تونس: قد تكون السلع المعروضة في الأسواق الموازية رحمة لجيوب المواطنين ترفق بميزانيتهم وتساهم في دفع القدرة الشرائية خاصة وأن الأسواق الموازية لا تخلو من سلع شبه مطابقة للسلع الأصلية.ولكن أن تقبل الأمهات على السلع الخاصة بالأطفال ومنها الشمبوان والمناديل المعطرة والملابس الداخلية وغيرها دون وعي منهن بخطورتها على الأطفال فذلك هو الوجه السلبي للسلع الموازية وقد تكون نتيجة اللهث وراء سلع زهيدة الثمن ,دفع الثمن غاليا لأن أضرارها تفوق منافعها لما تسببه من أمراض تهدد صحة الطفل فأين الرقابة حين تعرض السلع بكميات هائلة وتحمل تواريخ صلاحية "غير صالحة"؟ في البداية لم تشعر السيدة منيرة البرهومي بوجودنا لانهماكها الشديد في اختيار الرضاعة التي ستهديها لحفيدتها الجديدة حيث قالت"يصل ثمن الرضاعة في الصيدليات إلى عشرة دنانير بينما لا يتعدى ثمنها هنا دينارين وتتفوق على الأولى بشكلها الجذاب " وعن مدى درايتها بجودة الرضّاعة ومدى مطابقتها للمقاييس الصحية، أجابت" لا أعرف ولا أظن أنها قد تضرّ بصحة حفيدتي ,فهي وعاء وليست غذاء للأكل". ويبدو أن السيدة منيرة وقعت في فخ جهلها بضرورة التثبت قبل اغتنام فرصة عواقبها الوخيمة وقد يغفر لها ذلك عدم درايتها بان" الوعاء "قد يفرز مواد سامّة. لا إجابة لكن السيدة فاطمة الوسلاتي أستاذة تعليم ثانوي وبالتالي,فمستواها التعليمي لا يغفر لها تهاونها بصحة ابنها وشراء مناديل معطرة من السوق الموازية ، إذ قالت" حقيقة لديّ ثلاثة أطفال أكبرهم عمره أربع سنوات. وهو ما أضرّ بميزانية العائلة كثيرا. ومما دفعني لاقتناء بعض اللوازم من هذا المكان للضغط على المصاريف. وعن مدى إدراكها لما قد ينجرّ عن استعمال مناديل نفدت صلاحيتها ، لم تجب وانسحبت من المكان تاركة نقاط استفهام. فهل يمكن أن تدفع الظروف المادية القاسية بالأولياء للمخاطرة بصحة أبنائهم؟ أخطار بالجملة ولكن ما هي هذه الأخطار التي قد تسببها مثل هذه المواد؟ عن هذا السؤال يجيب الدكتور حمادي الأسود طبيب مختص في الأطفال "عديدة هي الأمراض التي تتسبب فيها المواد المعروضة في الأسواق الموازية ومنها الحساسية وتساقط الشعر و"اللحسة" ،بالإضافة إلى أن الحفّاظات والملابس الداخلية تتسبب بنسبة كبيرة في الإصابات بمرض الحكاك والأمراض الجلدية " وحذّر الدكتور الأسود من استعمال" الرضّاعة" الموجودة بكثرة في الأسواق الموازية لما قد ينجرّ من تسمّمات في البطن وإصابة بالفطريات على مستوى الفم والحنجرة لدى الطفل. وينصح الدكتور كل الأمهات بالابتعاد عن اقتناء هذه المواد الخطرة والتي قد تكون سببا رئيسيا في إصابة الأطفال بأمراض يكلف علاجها أضعاف أسعارها. أين المراقبة؟ في إطار منع هذه المعروضات والتخفيف من أضرارها, و لكشف مدى حرص وزارة الصحة العمومية على تشديد المراقبة على كل ما يمكن أن يهدد صحة المواطن, اتصلنا بالسيد سمير الورغمي كاهية مديرحفظ الصحة وحماية المحيط بوزارة الصحة العمومية. فأفادنا بأن لا علم لمسؤولي الوزارة بوجود هذه المواد في السوق مستنكرا الإقبال عليها. وأكد أن الهياكل المعنية بالوزارة ستتخذ إجراءات فورية للقضاء على هذه المنتجات وردع كل المخالفين للقوانين والمتلاعبين بصحة الأطفال. ذكرى