احتفالا باليوم الدولي للعمل البرلماني ... مجلس النواب يؤكد أهمية إضفاء البعد البرلماني على التعاون الدولي    توزر: اختتام دورة في رياضة الشطرنج بالمركب الشبابي تحت شعار "لا للمخدرات نعم للحياة"    اية دغنوج تفتتح مهرجان دقة الدولي بسهرة "فى حضرة الطرب التونسي" .    الروائي الأمين السعيدي وجماليات الخطاب السردي    سوسة.. الملتقى الجهوي حول كبار السن    بنزرت: رفع 22 مخالفة إثر حملات رقابية على الشواطئ بغار الملح وبنزرت    القيروان: اصطدام بين سيارتي نقل ريفي يخلف قتيلا و8 جرحى    بداية العد التنازلي: بكالوريا المراقبة تنطلق غدا    جندوبة: خطة جهوية لاستغلال السكة الحديدية    عاجل: وزارة الصحة تُحذّر الأولياء — لا تتركوا أبناءكم يسبحون بمفردهم ولا تنشغلوا بهواتفكم!    نور شيبة يدّم جديده "مروح للبلاد" في فيديو كليب    البحث متواصل على الطفلة المفقودة في سواحل قليبية    مبادرة تشريعية تقترح تسوية البنوك العمومية للديون الفلاحية المتعثرة    الثلاثاء القادم..البرلمان ينظر في مشروع هذا القانون..    الغواصات الغارقة في عمق المياه البحرية التونسية تطفو مجددًا في كتاب جديد لمهدي طباخ وكمال القروي    عاجل/ انتشال جثتين لشابين غرقا أمس بشاطئ سليمان..    تواصل عمليات البحث عن طفلة مفقودة في عرض البحر بقليبية    عاجل/ بداية من اليوم: انطلاق التسجيل في خدمة الSMS للحصول على نتائج مناظرة "السيزيام"..    انطلاق عملية الاقتراع لانتخاب نائب جديد بمجلس نواب الشعب عن دائرة بنزرت الشمالية    المجمع الصيني "تايكنغ الكترونيكس" يعتزم إنجاز وحدة صناعية في تونس    في الصيف تلفونك يسخن؟ هاو كفاش تحميه من السخانة!    إيران تكشف حصيلة قتلى الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهران    طيران الإمارات يمدد إلغاء الرحلات من وإلى طهران    المحكمة الادارية تشارك في ورشات تكوينية حول آليات المساعدة القانونية الموجهة إلى الفئات الهشة    عاجل/ آخر مستجدات عمليات البحث عن طفلة الثلاث سنوات المفقودة بشاطئ قليبية..    السباح الروماني بوبوفيتشي يحطم الرقم القياسي الأوروبي في سباق 100 متر حرة    التونسي أيوب غرايدية يتوّج ببطولة العالم للملاكمة العربية بايطاليا    جندوبة: متسابقون في الحساب الذهني يغنون لفلسطين    المنتخب الإنقليزي يتوج بلقب بطولة أمم أوروبا للشباب    الكشف عن العروض المبرمجة في الدورة 59 لمهرجان الحمامات ومفاجآت في انتظار الجماهير..    فرنسا تفرض حظرا على التدخين في الشواطئ والحدائق العامة    أخصائية أغذية للتونسين : الحوت المربّى في تونس ما يخوّفش.. والسردينة من أنفع الأسماك    طقس الاحد : تفاصيل ينشرها معهد الرصد الجوي    رئيسة الحكومة في زيارة رسمية إلى إسبانيا : تفاصيل    سبيطلة: عرض ملحمي يجسد تاريخ "العبادلة السبعة" ضمن فعاليات الأيام الرومانية    عراقجي: مقابل كل ضابط أو عالم نفقده هناك المئات ممن يصطفون ليحلوا مكانه    مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضريبي    زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب باكستان    وسائل إعلام إيرانية.. المضادات الجوية تتصدى لمسيرات إسرائيلية صغيرة في شيراز    ليبيا.. أعيان مصراتة وطرابلس يدعون لحل التشكيلات المسلحة وإنهاء الانقسام    احتياطي العملة الأجنبية    خلال حفل الإفتتاح .. فاجعة في مهرجان السّاف بالهوارية    عاجل/ وفاة المرأة التي اصيبت في مهرجان الساف والغاء جميع الانشطة الاحتفالية المتبقية..    المنستير: انتهاء أشغال بناء مركز تصفية الدم بطبلبة    الخطوط التونسية تعلن عن تعديلات في مواعيد بعض الرحلات نتيجة إضطرابات في حركة الطيران    كأس العالم للأندية: باريس سان جيرمان يواجه إنتر ميامي وبايرن ميونخ يصطدم بفلامنغو    الهلال السعودي يتلقى ضربة موجعة قبل لقاء مانشستر سيتي    عاجل_للتونسيين : أوقات قطارات الخطوط البعيدة خلال الصيف    زغوان: تجميع 550 ألف قنطار من الحبوب في ظل تقدم إنجاز موسم الحصاد بنسبة 80 بالمائة    وزارة الصحة: زرع الكلى باش يجي للجهات زادة    ارتفاع نسبي في الحجوزات السياحية داخل تونس وخارجها رغم الغلاء    للتذكير: من السبت للأحد.. شارع الحبيب بورقيبة للناس موش للكراهب    غلطة في تطييب المقرونة ينجم يطلعلك السكر...كيفاش؟    استبدال كسوة الكعبة مع بداية العام الهجري    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الساحرة المستديرة والعرب...جمعتهم أم فرقتهم؟ :محمد عثمان

ما أن دقت الساعة السابعة والنصف مساء بتوقيت مصر حتى تحلق جميع أبناء الوطن العربي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه, كبارهم وصغارهم, ومنهم الفلسطينيين حول الفضائيات يتابعون اللقاء الكروي بين منتخبي مصر والجزائر في التصفيات النهائية التي تؤهل احدهما إلى كأس العالم حاسبين معها أنفاسهم, وما أن دقت الساعة بثوانيها الأخيرة من اللقاء نفسه حتى خرج مشجعي مصر في كافة أرجاء الوطن العربي يهتفون ويهللون ويرقصون لتجاوز المنتخب المصري مرحلة الخطر وفوزه على شقيقه الجزائري بهدفين مقابل لا شئ, ورغم وجود مباراة فاصل بين المنتخبين سيتم في السودان يوم الأربعاء القادم.
سميت كرة القدم المستديرة بلقب الساحرة, لم تكتسب تلك التسمية من فراغ, فهي بالفعل ساحرة ليس لجمالها فقط, وإنما لما تتركه من اثر على نفس وسلوك مريديها ومحبيها رغم انه من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها هؤلاء المريدون هي الرياضية أي تقبل أي نتيجة مهما كانت, ولكن في اغلب الأحيان يفتقد هؤلاء لكل روح رياضية وكل سلوك طبيعي في حال كانت نتيجة إحدى المباريات التي يخوضها أي فريق يشجعونه غير مرضية لهم, والعكس صحيح فإذا ما كانت النتيجة مرضية لهم فيكون ردة فعلهم غير طبيعية وكأنهم قد حصلوا على الجنة.
قبل اللقاء بين المنتخبين المصري والجزائري بأيام وساعات قلائل, قام جدل لم ينته حتى هذه اللحظة وكأن حربا عسكرية وليست معركة كروية لا سمح الله سوف تقوم بين البلدين الشقيقين بشعبيهما وليس بفريقيهما, والأغرب من ذلك كله أخذ كل شعب عربي موقف لتشجيع احد المنتخبين رغم انه لا ناقة له فيها ولا جمل, على الرغم من أن أي فريق من المنتخبين إذا ما فاز سوف يمثل العرب اجمع في مونديال كأس العالم, وبعد انتهاء اللقاء الذي كانت نتيجته, عدا عن الأهداف, هي زيادة فترة وحدة الصراع بين مؤيدي ومشجعي كل فريق مدة أربعة أيام أخرى, وهي المدة التي ينتظر بعدها لقاء فاصل بين المنتخبين في السودان.
في يوم الجمعة الذي سبق المباراة دخلت إحدى غرف الدردشة الصوتية على أحد المواقع العربية كي أقوم بجولة استطلاع سريعة لأثر ما قبل هذه المباراة على نفوس أبناء الوطن العربي, فوجدت أن حربا تجري على المواقع الافتراضية ما بين مشجعي المنتخبين, كل يأتي بدلائل فوز فريقه الذي ينتمي إليه حتى كان يصل الأمر إلى مشاحنات بالكلام والشتائم التي تكال من هؤلاء الأشخاص لبعضهم البعض رغم أن معظمهم يعرفون بعضهم منذ أشهر إن لم نقل سنوات, ولكن الساحرة المستديرة جعلتهم يتناسون هذه المعرفة لو حتى لفترة المباراة ويتعدون على بعضهم بعضا, فهل هي استطاعت أن تفرقهم؟
وهنا قد يأتي الجواب مفاجئا لأن السبب في تلك التفرقة ليست هي كرة القدم رغم أن الظاهر يقول ذلك وإنما في طبيعة الإنسان العربي بغض النظر عن إذا كان يحب الرياضة أم لا أو يشجع فريقا معينا أما لا, فطبيعة الإنسان العربي الذي حاولت الخوض في ثناياها هي طبيعة تميل إلى التطرف والتعصب إلا من رحم ربي, فنفسيته وعقليته, أي العربي, جعلته لا يتقبل إلا أي شئ مقتنع به حتى إذا كان هذا الشئ هو الخطأ بحد ذاته, وابتعد ملايين الأميال عن استخدام الروح الرياضية حد في عقر دارها إلا وهي الرياضة, وفي ظل هذا الشحن والتعصب لا يبقى إلا أن نقول أجار الله الشعب العربي من الأيام الأربعة المقبلة ما قبل "مباراة الحسم".
الصحفي محمد عثمان
قطاع غزة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.