فلسطين/غزة : شهد اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في مدينة رام الله ليل الأحد'نقاشاً ساخناً'، لتبعات قرار الرئيس محمود عباس بعدم الترشح للانتخابات القادمة، حيث وجه بعض الأعضاء انتقادات لسياسة الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء، على اعتبار أنها تؤسس لمرحلة 'انقلاب أبيض'.وقال أحد أعضاء المجلس وطلب عدم ذكر اسمه ان عددا من الأعضاء شنوا هجوما شديدا على الدكتور فياض، على اعتبار أنهم يرون أن سياساته في الضفة الغربية تؤسس لمرحلة 'انقلاب أبيض'، وذلك رداً على مشروع أعلن عنه فياض يهدف لإقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين. وبحسب العضو فإن حالة الاستياء من قبل الأعضاء كانت بسبب قولهم ان خطة فياض أعدت وأعلنت بدون التشاور مع الحركة التي تقود منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكونها 'مرتبطة بخطة السلام الاقتصادي التي تتبناها إسرائيل'. وكان فياض أعلن نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي برنامج عمل لحكومته يتضمن قيام دولة فلسطينية بحلول العام 2011 حتى من دون انتظار نتائج المفاوضات مع إسرائيل، وتعتمد الخطة على توحيد مؤسسات السلطة، والاهتمام بالشق الاقتصادي من خلال إنشاء مطار في الأغوار وموانئ وسكك حديدية. إلى ذلك، أكد العضو في المجلس الثوري أن أعضاء المجلس المجتمعين الذين أكدوا أنهم يرون في الرئيس عباس بصفته رئيسا منتخبا في المؤتمر العام لحركة فتح ورئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مرشحا واحدا ووحيدا لحركة فتح في الانتخابات المقبلة للرئاسة، لن يناقشوا فكرة البديل في الانتخابات القادمة حال أصر عباس على مواقفه. وأكد العضو أن فكرة البديل لا تزال مرفوضة في أروقة الحركة، رغم أنه أكد أن هناك اعتقادا قويا داخل الحركة بأن عباس سينفذ تهديداته بعدم الترشح. وفي السياق نفى عضو في اللجنة المركزية للحركة نية الرئيس عباس بالتخلي عن منصبه في قيادة السلطة قريباً، خلافاً لما نشرته صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية. وكانت الصحيفة نقلت عن مصادر فلسطينية قولها ان الرئيس عباس أوضح في اجتماعات مغلقة عقدها خلال الأيام الأخيرة انه ينوي اعتزال مهام منصبه قريبا، وأنه أبلغ موقفه خلال لقاء عقده قبل يومين في مدينة رام الله مع وفد دبلوماسي مصري. وعلق المسؤول الفتحاوي بالقول ان عباس اجتمع مع قنصل مصر في السلطة الفلسطينية، ولو أراد إبلاغ موقفه لاتصل مباشرة بالرئيس حسني مبارك. وأكد أن ما يروجه الإعلام الإسرائيلي يهدف إلى إحداث 'حالة بلبلة' في الشارع الفلسطيني، في أعقاب قرار الرئيس عباس. وانعقد المجلس الثوري لفتح ليل الأحد في رام الله دون حضور الرئيس عباس. ودان في بيان له ما وصفه ب'التراجع الأمريكي عن المواقف والقرارات الدولية المعلنة'. وأكد أنه ينظر ب 'قلق إلى التحيز الأمريكي الفاضح للموقف الإسرائيلي في مواصلة الاستيطان خلافا لكل القرارات والمبادرات الدولية'. وجدد المجلس دعمه لمواقف الرئيس عباس تجاه عملية السلام، وقال ان موقفه 'يعبر تعبيرا تاما عن موقف حركة فتح والمتمثل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 مع حق اللاجئين في العودة والتعويض'. وقال إنه يرى أن المأزق السياسي للعملية التفاوضية هو نتاج ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في هدم البيوت والاعتداءات المستمرة وإرهاب المستوطنين والتصريحات الهوجاء التي يطلقها عتاة المستوطنين من وزراء حكومة نتنياهو والاستمرار في ضخ المستوطنين في المستوطنات على أرضنا المحتلة وخاصة ما يجري في مدينة القدس. وحيا المجلس الرئيس عباس في 'صموده ورفضه للابتزاز الذي حاولت أن تمارسه الدوائر الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية وحملة التشويه التي شنتها إسرائيل'، منتقداً في الوقت ذاته تجاوب بعض الدوائر العربية والفلسطينية معها. 'القدس العربي' من أشرف الهور