورة انتقال تونس إلى مصاف الدول المتقدّمة منذ ذلك التاريخ إذ أن بلادنا كانت متقدمة على إيطاليا واليونان والبرتغال وإسبانيا وبلجيكا في تلك الفترة. سبّب الاستعمار سقوط تونس التاريخي وتدهورها حضاريا ولا تزال رواسب الاستعمار ومخلفاته قائمة ليوم الناس هذا.
2- - كانت الإبادات الجماعية والتقتيل والتشريد وانتزاع الأراضي والممتلكات قسرا والسّحل والنفي والبطش بالأهالي في مختلف أقاليم البلاد السمات البارزة للاستعمار "الفرانساوي". واستعملت القوات "الفرانساوية" الطائرات ضد الأهالي في تونس بعد أسابيع من استعمال الطائرات لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى. كما استعمل الجيش "الفرانساوي" السلاح الكيمياوي ضد التونسيين منذ سنة 1916 بالجنوب.
3- - يجب اعتبار الاستعمار على رأس المنظومات الكليانية التي عرفتها الشعوب واعتباره جريمة ضد الإنسانية مستمرة وغير قابلة للتقادم والنسيان والسقوط بمرور الزمن. ويستلزم ذلك التذكير دوما بمساوئ الاستعمار في البرامج التربوية ووسائل الإعلام وتنظيم أسبوع سنوي عالمي دوري يندّد بالاستعمار ويستعرض مختلف مظاهره ومحطاته.
4- - زيادة عن الاعتذار يستوجب مطالبة فرنسا بالتعوضات المادية والمعنوية عن مختلف المصائب التي كابدها الشعب التونسي والوطن جرّاء الاستعمار "الفرنساوي".
فوزي عزالدين (كاتب و صحفي)
للإعتذار… ثمن اسمه "المصالح"
لا مجال للمقارنة بين ايطاليا وفرنسا حتى نطالب الثانية بما أقدمت عليه الأولى، فاعتذار رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني للجماهيرية الليبية، فرضته مصالح اقتصادية حيوية أكثر مما فرضته دوافع ديونتولوجية "أخلاقية" أو تاريخية ولعلّ الحج الى موطن عمر المختار خير دليل على ذلك.
الاعتذار هو نوع من الندم ونحن كمواطنين عاديين على عكس رجال السياسة نادمون دائما على ما فعلناه ونادمون على ما لم نفعل، فما فعلناه لم نفعله، وما لم نفعله فعلناه، مما يدفع بنا إلى نوع من العبثية، لأننا نعيش ربانيا على السليقة، دون تخطيط من أي جهاز ودون تدبير مسبق ... اما سياسيا، فكل منطوق يقرأ له حساب، كلمة كلمة، حرفا حرفا، ولا وجود للصدفة ولا للمجانية و نصوص الساسة تضمر أكثر مما تفصح وقد تكتب بالحبر السري ولا تفك شفراتها الا بعد حقب زمنية.
الرئيس الفرنسي ساركوزي يتقن الخطابة وينتقي ألفاظه بدقة متناهية ونتذكر كيف صرّح في حملته الانتخابية "ان ثورة التحرير الجزائرية هي من صنع المخابرات الفرنسية في عهد الجمهورية الرابعة" ونتذكر ايضا عندما قال في زيارته للمقبرة المسيحية في الجزائر أيضا واضعا يده على رخام احد القبور؛ "ان الصداقة ليست بحاجة الى النقش على الرخام" وقصد بقصفه اللغوي المجازى .. ،قصف معاهدة الصداقة الفرنسية الجزائرية.
الجزائر طالبت فرنسا بالإعتذار فكان هذا التسويف من نصيبها،وتونس لم تطالب، فلا يمكن ان نحلل بالقياس ولا ان نستبق الاحداث... احداث النقش على الرخام.
شخصيا، مازلت مقتنعا بأن تاريخ الإستعمار الفرنسي في تونس غامض وملغز و"صندوقه الاسود " محجوز ومفتاحه مفقود ، ففرنسا على سبيل الذكر لا الحصر لم تسلم ملف اغتيال الزعيم فرحات حشاد رغم كل المساعي التي بذلت في هذا الصدد من طرف عائلته على الأقل، ورغم مرور الفترة الزمنية المحددة من قبل القانون الفرنسي للكشف عن الارشيف و في المقابل وعلى النقيض تماما سلمت ملفات اغتيال بعض رموز الحركة الوطنية الجزائرية .
يجب ان نتفق حول أشكال الاعتذار هل هو سرّي ام علني، هل هو رمزي ام مادي، هل هو اعتذار للمغتالين والميتين ام لاحفادهم، هل هو اعتذار لما كان أم اعتذار لما سيكون ، أي مواصلة الاستعمار بأشكاله الحديثة "ببناء الجدار الفاصل بين انسانية غربية وانسانية غير غربية" كما يذهب إلى ذلك الدكتور فتحي التريكي، ودولنة القيم والاخلاق والشعائر والمشاعر، أم اعتذار يرتقي بالعرب إلى درجة الإستقلالية في إنابة ألمانيا النازية المعتذرة عن "المحرقة اليهودية".
المواقف السياسية لا تعترف الا بالمصالح واذا ما تعلقت همّة فرنسا بمصلحة تونسية فلن تعتذر فقط على الحقبة الاستعمارية وانتهاكاتها بل ستعتذر حتى على التأخير في الاعتذار..... الاعتذار من شيم الكبار في العموميات أما في السياسة فهو مقترن بنظام مسبق الدفع الحيني و البعدي.
خالد البارودي:(صحفي)
الاستعمار هو أبشع الجرائم التي يمكن ارتكابها في حق الشعوب
يعتبر الاستعمار في تقديري أبشع الجرائم التي يمكن ارتكابها في حق الشعوب باعتبار تاثيراتها المباشرة وغير المباشرة التي تلحق البشر الواقع عليهم هذا الجرم وكذلك على إمكانيات البلدان التي تتعرض لهذه العملية البشعة
اذ لايخفى ما يتعرض له سكان المناطق المستعمرة من عمليات إبادة جماعية ونفي وتعذيب وسجن وتشريد وإذلال تبقى ملامحه مترسبة في الأنفس بل يمكن أن تشكل معالم شخصية مريضة سمتها الخوف والعجز وتستمر عدة أجيال.
ويضاف إلى ذلك السطو الممنهج على ثروات البلد المستعمر واستنزاف خيراته بما يساهم في إفقاره وتركه بعد ذلك خاليا من مقومات التنمية والتطور في مقابل استغلال ما تم نهبه لتحقيق التقدم الحضاري للبلدان الغاصبة وهو ما يجعلها مسؤولة بشكل مباشر عن حالة التخلف التي تعانيها بلدان العالم الثالث
ولعل مطالبة الدول الاستعمارية وعلى رأسها فرنسا بالاعتذار بشكل رسمي على الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها في حق بلادنا اولا وحق بقية البلدان التي تعرضت للاستعمار أمر منطقي ولا يختلف حوله عاقلان جبرا للحق المعنوي على الاقل رغم ان الاعتذار فعل اخلاقي لا يغير الواقع المأساوي الذي نتج عن الاستعمار اذ يفترض المطالبة بدفع تعويضات مناسبة لما تم ارتكابه من مجازر ومآس وما تم نهبه من ثروات والمطالبة بامضاء اتفاقيات تعاون وتقديم مساعدات اقتصادية مجزية.
ويحسن ان تقوم الدول الاستعمارية بذلك عاجلا اذ من يدري كيف تكون المطالبة بهذه الحقوق لو تغيرت الوضعية واصبحت بلدان العالم الثالث في موقع القوي ولو بعد حين.
جمال العرفاوي:(اعلامي)
حان الوقت أن تخطو فرنسا هذه الخطوة وتتحمل مسؤولياتها التاريخية
اعتقد انه حان الوقت أن تخطو فرنسا هذه الخطوة وتتحمل مسؤولياتها التاريخية،نحن لا نريد تحريك أشباح الماضي من أجل الحاضر الذي تشوبه هو الآخر عدة هنات،ولكن ما حدث في تونس إبان الحقبة الاستعمارية مازلنا نجمع تفاصيله كقطع البوزل.
أردت أن أقول،لقد تحركت ايطاليا واعتذرت وعوضت،ولم لا تخطو فرنسا هذه الخطوة ،وتعتذر للمغرب والجزائر أيضا، لماذا هذه المكابرة؟، إن محاولة تزيين الاحتلال ،التي تسعى إليها باريس،منذ سنوات هي محاولات فاشلة وساذجة، فالشعب التونسي تعرض للتنكيل وتعرض مناضلوه إلى إعدامات جائرة وتعرض آخرون للتعذيب، فلماذا لا نعتبر ضرب الساقية جريمة ضد الإنسانية،مع العلم ا ن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم؟
محمد بوعود ( صحفي)
اعتذار فرنسا عن الحقبة الاستعمارية قضية وطنية لا بدّ من متابعتها
إن التطرّق إلى موضوع اعتذار فرنسا عن الحقبة الاستعمارية وما رافقها من جرائم ضد الإنسانية، هو في نظري قضية وطنية لا بد من متابعتها وتحيينها دائما وعدم السكوت عنها حتى إجبار فرنسا على الاعتذار والتعويض.
فما شهدته تونس خلال هذه الحقبة من تنكيل وتقتيل وتشريد، وما عرفه أبناؤها من مناف وإعدامات وسجون، لا يمكن أن يمرّ دون حساب، ولا يمكن السكوت عليه بأي حال من الأحوال، خاصة وأننا أصبحنا منذ أكثر من نصف قرن دولة ذات سيادة وبالتالي من حقنا أن نحفظ حقوق مواطنينا، الأحياء منهم والأموات.
مسألة الاعتذار والتعويض ما كانت لتُطرح بمثل هذه الجدية والإلحاح لولا العمل الاستباقي الذي سارعت اليه ادارة ساركوزي والمعروف ببرنامج تمجيد الاستعمار، والذي بين بوضوح أن فرنسا لازالت بعقليتها القديمة، ولا زالت تستنكف في عقلها الاستعماري الباطن من مجرد التطرق الى جرائمها التي امتدت على أكثر من ثلاثة قرون والتي شملت تقريبا نصف سكان المعمورة.
ولعل في الخطوة التي أقدمت عليها الشقيقة ليبيا من خلال إصرارها على المطالبة بالاعتذار وإجبار حكومة برلسكوني على دفع التعويضات والاعتذار علنا للشعب الليبي، ما يدفعنا للتساؤل عن عدم تحمس تونس الرسمية لهذه المطالبة، رغم مقدرتها على فرض الأمر الواقع على فرنسا من خلال ضغوطات عديدة تمكن الشعب التونسي من نسيان تلك الفترة القاسية من تاريخه.
كما أن المبادرات والإصرار الجزائري الذي بدأ يؤتي أكله في هذه القضية بالذات، يمكن أن يكون مثالا لممارسة الضغط على الحكومة الفرنسية وإجبارها على الرضوخ لمنطق حقوق الإنسان الذي تتشدق به منذ قرون.
فحقوق الإنسان التي ترى فرنسا في سجن أي مواطن عادي مسّا بها، في حين لا ترى في مجازر تازركة والحامة وساقية سيدي يوسف انتهاكا لهذه الحقوق، فهذه قمة في التناقض وقمة في الاستهزاء بمصير اليشر، وهي في نهاية الامر تكريس لنظرة التعنت الاستعماري التي ترى فينا شعوبا متخلفة وبدائية وهم جاؤوا ليدخلونا للحضارة وبالتالي وجب علينا شكرهم لا طلب اعتذارهم.
توفيق العياشي :(صحفي)
من الاستفزاز أن يُصدر البرلمان الفرنسي سنة 2005 قانونا لتمجيد الاستعمار
بصرف النظر عن حجم الجرائم الحقيقيّة للاستعمار الفرنسي لتونس من حيث عدد الشّهداء الذين سقطوا بنيران المستعمر والخسائر الماديّة وقيمة الثروات التي وقع استنزافها وتحويل وجهتها إلى فرنسا فانّ الاستعمار كفعل يجب أن يُجرّم بما يمثّله من انتهاك لسيادة البلدان وتعدّ على حرمات الشّعوب وحريّتها، وفي ظلّ تطوّر التشريعات الدوليّة التي تفرض احترام سيادة البلدان وتنبذ الاحتلال فقد أصبح من الضروري على جميع أنظمة البلدان المُستعمرة أن تقدّم اعتذارا صريحا عن مخلّفات استعمارها .
عدنان الحسناوي:( حقوقي)
اعتراف فرنسا بإستقلال تونس نصّ أيضا على إقامة علاقات التعاون
الفكرة مقلدة على دعوة العقيد القذافي لإيطاليا بالاعتذار على الحقبة الاستعمارية و هي تتجاهل أو متجاهلة أن إيطاليا اليوم هي في ذاتها تنتقد الفاشية حليف النازية و أن الحلفاء الذين انتصروا في الحرب العالمية الثانية ينظرون بإعجاب لما قامت به المقاومة الليبية بقيادة عمر المختار ضد القوات الإيطالية و بالتالي الدور في إضعاف الخطوط الخلفية للقوات الألمانية .
حق الشعوب في تقرير المصير و كفاح الإستعمار بكافة الأشكال بما في ذلك العمل المسلح حق و واجب و لكن أتفاق 20 مارس 1956 الذي حل محل معاهدة باردو الموقعة يوم 12 ماي 1881 , و الذي نص على اعتراف فرنسا بإستقلال تونس قد نصّ أيضا على إقامة علاقات في مجال الدفاع و السياسة الخارجية و الاقتصاد و الثقافة , هذا التعاون الذي تكرس في الواقع على الاحترام المتبادل و الأمر الذي يتطلب الآن عدم إثارة مشاكل من شأنها ضرب المصالح العليا للبلاد خاصة في ظل الجهود الوطنية لتخفيف الآثار السلبية للأزمة الإقتصادية .
عبد الباري عطوان:(رئيس تحرير القدس العربي)
يصعب علينا أن نفهم لماذا لا يعتذر الغرب لنا عن جرائمه في حقّ شعوبنا وبلداننا
يصعب علينا ان نفهم لماذا لا يعتذر الغرب لنا عن جرائمه في حق شعوبنا وبلداننا، ويجد منا رغم ذلك اذرعا مفتوحة مرحبة، واستقبالات حارة في مطاراتنا لزعمائه الذين يحطون على ارضها زائرين!
فاوروبا لم تتردد مطلقا في الاعتذار لليهود عما لحق بهم من محارق وتصفيات في أفران الغاز النازية، وأرفقت هذا الاعتذار ممهورا باقامة دولة لهم في فلسطين علي حساب شعب عربي مسلم، وامدتها بالسلاح والمعامل الذرية، وساندتها في كل حروبها ضد العرب واحتلالها لأرضهم.
الأوروبيون اعتذروا لليهود عن جرائم ارتكبتها النازية التي لم تكن تمثلهم، بل وشنوا حربا عالمية ثانية ضدها. وما زالوا يدفعون التعويضات المالية حتى يومنا هذا دون تردد، والأكثر من هذا ان الدولة العبرية أجبرتهم على دفع فوائد ذهب اليهود المصادرة في البنوك السويسرية، ورضخ هؤلاء صاغرين ولم يترددوا لحظة في الاستجابة لهذا الطلب.
البابا السابق يوحنا بولص بزّ الجميع عندما اشترك بنفسه في موجة الاعتذارات هذه، ولم يعتذر فقط عن جرائم أبناء جلدته ضد اليهود في بولندا وألمانيا، وإنما عن وقائع ارتكبتها المسيحية قبل ألفي قرن، وبرأهم من قتل سيدنا المسيح عليه السلام.
نحن لسنا ضد الاعتذار لليهود، فكل من ارتكب جريمة في حق الآخر يجب ان يعاقب ويعتذر، ولكن اعتراضنا هو عدم الاعتذار لنا كعرب ومسلمين عن الجرائم التي وقعت وتقع في حقنا، ولا تقل ابدا عن الجرائم التي لحقت بالآخرين، واليهود من ضمنهم.)المصدر صحيفة القدس العربي 11 جويلية 2007)
زياد عبّاسي ) طالب – 22 سنة(
يجب على كل مكوّنات المجتمع المدني أن تدعم هذه المبادرة
الدعوة إلى الاعتذار هي حق وواجب على الرغم من أنها يمكن تكون لها تأثير على العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي لكن لا أعتقد أن العلاقات بين الشعبين التونسي والفرنسي يمكن أن تتأثر، حتى أنني أنتظر دعما من المنظمات الحقوقية في فرنسا.
يجب على كل مكوّنات المجتمع المدني أن تدعم هذه المبادرة.
أمين النفزي ( طالب – 22 سنة)
شهداء تونس يستحقون الاعتذار والتعويض
هي دعوة جديرة بالتنويه رغم أنني أتساءل عن الظرف الذي جاءت فيها، بمعنى لماذا لم تطلق مثل هذه المبادرات من قبل؟ أعتقد أن شهداء تونس يستحقون الاعتذار والتعويض. ليس بالضرورة أن يكون التعويض مادّيا بحتا بل يمكن أن يكون في شكل مشاريع وتسهيلات عمل بالنسبة لأبناء وأحفاد الشهداء.
منذر قليقم ( موظف)
التركيز على الاعتذار المعنوي
الدعوة يجب أن تكون رسمية والتعويض يجب أن يكون مادّيّا ومباشرا، التعويض لعائلات الشهداء المشهورين على غرار حشّاد والدغباجي والجربوعي. الأهم من هذا كلّه أن يقع التركيز على الاعتذار المعنوي، وذلك من خلال دعوة نيكولا ساركوزي إلى الاحتفال بعيد الشهداء يوم 9 أفريل بتونس ووضعه إكليلا من الزهور على ضريح الشهداء.
قيس المثلوثي ( موظف)
"ملايين الأوروات "لن يعوّضوا قطرة دم من شهدائنا الأبرار
مهما عوّضوا لن يكون كاف. وملايين الأورو لن يعوضوا قطرة دم من شهدائنا الأبرار. أعتقد أنه يجب التركيز على الاعتذار المعنوي أكثر من أي شيء. وزيادة على ذلك يجب على السلطات الفرنسية أن تكشف للتونسيين عديد الملفات الغامضة مثل عملية اغتيال فرحات حشاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.