أعلنت منظمات حقوقية أمريكية أنّ مكتب السجون الأمريكية "بى.أو.بي" يسعى لحظر وجود القرآن الكريم وكتب دينية أخرى في المكتبات الموجودة داخل الأماكن المخصّصة للعبادة في تلك السجون، بدعوى أنها كتب "غير مقبولة" أو "تحرّض على العنف".وطالب اتحاد الحريات المدنية الأمريكي- أكبر المنظمات الحقوقية في الولاياتالمتحدة- مكتبَ المعلومات والخصوصية بوزارة العدل، بالضغط على مكتب السجون للكشف عن كل السجلات التي بحوزته والمتعلقة بمحاولات مسئولي السجون منع وجود نسخ من القرآن الكريم والكتاب المقدس في مكتبات دور العبادة. وأكّد اتحاد الحريات أنّه رغم إقرار الكونجرس في عام 2008 ما يسمى "قانون الفرصة الثانية" الذي يسمح لمسئولِي مكتب السجون بأن يمنعوا فقط المواد التي "تسعى إلى التحريض أو تشجيع أو توحي بارتكاب العنف أو النشاط الإجرامي". وأشار إلى أن مسئولي السجون اقترحوا مطلع هذا العام قانونًا جديدًا يسعى لتقييد حصول السجناء على المواد الدينية، وهو الإجراء الذي وصفه الاتحاد بأنه يمثل "تحديًا للقانون". وأوضح الاتحاد أنّ القانون المقترح سوف يجعل موادًا كالكتاب المقدس والقرآن الكريم وبعض وثائق مارتن لوثر كينج عرضةً لمنعها؛ بدعوى "أنها نظريًا يمكن أن ترجح بالنسبة للقارئ استخدام العنف أو نشاط إجرامي" على حدّ زعمه. ومن جهته، قال ديفيد شابيرو (محامى اتحاد الحريات المدنية) في بيان: "إنّ رفض مسئولي السجون تقديم محاسبة كاملة لمبرراتهم لحظر المواد الدينية يمثل أحدث الأمثلة على جهود مستمرة للرقابة بشكل سِرّي وغير دستوري على مواد يعتبرونها غير مقبولة". وأضاف شابيرو: أنّ "حرمان السجناء من حقهم الدستوري في الحصول على المواد الدينية أمر سيء بما يكفى، لكن محاولة عمل هذا بطريقة تراوغ الشفافية وتحرم العامة من معرفة ما يقومون به، أمر غير مقبول كُلِيّة". وكان السعودي المعتقل في أمريكا، حميدان بن علي التركي، قد اتّهم سلطات سجن "لايمون" في ولاية كولورادو، بمضايقته المستمرة وتمييزه واستهدافه من بين السجناء الآخرين بالمعاملة السيئة. كما اتهمهم بمنعه من قراءة القرآن وأداء صلاة الفجر في وقتها بذريعة الدواعي الأمنية، فيما يمارس السجناء الآخرون قراءة كتبهم المقدسة دون مضايقات من قبل القائمين على السجن. واشتكى التركي أثناء اتصال مع عائلته، من تهديد سلطات السجن له في حال عدم التزامه بالاستيقاظ في الساعة الثالثة والنصف فجرًا للعمل في المطبخ بالحبس الانفرادي نتيجة تعارض هذا التوقيت مع إقامة صلاة الفجر في وقتها. كما أكّد فهد النصار (المتحدث باسم عائلة حميدان التركي) أن الأخير سبق أن تعرض لمثل هذه المضايقات والإساءة المتعمدة والضغط النفسي في الفترة الماضية وخفت حدتها بعد تهديد محامي الدفاع عنه برفع دعوى ضد سلطات السجن. وذكر النصار أنّ سلطات السجن وعدت بعدم تكرار ذلك وبمحاسبة المتسببين بهذه الانتهاكات بعد تحرك السفارة السعودية التي كان لها أثر في التخفيف من حدة المضايقات، مشيرًا إلى أن هيئات حقوق الإنسان أبدت احتجاجها على الإساءة التي تعرض إليها التركي ووصفتها بأنها غير لائقة. الإسلام اليوم/ أمريكا إن أرابيك الثلاثاء 29 ذو القعدة 1430 الموافق 17 نوفمبر 2009