تمتاز الصحافة الإلكترونية بالسرعة في تلقي الأخبار العاجلة وتضمين الصور وأفلام الفيديو، وهو ما يدعم صدقية الخبر، وسرعة وسهولة تداول البيانات على الإنترنت وبالتفاعل مباشر بين القارئ والكاتب، حيث يمكنهما أن يلتقيا في التو واللحظة معاً، بفارق كبير عن الصحافة الورقية التي يجب أن تنتظرها حتى صباح اليوم التالي. كما أن الصحافة الإلكترونية أتاحت إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات التي توفرها كثير من الصحف الإلكترونية للقراء، بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في اللحظة نفسها، والانتشار الكبير لارتياد الصحف والمدونات والمواقع الإلكترونية لا ينفي أنها واقعة بين فكي السرعة والدقة. وضمن ما يزيد على 37 مليون مدونة تضمها شبكة الإنترنت، لا يكاد نصيب المدونات العربية يزيد في أفضل تقدير على 40 ألف مدونة، أنشئ أغلبها في العام ,2006 إلا أن تأثير وشهرة هذه المدونات قد فاقت التوقعات وباتت تمثل صداعاً لكثير من الحكومات العربية، كما يقول التقرير المنشور في موقع المبادرة العربية للإنترنت. ويعد المدونون أكثر عرضة للهجوم من قبل نظرائهم في وسائل الإعلام الأخرى. فالمدونات غالباً ما تعمل من تلقاء نفسها وليست لديها الموارد التنظيمية، التي يمكن أن تساعد في حمايتهم من المضايقات والترهيب. وتذكر لجنة الصحافيين، وهي منظمة تتخذ من أميركا مقراً لنشاطها في تقريرها أنها رصدت 160 حالة تحرش بمدونين في العام الماضي 2008 في مصر وحدها. ولا يقتصر الأمر على ملاحقة المدونين المناكفين لأنظمة الحكم في دولهم، بل يتعدى الأمر لأسرهم، إذ ألقت السلطات الإيرانية القبض على والد المدون الإيراني سينا، حين فر الأخير من البلاد في العام .2004 وفي تونس، انتظرت ابنة المدون التونسي مختار اليحياوي - الذي كان قد حوكم في وقت سابق - أشهراً لتجديد جواز سفرها. ويعد مراقبون المدونات الإلكترونية - مواقع شخصية للتعبير عن الآراء- «مؤشراً لقياس الرأي المحلي تجاه القضايا المحيطة».