ضمن خطواتها الساعية للحد من ما تقول عنه انتشار الارهاب والافكار المتطرفة بين الشبان المسلمين، كشفت صحيفة الغارديان عن وثيقة قالت انها تمثل استراتيجية تبناها قادة الشرطة البريطانية للحد من انحراف الشبان المسلمين. وتتكون الوثيقة من 40 صفحة ذات توزيع محدود وصادقت عليها لجنة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية وسيتم تبنيها بشكل رسمي في غضون أسابيع. وتأمل جمعية قادة الشرطة البريطانية في أن تساعد الإستراتيجية الجديدة في منع أفكار القاعدة من الإنتشار في المدارس الإبتدائية والكليات وشبكة الإنترنت والسجون. وتتضمن الاستراتيجية عددا من المبادرات من بينها، تقديم ارشادات إلي الآباء حول كيفية منع أطفالهم من البحث عن المواقع المتطرفة علي شبكة الإنترنت، واعتماد اجندة ضد التطرف في جميع المؤسسات التعليمية الحكومية من المدارس الإبتدائية وحتي الجامعات، والتدخل عند الحاجة لمنع ناشطي ارهابيي القاعدة وأنصارهم من نشر أفكار التطرف في السجون. وجاءت الاستراتيجية كتعبير عن اعتقاد لدي قادة الشرطة ان عمليات التجنيد ممكنة وان الناشطين للخلايا الارهابية يتم اجتذابهم للتطرف علي الرغم من سلسلة المحاكمات والإدانات والإعتقالات وما تقول الشرطة انه احباط عدد من المؤامرات الإرهابية. كما ان الوثيقة تشير الي اعتقاد كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب أن مستوي التهديد الإرهابي ما يزال خطيراً، خاضة منذ تفجيرات لندن في تموز (يوليو) 2005 والتي قتل فيها 52 شخصاً مما دفع جمعية قادة الشرطة إلي وضع الإستراتيجية الجديدة. ومع ان الوثيقة لم تتطرق للاسباب والعوامل التي تجذب الشبان للانضمام للجماعات الارهابية، خاصة حربي العراق التي لم تذكر في الوثيقة الا ان معديها اقروا بأن السياسة الخارجية يمكن أن تثير مشاعر التظلم الذي يمكن أن يقود إلي العنف، وحثت الوثيقة رجال الشرطة في إنكلترا وويلز علي معالجة التظلم بصورة فعّالة والذي اقرت بأن بعضه له أبعاد دولية. واضافت الغارديان أن الوثيقة تدعو الشرطة البريطانية للذهاب إلي أبعد ما يمكن لبناء الثقة مع الجاليات المسلمة.. وتحسين معرفتها بهذه الجاليات وبالطريقة التي تسيّر من خلالها أمورها الإجتماعية والدينية. مشيرة الي ان الابحاث التي جرت العام الماضي اشارت الي ان المسلمين لا يفكرون بالذهاب لمراكز الشرطة لكي يتحدثوا مع مسؤوليها حول قضايا تثير قلقهم من تصرفات ابناء مجتمعهم. واشارت الي تردد الكثيرين من الابلاغ مثلا عن حالات ادمان علي المخدرات يقوم فيها افراد قريبون منهم. واكد مسؤول ان الاستراتيجية الجديدة تقوم علي ما اسماه مسح ومعرفة الاحياء ومراقبة ما هو عادي وغير عادي. ونقلت عن مسؤول مقرب من الاستراتيجية قوله ان تحديد ورسم المناطق امر مهم لمعرفة احتياجاتها، لان الاعتماد علي الاحصاءات التي تتحدث عن اعداد المسلمين لا يكفي لرسم صورة عن احتياجاتهم ومشاكلهم. وتؤكد الاستراتيجية علي اهمية تقديم الارشادات للاباء والامهات حول كيفية استخدام ابناء المسلمين للانترنت، خشية ان لا يقعوا اسر المواقع الجهادية. واكدت الوثيقة علي ان الانترنت هي مركز مهم ويحمل الكثير المخاطر التي تدفع الشبان للانجذاب للعنف . ولهذا تري الوثيقة ان هناك حاجة لبناء علاقة قوية بين الشرطة والمؤسسات التعليمية علي كل المستويات من اجل منع التطرف. وتري الوثيقة ضرورة منع الارهابيين الذي صدرت ضدهم احكام من التأثير علي بقية المساجين. من جهة اخري قالت صحيفة الفايننشال تايمز ان رجال الشرطة الذين يقومون بدوريات يومية في الاحياء سيركزون علي الاحياء التي تعيش فيها جاليات مسلمة، ومحاولة فهم خريطتها، وبالمقابل سيتلقي رجال الشرطة دروسا تعريفية عن الاسلام، عن القرآن، واحكام الشريعة، وذلك ضمن خطة سرية تحاول التأكد من ان رجال الشرطة جاهزون للعب دور مهم في مكافحة الارهاب.. وتهدف الخطة لتقديم دروس عن الثقافة والدين الاسلاميين للرجال العاملين في مناطق ذات كثافة مسلمة، مثل برادفورد وسلاو. وهناك خطط لتوسيع مجال خطة الدلافين لتشمل مناطق خارج لندن والتي تركز علي مكافحة الارهاب، كما ان هناك خطط اخري تركز علي التشارك في المعلومات وتبادلها بين المنظمات المحلية المسلمة، ورجال الشرطة، ووضع ملفات عن الجاليات المسلمة والأفراد المعرضين للإختراق، وزيادة تدخل الشرطة في السجون، وتعيين عناصر ارتباط من الشرطة مع عائلات الإرهابيين. وتقول الصحيفة ان هذه المبادرات تعتبر من اكثر الخطوات اثارة للجدل تقوم فيها الشرطة باعادة ترتيب نفسها من اجل تهيئة قواتها لمكافحة الارهاب. واشارت الصحيفة إلي أن الحكومة البريطانية خصصت 240 مليون جنيه إسترليني لمكافحة الإرهاب وتغطي السنوات الثلاث القادمة.