أعلنت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية و التنمية الإثنين 25-2-2008 للمرة الأولى أن محمد طرنيش المدير التنفيذي لجمعية حقوق الإنسان التابعة لها قام يوم الأربعاء الماضيبزيارة إلى المعارض الليبي البارز فتحي الجهمي الذي يتلقى العلاج في مركز طرابلس الطبي، بينما رأى مراقبون أن طرابلس تسعى لتبرئة ذمتها من هذا الملف استباقا لزيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية إلى البلاد.
"غير متزن عقليا" وأُلقي القبض على الجهميعام 2002 حين انتقد القذافي ودعا لاجراء انتخابات كما دعا لحرية الصحافة والافراج عن السجناء السياسيين. وصدر ضده حكم بالسجن خمسة أعوام. وتمسكت المؤسسة التي يديرها منذ سنوات المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافى, في بيان للعربية.نت، بصحة الرواية التي قدمتها مؤخرا وتفيد بأن الجهمي وهو أحد أهم المعارضين المناوئين لنظام حكم القذافى غير متزن عقليا. وأوضحت أن الجهمي أكد شعوره بتحسن حالته الصحية والتزامه بالبرنامج الطبي المحدد وامتنانه للمعاملة التي يتلقاها من قبل المشرفين على علاجه بمركز طرابلس الطبي. وقالت مؤسسة القذافى في بيانها، أن هذه الزيارة تأتي في إطار ما وصفته بالمتابعة المستمرة التي توليها المؤسسة للجهمي ومتابعة حالته الصحية، لافتة إلى أن الأطباء المشرفين على علاجه أكدوا أنه يخضع لفحوصات طبية شاملة وأن حالته الصحية تشهد تحسنا مستمرا. وأعلنت المؤسسة أنها رتبت زيارات عائلية قام بها أفراد أسرة الجهمي، كما قدمت عرضا لإخراجه من مركز طرابلس الطبي وعودته إلى منزله لتتولى الأسرة القيام برعايته والاهتمام به، إلا أن الأسرة لم تقدم ردّا إيجابيا حتى الآن.
وقال محمد طرنيش رئيس جمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي للتنمية أن الجمعية تابعت جميع مراحل التقاضي لفتحي الجهمي الذي تطالب أمريكا بإطلاق سراحه, لافتا إلى أن هذه المراحل كانت كلها سليمة من الجانب القانوني, وأن عضوا من الجمعية تابعها كما وفرت السلطات الليبية محاميا للجهمي. وبعدما شدد في تصريحات صحفية في العاصمة الليبية طرابلس على أن الجانب القانوني والإجراءات سليمة وقانونية, قال طرنيش عن مبررات اعتقال الجهمي أن طريقته في عرض بعض الآراء والتصورات لم تكن موضوعية أو عقلانية بالشكل المتعارف عليها. ونفى أن يكون الجهمي قد تعرض لأي مضايقات أو تعذيب أو إهانة أو استعمال العنف معه, معربا عن أمله في أن يتم الإفراج عنه قريبا.
تسريب صور للجهمي وزيارة رايس وتزامنت هذه التأكيدات مع تسريب صور خاصة تم التقاطها حديثا للجهمي في مستشفاه بالعاصمة الليبية طرابلس, وهى الصور التي تناولتها بعض المواقع الإلكترونية الليبية المستقلة والمعارضة على شبكة الإنترنيت، بينما تجاهلتها وسائل الإعلام الليبية الرسمية. لكن أحد المقربين من الجهمي قال في المقابل للعربية.نت، إن السلطات الليبية تسعى على ما يبدو لتبرئة ذمتها من المعارض الليبي استباقا لزيارة متوقعة ستقوم بها الشهر المقبل كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية إلى العاصمة الليبية طرابلس كأول وزيرة خارجية للولايات المتحدة منذ أكثر من نصف قرن. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم تعريفه لحساسية وضعه، أنه من المتوقع أن تثير رايس خلال هذه الزيارة طلبا جديدا بالإفراج عن الجهمي وإطلاق سراحه فورا باعتباره أحد سجناء الرأي. واعتادت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مطالبة ليبيا بشكل مستمر بإنهاء احتجاز الجهمي ورفع الإقامة الجبرية المفروضة عليه منذ سنوات بسبب آرائه ومواقفه السياسية المناوئة لنظام القذافي الذي يقود الحكم في ليبيا منذ عام 1969. لكن ليبيا لم تظهر أي تجاوب عملي مع المطالب الأمريكية واعتبرت في المقابل أن قضية الجهمي داخلية وأنها لا تقبل أي محاولة للتدخل في شئونها الداخلية تحت ذريعة حقوق الإنسان أو الحريات العامة.
القاهرة- خالد محمود: العربية نت إحدى الصور التي تم تسريبها من المستشفى