الجزائر:أعلن التجمع الوطني الديموقراطي الذي يرأسه الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى وحزب العمال الذي تقوده لويزة حنون، التوصل إلى اتفاق سياسي في سباق الانتخابات النصفية لمجلس الأمة (الغرفة العليا في البرلمان) في 29 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. ويبدو أن حزب الغالبية، جبهة التحرير الوطني، سيكون أكبر الخاسرين أمام هذا التحالف.وينص الاتفاق على التزام حزب العمال بالامتناع تماماً عن تقديم أي مرشّح من جانبه، ودعم مرشحي التجمع الوطني الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي. وقدّم حزب أويحيى، في مقابل ذلك، تعهداً بتلبية مطالب حزب العمال بأن يدافع مرشحو «التجمع» في حال فوزهم عن «المبادئ والسيادة الوطنية ومصالح البلاد»، بحسب نص وثيقة الاتفاق التي توّجت لقاء بين الحزبين مساء أول من أمس. ويعتقد مراقبون أن الوزير الأول أويحيى تمكن من إقناع لويزة حنون بدعم مرشحي التجمع الديموقراطي بناء على خلافات عميقة بين حزبها وحزب جبهة التحرير الذي وقف في وجه حنون غداة اقتراحها قانوناً يمنع تنقل المنتخبين إلى أحزاب أخرى بعد فوزهم ضمن قوائم أحزابهم الأصلية. وكانت جبهة التحرير وافقت في السابق على انضمام منتخبين من حزب حنون إليها، على رغم احتجاجات حزب العمال. وتعهد «التجمع الديموقراطي» لحنون بالتصدي «لمسعى التدخل في شؤون البلاد الداخلية، والدفاع الصارم عن وحدة البلاد، والسعي إلى محاربة الفساد، والتمسك بقرارات قانون المالية التكميلي لسنة 2009، والعمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية للجزائريين». ويُعتبر هذا «التحالف» الأول من نوعه ل «التجمع» الذي يشترك أصلاً في «التحالف الرئاسي» إلى جانب جبهة التحرير والحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم». وأنهت أحزاب جزائرية المرحلة الأولى من السباق نحو انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة بتنظيم انتخابات تمهيدية (تصفوية) لاختيار مرشحي الأحزاب لدخول المنافسة. وبقي على حزب الغالبية الذي يرأسه عبدالعزيز بلخادم إتمام تفاوضه مع «الجبهة الوطنية الجزائرية» التي يرأسها موسى تواتي في شأن انتخابات مجلس الأمة. وفي انتظار ذلك، مدد حزب جبهة التحرير فترة الترشح للانتخابات التمهيدية، وأعلن الأمين العام للحزب، بلخادم، أن حزبه أغلق الباب أمام الترشح الحر لتفادي «الانزلاق» و «ضمان حظوظ المرشحين الذين يقع عليهم الاختيار». لكن ذلك لم يمنع من حدوث انشقاقات واسعة بين منتخبي جبهة التحرير. وعُلم أمس أن قيادة الجبهة أقصت مرشحاً يوصف بأنه «قوي» بعدما خرج عن توجهاتها في ولاية سكيكدة (600 كلم شرق العاصمة). وتدخل حركة مجتمع السلم الانتخابات منقسمة على نفسها، حيث أعلنت حركة «الدعوة والتغيير» التي يقودها منشقون عن الحركة، مشاركتها في الاقتراع وكشفت حتى أسماء مرشحيها بدءاً من ولاية الجزائر حيث ترشح الدكتور ظريف بوعلام. ودعا رئيس الحركة أبوجرة سلطاني أول من أمس خصومه إلى صلح جديد، لكنهم رفضوا دعوته، الأمر الذي يُضعف حظوظ الحركة في انتخابات مجلس الأمة. الحياة