في عام 2009 لقي 76 صحفيا مصرعهم عبر العالم، واختطف 33 منهم أثناء ممارسة أعمالهم، والحادثة غير المسبوقة والتي ستبقى محفورة في الأذهان، هي المجزرة التي راح ضحيتها 30 صحفيا محترفا في يوم واحد على أيدي ميليشيات جنوب الفلبين. وتعتبر تغطية الانتخابات أهم أسباب العنف ضد الصحفيين. أهم ما ميز الصحافة هذا العام هو زيادة عدد الصحفيين ضحايا العنف والاغتيال بنسبة 27 % مقارنة بسنة 2008 حسب ما ورد في تقرير مراسلون بلا حدود الصادر اليوم. ونقل التقرير إن عام 2009 "تميز بانطلاقة سيئة مع اندلاع العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة. فضلاً عن منع وسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إلى هذه الأرض الفلسطينية، لم تتوانَ الحكومة الإسرائيلية عن شنّ غارات عنيفة على مبانٍ تضم مؤسسات إعلامية، منتهكةً بذلك القانون الدولي الإنساني. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل مراسلين اثنين."
واستنادا إلى تقرير مراسلون بلا حدود "كان الصحافيون الثلاثون الذين اغتيلوا في جزيرة مينديناو يغطون محاولة أحد المعارضين لحاكم محلي تقديم ترشيحه لانتخابات عام 2010. وفي تونس، زجّت السلطات الحكومية بالصحافي التونسي توفيق بن بريك في السجن في الأيام التالية لإعادة انتخاب الرئيس زين العابدين بن علي، فيما تم الاعتداء على زميله سليم بوخذير. وفي هذا السياق أيضاً، أدت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل في إيران إلى موجة طاحنة من القمع مورست ضد القطاع الإعلامي."
واغتالت الجماعات الإسلامية المتشددة 15 صحافياً في العالم. حدث ذلك في الصومال، حيث شنت ميليشيا "الشباب الإسلامي" هجمات وعمليات انتحارية استهدفت جموعا من الناس كان بينهم تسعة مراسلين في العاصمة مقديشو، يعمل أربعة منهم في إذاعة راديو شابيلالتي، التي تزال تبث برامجها بالرغم من الحرب الدائرة هناك.
ومن ناحية أخرى، تعتبر باكستان أيضا من أكثر المناطق خطورة على الصحفيين في العالم، وتستهدف حركة طالبان المتشددة الصحفيين والمراسلين في شمال وغرب البلاد.
في الغابون، طالت الاعتداءات عدة صحافيين وكانت التهديدات بالقتل من نصيب آخرين في الأيام التي تلت انتخاب علي بونغو على رأس البلاد خلفا لوالده، كما أقفلت حوالي ست مؤسسات إعلامية مؤقتاً لنقلها أخباراً عن أعمال العنف التالية للانتخابات وانتقادها أعضاء الحكومة الجديدة.
120 مدون وراء القضبان
وتحصي منظمة مراسلون بلا حدود التي يوجد مقرها في باريس ما لا يقل عن 150 سجينا من أصحاب المدونات الإلكترونية يواجهون عقوبة السجن النافذ بسبب تعبيرهم عن آراءهم وأفكارهم. وقع ذلك في بلدان مثل إيران والصين. "وكان الإنترنت المحرّك الأساسي للمعارضة الديمقراطية في إيران والصين وغيرهما من الدول. ولهذا السبب بالتحديد، تميل الحكومات التسلطية إلى معاقبة متصفّحي الإنترنت بشدة تماماً كالمدوّنين الآذربايجانيين اللذين حكم عليهما بالسجن لمدة عامين لاستهزائهما بالنخب السياسية في فيلم فيديو".
ومع أن الصين لا تزال من أبرز فارضي الرقابة على الإنترنت، إلا أن إيرانوتونس وتايلند والمملكة العربية السعودية وفييتنام وأوزبكستان تلجأ أيضاً إلى حجب المواقع والمدوّنات ومراقبة التعبير الإلكتروني باستمرار مع الإشارة إلى أن شبكة الإنترنت التركمانية خاضعة لسيطرة الدولة الكاملة. ولايزال المدوّن المصري كريم عامر محتجز في السجن بسبب آراءه.
وتعد الصين اكبر مراقب للانترنت في العام، إلا أن دولا أخرى تنحو نفس المنحى مثل المملكة العربية السعودية وتونسوأزباكستان، حيث تعمد هذه الدول إلى حجب بعض المواقع الإلكترونية أو تعطيل بعض برامج التواصل والمحادثة. وتخضع الإنترنت في تركمانستان للسيطرة التامة لأجهزة الدولة التي تمارس رقابة شديدة على ما يسميه التقرير "التعبير الإلكتروني."
محاكمات الإعلام
إلى غاية اليوم، تحصي المنظمة لهذه السنة 167 صحفيا مهنيا يقضون عقوبات متفاوتة في السجون، وعدد مماثل منهم أجبروا على مغادرة بلدانهم للعيش في المنافي بسبب حرية التعبير في بلدان مثل إثيوبيا والمكسيك وأفغانستان وباكستان و كولومبيا. وعادة ما تلجأ السلطات المحلية –في حالة فشلها في توقيف الصحفيين- إلى المحاكمات وفرض الغرامات أو إغلاق الصحف والمؤسسات الإعلامية "ففي تركيا والمغرب، تُستهدَف صحافة المعارضة بشكاوى متكررة تؤدي دائماً إلى إدانات أو إقفال المؤسسات الإعلامية لأن المحاكم تقف في صف المشتكين وليس في صف الصحافة."
إحصاءات منظمة مراسلون بلا حدود: في العام 2009 مقتل 76 صحفيا +26% توقيف 573 صحافياً ! تهديد أو الاعتداء على 1456 صحافياً ! فرض الرقابة على 570 مؤسسة إعلامية ! اختطاف 33 صحافياً ! فرار 157 صحافياً من بلادهم في ما يتعلق بالإنترنت: وفاة مدوّن في السجن ! توقيف 151 مدوّناً ومخالفاً إلكترونياً ! الاعتداء على 61 مدوّناً ومخالفاً إلكترونياً ! فرض الرقابة على الإنترنت في ما لا يقل عن 60 دولة ( بين ترشيح واعتداءات واعتقالات لمدوّنين( تقرير: عبد العالي رقاد- إذاعة هولندا العالمية/