بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    برشلونة يقلب الطاولة على بلد الوليد ويبتعد بصدارة "الليغا"    ربيع الفنون بالقيروان يُنشد شعرا    عاجل/ قضية منتحل صفة مدير بديوان رئاسة الحكومة..السجن لهؤولاء..    في لقائه بوزراء .. الرئيس يأمر بإيجاد حلول لمنشآت معطّلة    الدوري الفرنسي.. باريس سان جيرمان يتلقى خسارته الثانية تواليًا    غدا: حرارة في مستويات صيفية    منير بن صالحة: ''منوّبي بريء من جريمة قتل المحامية منجية''    مؤشر إيجابي بخصوص مخزون السدود    صفاقس : المسرح البلدي يحتضن حفل الصالون العائلي للكتاب تحت شعار "بيتنا يقرأ"    بداية من 6 ماي: انقطاع مياه الشرب بهذه المناطق بالعاصمة    الأطباء الشبان يُهدّدون بالإضراب لمدة 5 أيّام    الرابطة الأولى: الاتحاد المنستيري يتعادل مع البقلاوة واتحاد بن قردان ينتصر    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: المنتخب التونسي يضيف ثلاث ميداليات في منافسات الاواسط والوسطيات    القصرين: قافلة صحية متعددة الاختصاصات تحلّ بمدينة القصرين وتسجّل إقبالًا واسعًا من المواطنين    سامي بنواس رئيس مدير عام جديد على رأس بي هاش للتأمين    طقس الليلة: الحرارة تصل الى 27 درجة    وزير النقل يدعو الى استكمال أشغال التكييف في مطار تونس قرطاج استعدادا لموسم الحجّ وعودة التّونسيين بالخارج    نادي ساقية الزيت يتأهل لنهائي الكأس على حساب النجم    كلاسيكو اوفى بوعوده والنادي الصفاقسي لم يؤمن بحظوظه    منوبة: 400 تلميذ وتلميذة يشاركون في الدور النهائي للبطولة الاقليمية لألعاب الرياضيات والمنطق    "براكاج" يُطيح بمنحرف محل 26 منشور تفتيش    إحالة رجل أعمال في مجال تصنيع القهوة ومسؤول سام على الدائرة الجنائية في قضايا فساد مالي ورفض الإفراج عنهما    غدا.. قطع الكهرباء ب3 ولايات    دقاش: شجار ينتهي بإزهاق روح شاب ثلاثيني    بداية من الاثنين: انطلاق "البكالوريا البيضاء"    "البيض غالٍ".. ترامب يدفع الأمريكيين لاستئجار الدجاج    عاجل/ سرقة منزل المرزوقي: النيابة العمومية تتدخّل..    الكلاسيكو: الترجي يحذر جماهيره    بعد منعهم من صيد السردينة: بحّارة هذه الجهة يحتجّون.. #خبر_عاجل    البنك الوطني الفلاحي: توزيع أرباح بقيمة دينار واحد عن كل سهم بعنوان سنة 2024    وزير التربية يؤدي زيارة إلى معرض الكتاب بالكرم    الحج والعمرة السعودية تحذّر من التعرُّض المباشر للشمس    دراسة جديدة: الشباب يفتقر للسعادة ويفضلون الاتصال بالواقع الافتراضي    البطولة العربية للرماية بالقوس والسهم - تونس تنهي مشاركتها في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    عاجل/ ضحايا المجاعة في ارتفاع: استشهاد طفلة جوعا في غزة    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    ترامب ينشر صورة بزيّ بابا الفاتيكان    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    مقارنة بالسنة الماضية: إرتفاع عدد الليالي المقضاة ب 113.7% بولاية قابس.    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيان وتعليق:الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية/ قربة


1- البيان :
ظاهرة خطيرة، وعلى الجميع رفضها والتنديد بها
إخواننا ، ألكرام، أخواتنا الكريمات:.نريد، في بداية حديثنا إليكم أن ننبه إلى:
1) إن حديثنا الذي نسوقه إليكم، لا يُرادُ به الوعظ والإرشاد( الذي يبقى من مهمات الوُعّاظ والمرشدين)، وإنما يُرادُ به التنبيه الأخوي، على ظاهرة خطيرة انتشرت في مدينتنا، قليبية، وأبطالها مجموعة من الإيطاليين، ومجموعة أخرى من التونسيين، من سكان قليبية، هزّهُم الطمعُ وحبّ القفز على الواقع وحرق المسافات والمراحل( والذين يصدق فيهم القول الشعبي: " الطمّاع يبات ساري "، و " العين لا يملؤها إلاّ الدود والتراب ".
2) كما أن حديثنا هذا، ينبغي ألاّ يُفهَمَ فهما عنصريا، لأن مبادئنا ترفض وتشجب العنصرية مهما كان مظهرها ومنبتها وأهدافها، خاصة ونحن، العرب، ضحية من ضحايا العنصرية ونعرف شرورها وويلاتها،في عالمنا العربي، وبخاصة في فلسطين الجريحة.
فما هي هذه الظاهرة التي وصفناها بالخطيرة وطلبنا من الجميع رفضها والتنديد بها، حماية لفتياننا وفتياتنا من الإنحراف والجريمة والتفسّخ والإذلال وغير ذلك من ضروب الحطّ من الكرامة الوطنية والفردية؟ إنها، بكل بساطة " ظاهرة الحرقان العكسي" وما يتستّر خلفه من أوهام وجرائم لم تعد خافية على أحد( ربما من بينها تبييض الأموال أو غسلها). وهذا " الحرقان"ليس ذلك الذي يمارسه شبان تونسيون ملّوا البطالة والحرمان وبهرجة السراب من شعارات لم تعد تسمن ولا تغني من جوع، بل هو حرقان آخر يكون من إيطاليا إلى بلادنا، الذي يأخذ شكلا قانونيا، بواسطة جوازات السفر وعن طريق الموانئ والمطارات ونقط التفتيش الحدودية، إذ يأتون إلينا بحفنات من " الأورو" يساعدهم على أن يرتعوا في مدينتنا مستغلين ما يعانيه أطفال المدينة ( فِتيانا وفتيات) من فقر وحرمان وخصاصة فيغرونهم بالمال ليشبعوا نزوات شاذة، ويصورون شناعاتهم الجنسية * المنحرفة والشاذة في شرائط يقومون بترويجها، وربما استغلالها في أفلامهم الإباحية والمتاجرة بها. فمن من المواطنين الشرفاء يرضى بهذا؟ وإذا كان السفهاء والقُصّر هم ضحايا هذا الشذوذ فما على العقلاء إلا حمايتهم وحثّ السلطات على التنبّه لهذه الظاهرة المَرَضية الخطيرة والوقوف بحزم لحماية الناشئة، كما أن على السلطة أن تعلم هؤلاء الإيطاليين( والذين صاروا يملكون في مدينتنا الكثير من المنازل والمقاهي والمشاريع المريبة) بضرورة التقيد بقوانين البلاد واحترام هويتها وخصوصياتها الثقافية وما إليها. وعلى المواطنين ألا يكتفوا بالفرجة على أبنائهم وبناتهم في أفلام إباحية، مسيئة للمشاعر الوطنية والأخلاقية.
وإذا كان هؤلاء الإيطاليون مرضى بالشذوذ فما على السلطة إلا أن ترحلهم إلى وطنهم ليعالجوا أو يمارسوا شذوذهم هناك بعيدا عنا. ونحمي شبابنا منهم، وهو مستقبل بلادنا وأملها، فمن يرضى لمستقبلنا أن يكون مريضا، وضائعا؟ إذن على الجميع أن ينتبه ويتيقظ قبل خسارة الشباب وفوات أوان العلاج الصحيح ، وإن فاتتنا الوقاية فلنسرع بالعلاج
قليبية في 08/9/2009
رئيس الفرع
عبد القادر الدر دوري

2- : التعليق
من الغريب ، المثير للتساؤل، أن يتم استدعاء رئيس الفرع ، اليوم 16 نوفمبر2009، إلى السيد رئيس فرقة الإرشاد بمنزل تميم، السيد المنصف بن علي، في مركزالشرطة بقليبية، وبحضور السيد رئيس المركز، وعون كاتب، وقد تمحور البحث حول بيان أصدره الفرع ، بتاريخ 08/9/2009 تحت عنوان" ظاهرة خطيرة وعلى الجميع رفضها والتنديد بها"، ومساءلته عن هدا البيان، في هذا الوقت بالذات= بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وبعد تعسف السيد رئيس منطقة الشرطة بمنزل تميم يوم الانتخابات، على رئيس الفرع، وبعد كتابتنا تقريرا مفصلا عن هده الانتخابات، وبعد مرور أكثر من شهرين على صدورا لبيان بتاريخه المثبت أعلاه، بينما هناك بيانات أخرى صدرت بعده ؟
لقد كان السيد الباحث بمسك بيده ورقة، يقرأ منها أسئلة وجهها إلى رئيس الفرع الأسئلة:
1:أنت مَن أصدر البيان؟ وهل هدا إمضاؤك؟ " ، وأطلعه على نسخة من البيان.
2: ما المقصود من قولكم: " وعلى المواطنين ألا يكتفوا بالفرجة على أبنائهم وبناتهم في أفلام إباحية.." ؟
3 : هل لك علم بما جاء في الفصل53 من مجلة الصحافة ؟
4 : هل لكم وقائع مادية على ما تقولون ؟
5 : هل تصرون على إصدار مثل هده البيانات؟
وتعقيبا على ما قدمناه من أجوبة في البحث، والدي لا ندري الغاية منه، هل هي تعلة جديدة لتركيب قضية أخرى ضد الرابطة،أم مجرد تخويف لفرع الرابطة لثنيه عن القيام بواجباته، المتمثلة، خاصة في إصدار البيانات المعبرة عن مواقفنا؟ أم مادا؟ لكن، ومهما كانت الغاية والمقصد من البحث نقول:
أن هدا البيان يخص الرابطة، وقمت بإمضائه بصفتي رئيسا لفرع قليبية قربة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسانية، بمقتضى ما جاء بالفصل السابع من النظام الداخلي للرابطة الذي جاء فيه : " يمارس كل فرع مهام الرابطة، في حدود دائرته. ولهدا الغرض يُخَول للفرع القيام بكل التدخلات، والمبادرة بكل الأعمال، دفاعا عن حقوق الإنسان، ويجوز للفرع اتخاذ المواقف العلنية ونشر البلاغات في الصحف... ". وبياننا واضحة ألفاضه، ومعانيه، ودلالاته، ودلك انطلاقا من عنوانه:" ظاهرة خطيرة ، وعلى الجميع رفضُها والتنديد بها" حيث يعلم القارئ أنه أمام ظاهرة وُصفت بأنها خطيرة، ولأنها كدلك، وأن عارضَها يحب الخير لبلاده ومواطنيه، وهم جوهر هذه البلاد، فإنه يدعوهم إلى رفض هذه الظاهرة الخطيرة والتنديد بها، ما دامت خطرة، والساكت على الخطر كفاعله أو المشجع عليه, وهذاا، بمفهوم آخر، مُنكَرٌ، ومن الواجب تغييرهُ باليد، وهدا راجع للسلطة فعله، وباللسان، وهدا راجع لكل الناس، عملا بالحق في حرية الرأي والتعبير، وبالقلب وهدا راجع إلى الإحساس، وبما أننا بشر، ولنا حقوقنا الإنسانية، ولنا إحساسنا الإنساني، فإننا عبرنا عن موقفنا من هذا الخطر الذي رأيناه وأحسسنا به في مدينتنا، وبالإمكان اعتبار ما قمنا به من "باب أضعف الإيمان" لأننا لسنا سلطة تملك القدرة على التغيير باليد. ومن لا يريد النظر إلى بياننا بمثل هذه الروح، فعليه أن يقوم بتحليله التحليل العلمي السليم ليعرف دلالاته ومعانيه، ثم يحكم بعقله. فهل مثل هذا التحليل المطلوب صعبٌ إدراكه؟
لقد جاء في البند الأول من بياننا ذكر الهدف من إصداره وهو :" التنبيه الأخوي على ظاهرة خطيرة انتشرت في مدينتنا قليبية... " ثم ذكر هده الظاهرة.وتتمثل في استغلال بناتنا وأبنائنا استغلالا فاحشا مُفسدا لهم ومسيئا لسمعتنا . ثم بين في البند الثاني أن مضمونه لا يُقصد به العنصرية والإساءة للإيطاليين، بل يقصد نبد هده الأعمال الشنيعة، ضد بناتنا وأبنائنا، والتي تحط من كرامتنا. وبعد دلك دعا الأولياء إلى القيام بدورهم التربوي مع أبنائهم وبناتهم ، وخلُص إلى القول: ".. وإذا كان السفهاء والقُصِِِر هم ضحايا هدا الشدود الجنسي فما على العقلاء إلا حمايتهم وحَث السلطات على التنبه لهذه الظاهرة المَرَصية والوقوف ، بحزم، لحمابة الناشئة، كما أن على السلطة أن تُعلم هؤلاء الإيطاليين، بضرورة التقيد بقوانين البلاد واحترام هويتها وخصوصياتها الثقافية... " ويشير البيان إلى ضرورة أن يقوم الأولياء بدورهم التربوي فيقول، بعد أن نبه السلطة : " وعلى المواطنين ألا يكتفوا بالفرجة على أبنائهم وبناتهم في أفلام إباحية مسيئة للمشاعر الوطنية والأخلاقية" ثم يختتم البيان بدعوة الجميع، سلطة وأولياء، إلى تحمل مسؤولياتهم : " على الجميع أن ينتبه ويتيقظ ، قبل خسارة الشباب وفوات أوان العلاج الصحيح. وإن فآتتنا الوقاية فلْنسرع بالعلاج" . فهل في هذا شيء، أو بعض الشيء من التحريض الذي يعاقب عليه الفصل 53 من قانون الصحافة؟ ومن يرى تحريضا في نص البيان، فإن قول المعلم للتلميذ:" لا تخالط الكسالى والمفسدين" هو تحريض ، ويعاقب عليه القانون بالحبس والخطية، وفي هدا ضربٌ للعقل والمنطق وتخريب مغرض للمفاهيم اللغوية، ترضية للتأويلات المغرضة وتأكيدا على مواقف عدائية من الرابطة، والزج بها في متاهات تُشغلها عن ممارسة نشاطها، الذي من أجله وتأسست وكأنها جمعية خارجة عن القانون، فيكون كل ما يصدر عنها غير شرعي ، وهدا يعارض القانون ، كما يعارض ما درجت السلطة على ترديده، مرارا وتكرارا : " الرابطة مكسب وطني تجب المحافظة عليه".
إن البيان/ القضية/ إنبنى على أخبار أبلغنا بها البعض من متساكني قليبية لنا الثقة التامة بهم لمعرفتنا بمصداقيتهم ولمكانتهم الاجتماعية والوظيفية ، نحتفظ بأسمائهم وليس لنا أي استعداد للإدلاء بها، ومع دلك فقد راجت في المدة السابقة، بمدينة قليبية، تسجيلات إباحية، في " سيديات"، وفي الأنترنات، تظهر الممارسات اللاإخلاقية التي يقوم بها الإيطاليون، ومن المعقول جدا، والأخلاقي والإنساني، أن نرفضها ونندد بها، بأسلوبنا السلمي القانوني، وليس لأحد أن يفرض علينا السكوت عن ظاهرة خطيرة، تسيء لسمعتنا وسمعة بلادنا. وليس في موقفنا الإنساني، هذا، أي عنصرية، ولا تحامل ولا تحريض، كما أننا لا نقصد به إلا إنارة مواطنينا للقيام بدورهم التربوي مع أبنائهم وبناتهم ولا يكتفوا بالفرجة، وكذلك نريد تنبيه المسئولين لخطورة هده الظاهرة نفسيا وتربويا واجتماعيا، ووطنيا. كل دلك من منطلق وأسلوب رابطي، باعتبار أن الرابطة جمعية إنسانية تلتزم، في سعيها لتحقيق أهدافها، الوسائل السلمية وترفض كل أشكال العنصرية، ومن هنا لا يكون موقفنا من الإيطاليين عنصريا ولا تحريضيا، بل هو موقف يرفض العبث بأبنائنا، سواء صدر عن إيطاليين أو غيرهم، كما أنه ينبه، السلطة على ضرورة التصدي، المسئول، لكل الأفعال المسيئة لنا ، حيث يكون على المواطن القيام بواجباته التربوية مع أفراد عائلته، كما أن على السلطة أن تعرف ما يجري لمواطنيها ونحميهم من كل أنواع الاستغلال، والمعاملة المذلة والمسيئة للكرامة الفردية والوطنية . فأين التحريض فيما ذكرناه ؟ ومَن حرضْنا ضد من؟ هل حرضنا السلطة ، والمواطنين، ضد الإيطاليين، أم حرضنا المواطنين ضد السلطة، أم السلطة ضد المواطنين ،وهي ليست طرفا فيما جرى، دون أ، تنسى مسئوليتها في دلك؟ وإذا كنا ، على سبيل الافتراض الجدالي، قد قمنا بهدا التحريض، فهل تحرك مَن وقع عليهم التحريض، وأحدثوا ما حُرضوا عليه، وطُولبوا بالقيام به ، والحال أن البيان قد مر على صدوره أكثر من شهرين من 08/9/2009 ، إلى يوم البحث 19/11/2009 ؟. ولمادا نذهب بعيدا والنص أمامنا وهو بلغة عربية سهلة، لا تعقيد فيها ولا التواء، حيث يفهمه، حتى، من كانت حدود معرفته بالقراءة والكتابة بسيطة؟
إننا، واقعا وافتراضا، لم نحرض أحدا، ضد أي كان، وليس من حقنا ولا من طبيعة رابطتنا أن تقوم بالتحريض، لأنها ببساطة جمعية إنسانية، تنبذ كل أشكال الميز والعنصرية، وليست حزبا سياسيا يقوم على التعبئة الشعبية والتجييش الجماهيري. ادن : مادا يمثل التلويح بالفصل 53 من مجلة الصحافة، بكل ما فيه من زجر، في وجوهنا باستغلال كلمات عامة صدرت في بياننا المذكور، وتحميلها ما لاتقصده وترمي إليه، وتحميلها ما لا تقدر على حمله، وتفسيرها التفسير اللغوي، غير البريء، والمشحون بالنوايا والإسقاطات المغرضة والموغلة في السوء، الجزائي، ألترهيبي؟ أليس الأصل في الأشياء الإباحة؟
إن بياننا،هذا، يقصد به الإنارة، لا الإثارة وهو يتوجه إلى الولي، يذكره بواجباته التربوية، كما يتوجه إلى السلطة ، ينبهها إلى ما يجري على أبنائها، حتى تعالج، بأساليبها، ما لحق بهم من إساءة ، لا نرضاها لأحد، باعتبارها مُخلة بالكرامة الإنسانية، خاصة وأن الآعتراف بالكرامة الآنسانية، كما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة" هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم"، وقد جاء في الدستور التونسي أن:" الجمهورية التونسية تضمن حرمة الفرد..."، فكيف نُغمض عيوننا على ما يسيء لحُرمة التونسي؟ وهل، نحن، تصرفنا بغير الدفاع عن هده الحرمة، وبأسلوبنا السلمي، أم نسكت لأن مَن يقوم بالجريمة هو إيطالي؟. صحيح أن هذا الإيطالي إنسان مثلنا، واجب علينا احترامه، وواجب عليه احترامنا، لكن ليس من حقه الإساءة إلينا، بأي حال من الأحوال، ونرى أنه من مسؤولياتنا كرابطة أن ننبه عن كل ما من شأنه أن يمس كرامتنا، فأي جريمة اقترفتاها، ونحن نعبر عن موقفنا الرافض للإهانة، والمتشبث بالكرامة الإنسانية، وكرامة الوطن من كرامة أبنائه؟
إننا لا نخاف ونحن نمارس حقا من حقوقنا الإنسانية، في إطار قانوني وبوسائل سلمية، وأن العمل على تخويفنا ما هو إلا تعسف وإرهاب، والرابطة كما جاء في نظامها الداخلي" تقاوم، في كل الظروف، التعسف، والعنف، والتعصب، وعدم التسامح، وكل أشكال الميز، مهما كان مصدرها" .
أما البحث عن الحقيقة في أي نص فلن تكون من خلال" التنتيف" والانتقاء حسب الأهواء والإسقاطات التعسفية، على معنى التوقف عند" ويل للمصلين" لأنه، بمثل هده الأساليب " التنتيفية" يصير كل شيء جائزا، لكنه بعيد، كل البعد عن المنطق والعقل. ومن هنا لا يمكن عزل جملة من جمل النص عن سياقها، لارتباطها بكامل النص، وإلا كان التعسف على النص برمته، وهدا ما فعله السيد الباحث، الذي اقتطع جملة من النص وعزلها عن سياقها الذي وردت فيه، وهي:"وعلى المواطنين ألا يكتفوا بالفرجة على أبنائهم وبناتهم في أفلام إباحية، مسيئة للمشاعر الوطنية والأخلاقية" ،فمادا يكون عندما نتوقف في قراءتنا لنص قرآني يقول للمسلمين:" وقاتلوا في سبيل الله الدين يقاتلونكم ولا تعتدوا" واكنفينا بنصف الآية الأول وهو :" وقاتلوا في سبيل الله" وتوقفنا عنده ؟ بالطبع المعنى سيتغير ويصير الأمر عاما ، دون اعتبار لسياق الآية وظروفها، بينما قراءتها كاملة تعطينا معنى واضحا وهو أن القتال ، المأمور به ما هو إلا دفاعٌ عن النفس وليس اعتداء، أي إدا تعرضنا للاعتداء فلا نبقى مكتوفي الأيدي بل نرد الاعتداء، بالقوة إن كنا نملكها، وإلا فبالقانون ، كالالتجاء إلى منظمة الأمم المتحدة، كما فعلت تونس عندما اعتدت إسرائيل عليها في حمام الشط. وتبعا لهدا فالمطلوب من الضحية، المعتَدَى عليه، أن يعمل على إيقاف المعتدي عند حده، بما له من وسائل، دون أن يقوم، هو، بالاعتداء، حتى في رده المشروع، على عدوانه. ولهدا فإن التوقف عند :" وعلى المواطنين ألا يكتفوا بالفرجة... " دون ربطه بما سبقه، وما تلاه، يمثل عدوانا صارخا على اللغة والمنطق والحق، في سبيل " تركيب" تهمة تحريض، لا أساس لها، متجاهلا السياق الذي تنزلت فيه الجملة، ألا وهو:" التنبيه الأخوي على ظاهرة خطيرة، انتشرت في مدينتنا.." ، والظاهرة ،هده، تعني " التلاعب ببناتنا وأبنائنا "من قبل شُداد إيطاليين، يملكون المال، ويتصورون أنهم بأموالهم سيدوسون كرامة الناس ويستغلون فقرهم وحرمانهم، ولا يكلمهم أحد فيما يقترفونه من جرائم في حق البلاد والعباد ، لكن البلاد بها قانون ، يحمي الجميع، وهو فوق الجميع، وبها سلطة، ينبغي أن تحمي مواطنيها وتمنع العدوان عليهم ، وبها منظمة تدافع عن حقوقهم، وبالطرق السلمية والقانونية، وهي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وبما أن الخطر، المشار إليه في البيان، حدث في دائرة فرعنا الترابية، ونحن نمثل الرابطة فيها، فقد قمنا بدورنا لفضح هده الظاهرة الخطيرة ودعونا إلى رفضها والتنديد بها، ولن نسكت عن أي إساءة لبلادنا ولمواطنيها، كلفنا دلك، ما كلفنا، سواء سكت " غيرُنا" أو لم يسكت، لأننا لسنا ممن يقول:" مبروكٌ عليك هدا الحصانُ " لمن يركب على " قصَبة"، ونحن نعرف أن الحصان حصان، ولن يكزن قصبة، والقصبة قصبة، ولن تكون حصانا، ومن النفاق أن نجعل من القصبة حصانا ومن الحصان قصبة. وها نحن أحياء، ونمارس حقوقنا الإنسانية، ونتحمل مسئولياتنا، فيما نعمل ونقول. ومَن له ريحٌ فلْيُدر ألفًا، ومَن كانت الأرضُ بيده فلَيَدقها بمساميره، ويوقفها عن الحركة.
قلبية في 18/11/2009
رئيس الفرع
عبد القادرالدردوري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.