فلسطين/غزة:تحاول رموز وشخصيات فلسطينية يسارية ومستقلة بلورة رؤية جديدة لتوحيد قوى اليسار الفلسطيني بغية إحياء دوره بعدما شهد تراجعاً في شعبيته في ظل تفرد حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالقرار الفلسطيني لسنوات طويلة ثم دخول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خط صنع القرار بعد فوزها في الانتخابات التشريعية قبل أربع سنوات.ويؤكد القيادي في التيار الوطني الديمقراطي الحر عصام العاروري أن توحيد قوى اليسار بات من الضرورة الملحة لإنهاء حالة تفرد حركتي فتح وحماس بالحياة السياسية الفلسطينية.
ويرى أن وجود قوة ثالثة ذات تأثير في المجتمع الفلسطيني من شأنه التقليل من حدة الاستقطاب السياسي وإعادة الاعتبار وتفعيل القوى والشخصيات والفعاليات اليسارية والديمقراطية.
" عصام العاروري: أبرز عقبات توحيد اليسار تكمن في الفصل الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة " عقبات وإمكانيات ولفت العاروري إلى أن اليسار شهد في السابق محاولات عديدة لتوحيد قواه تعود جذورها إلى العقدين الثامن والتاسع من القرن الماضي، لكن جميع تلك المحاولات لم تكلل بالنجاح "لاقتصارها على نخب قيادية في التنظيمات اليسارية دون مشاركة للجمهور والشخصيات المستقلة".
وأضاف في حديث هاتفي مع الجزيرة نت من رام الله أن هذه المحاولة تختلف عن سابقاتها لكونها تضم "أشخاصا ذوي انتماء وآخرين مستقلين يجمعهم الهدف وليس مصالح ذاتية".
ورغم أن الطريق ليست سهلة لتوحيد قوى اليسار -بحسب العاروري- فإن إمكانية تحقيقها على أرض الواقع ممكنة، جراء النتائج الملموسة التي تحققت على مستوى تشكيل اللجان في المحافظات والعمل مع قطاعات مهنية مختلفة تتفاعل باتجاه إنجاز الفكرة والهدف.
واعتبر أن أبرز العقبات تكمن في الفصل الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وخشية البعض من فشل هذه المحاولة، إضافة إلى تعنت البعض عند مواقفه وضعف التمويل المادي. محرك للبحث من جانبه ذكر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أن الأوضاع التي آل إليها النظام السياسي الفلسطيني وغياب الديمقراطية والتعدي على الحريات، إضافة إلى تراجع مكانة القضية الوطنية الفلسطينية مع تنامي قوى اليسار في العالم، يمكن أن تشكل محركا أساسيا للبدء بخطوات جادة مسؤولة نحو تحقيق التوحد.
وأرجع أبو ظريفة في لقاء مع الجزيرة نت انخفاض شعبية قوى اليسار لوجود تقاطعات سياسية كبرى في ما بينها نتيجة الجهد المتناثر وعمل كل واحدة منها بمفردها، علاوة على القوانين "المتخلفة التي جرت وفقها الانتخابات الفلسطينية"، مؤكداً أن اليسار لو استطاع جمع قواه الذاتية سيصبح بإمكانه استقطاب كل الاتجاهات المؤمنة بالديمقراطية حوله.
في المقابل شدد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول على أن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة دقت ناقوس الخطر لكل من ينتمي إلى تيار اليسار بأن استمرار تفكك قوى هذا التيار سيزيد من حدة التفرد بالقرار السياسي، موضحا أن ذلك سرّع الجهود المبذولة لبلورة فكرة توحيد اليسار الفلسطيني.
وأكد الغول للجزيرة نت أن هذا التوحيد سيؤدي دورا مهما في تخفيف حدة الاستقطاب السائدة في المجتمع الفلسطيني.
وفي سياق متصل أوضح المحلل السياسي هاني المصري أن المستقبل السياسي لقوى اليسار مناسب إذا ما ارتبط ذلك بتوحيد صفوفه وبلورة رؤية وبرنامج مميز في ظل عجز برنامجي حماس وفتح عن تقديم حل.
ويرى المصري في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن مهمة توحيد اليسار الفلسطيني غير مستحيلة، ولكنها صعبة في ظل المصالح الفئوية والشخصية للعديد من الشخصيات اليسارية التي ترفض التنازل عن مواقعها لقيادات جديدة طوال السنوات السابقة. المصدر:الجزيرة