عسير على ان اهضم مقال السيد المنصف المرزوقى الذى اطنب فى مقاله لا حل في "الإسلام هو الحل" من التقول زورا على الاسلام كنظام حياة ودين اخرج البشرية الى اعتاب الحرية والانعتاق من عبودية الملوك والدكتاتورية والادعاء بان السبب فى انتشاره هو غرابة طقوسه التى اذهلت معتنقيه الجدد فى انحاء العالم: هذا التقول الذى مزج بالكثير من السخرية من تغطية الرؤس فى مواجهة الاخطار البيئية والتقول: يجب أن يكون للمرء قدر كبير من الفكر السحري لكي يتصور أن ل"الإسلام هو الحل" أي دور في حلّ أزمة كهذه. هل ستحمينا إقامة الحدود في كل مكان من جفاف الأنهار وزحف الرمال؟ هل سيؤدي تغطية كل الرؤوس إلى انتهاء الاحتباس الحراري وتوقف نفث ثاني غاز أوكسيد الفحم في السماء؟ والنفى فى معضم حديثه ان يكون للاسلام القدرة على حل مشكلات الناس الاقتصادية والسياسية وحتى الاخلاقية بل اقصى ما يمكن ان يتمتع به الاسلام كدين هومصاحبة موجة الحرية، اما الحركات الاسلامية العاملة فى هذا الصدد فاما ارهابية بين الجبال والخنادق او حركات ديكور ديمقراطى تزكى الدكتاتورية اما الدعاة والمصلحون الاجتماعيون فهم بنبذهم للسياسة كذلك مزكين للملوك تزكية الصمت والسلبية انها ياسادة اقرار من معارض تونسى بارز ان لاحل فى الاسلام والمشروع الاسلامى اى بصورة اخرى تعداد دواعى ضرورة اقصاء هؤلاء الذين لم يقدر على ذكر اى ميزة لهم حتى وان كانوا يمثلون جزءا من الشعب ، اى شعب ؟ الشعب الذى لايلهث الدكتور المرزوقى من ان يشترى منه شعبية رخيصة لعلمه المسبق بميوله للاسلام وهذه الحقيقة الوحيدة التى لم يستطع التنصل منها. ان هذا الموقف من الاسلام والاسلاميين من طرف ابرز وجوه المعارضة التونسية لن يكون سوى برنامج حكم دكتاتور جديد اذا ماقدر له الوصول الى سدة الحكم فى تونس لاقدر الله. ان عسر هضم هذا المقال هو كعسر هضم الصمت المطلق لقادة حركة النهضة الاسلامية التونسية التى صمتت عن هذا الحليف المتقول عن دينهم وتاريخهم وحتى مشروع عملهم وودت لو اسمع منهم ردودا واضحة ترسم حدود التحالف وتوضح نقاط الالتقاء والاختلاف لكن يبدوا ان الجرى وراء تحالفات رخيصة من اجل مكاسب سياسية وصل بنا حد السكوت على الثوابت التى يبدوا انها لم تعد كذلك.وليتسع صدر الجميع لملاحظة مايلى: 1. لو كان كاتب هذا المقال مسؤول او رمز من رموز الدولة التونسية او عضو فى الحزب الحاكم لقامت القائمة ولتحركت كل هيئات الدفاع عن الدين الاسلامى فى تونس ولتكلم رموز المعارضة الاسلامية بل وربما قامت تجمعات احتجاجية امام السفرات والقنصليات اما ان تصدر من معارض حليف للنهضة فهذا يمكن ان يكون سبب للسكوت والغياب خاصة وانه تفضل علينا بالتحالف بعد ان استنفذ العداء مبرراته فالمعارضة التونسية الحليفة الموصوفة الان بالجادة والمخلصة هى من كانت الداعم الرئيسى لخطة استئصال المعارضة الاسلامية فى مطلع التسعينات، بل لعل من اهم اهدافهم التحالفية هو قطع الطريق امام اى وئام محتمل بين النهضة والسلطة ! 2. ان من حرص على تقويم تجربة حركة النهضة من ابنائها على قلّتهم تصدى له القاصى والدانى واتهم بكل ماهو قبيح وغريب على خلق الخلاف الاسلامى رغم تحدثهم فى ماهو اجتهاد محض، وانا لا انكر تصدى بعض الاخوة مشكورين لهذا الافتراء لكن تصدى محتشم غابت عنه الزعامات التى وجب تصديها لمثل هذه التقولات، لقد سخر الكثيير من الوقت فى بيان حرمة الركون للذين ظلموا وحتى الرد على الاستاذ البحيرى فى قوله حول مجلة الاحوال الشخصية التونسية رغم ان ماقاله سبقته حركة النهضة اليه،وكذلك انتقادات واعتراضات العبعاب والميلى وغيرهم كثير لكن الصمت فى مثل هذه المواطن يثير حقا الاستغراب والتعجب ! 3. اذا كانت زعامات تيار المعارضة اللذين تحالفون على مثل هذا الوضوح والصراحة فى نقد موضع الدين الاسلامى من الدستور والموقف من قانون الميراث والحدود ومعادات حرية اعداء الحرية والقطع ان المشروع الاسلامى ليس له من مبررات وجود وعدم اعترافهم بما اقترفوه فى حقنا خلال العشرين سنة الاخيرة على الاقل. على ماذا تحالفونهم اهو الحلف من اجل تمكينهم من سلطة يذبحون الشعب بها، اليس الاجدر والاصلح ان تحالفوا النظام القائم وتغتنموا الفرص التى فرطتم فيها من قبل لطى صفحة الماضى وتكوين جبهة وطنية تقطع الطريق امام هذه المعارضة المسخ حتى ترغم على الدخول فى حلف وطنى يخدم البلاد ولا يهدمها. 4. اذا كان نقد النهضة والتخلى عن دعمها والاستقالة منها يعد من ابواب التولى يوم الزحف على حد تعبير عبد الباقى خليفة ففى اى خانة يعد هذا الصمت وهذه التحالفات غير ذى جدوى وهذه القسوة على اخوان الدرب والمهجر. خاتما اتمنى على اخوتى فى الله فهم مقالى فى الاطار الصحيح والتخلى عن التاويل بغير دليل، وبالله التوفيق. دمتم فى رعاية الله وحفظه عبدالرحمان الكريفى [email protected] ميونخ- المانيا