بيروت:تابعت المحكمة العسكرية في لبنان برئاسة العميد الركن نزار خليل، أمس، محاكمة محمود رافع في جريمة اغتيال القياديين في حركة «الجهاد الإسلامي» محمود ونضال المجذوب في صيدا عام 2006 بواسطة سيارة مفخخة لمصلحة إسرائيل، والتي يحاكم فيها أيضاً بصورة غيابية الفلسطيني حسين خطاب. وخصصت المحكمة الجلسة لسماع إفادات شهود الدفاع، فاستمعت الى أربعة، بينهم العميد المتقاعد في جهاز الأمن العام اللبناني أديب العلم وزوجته حياة الصالومي الموقوفان أيضاً في قضية التجسس لمصلحة إسرائيل. وأفاد أديب العلم بأنه لا يملك أي معلومات عن الجريمة ولا يعرف رافع. وقال إنه بين 20 و25 أيار (مايو) من العام 2006 ذهب مع زوجته في مهمة استطلاع الى جبيل، بعد أن تلقى اتصالاً من ضابط إسرائيلي يبلغه فيهما عن المهمة. وأضاف أنه قصد «المطعم الأزرق» في جبيل قرابة الثامنة والنصف ليلاً، حيث تلقى حينها اتصالين من ضابط إسرائيلي يدعى أنطونيو، كان يعلمه فيه عن حركة السير من المطعم نزولاً الى شاطئ جبيل، ثم تلقى اتصالاً منه قرابة منتصف الليل أعلمه فيه أن مهمته قد انتهت. ورداً على سؤال أفاد العلم بأنه خلال العام 2005 كلف بمهمة استلام وتسليم أغراض على طريق البحر في جبيل، حيث تم تسليمه «برّاد مياه» يتم من خلاله الاستطلاع عبر الأقمار الاصطناعية. وقال العلم: «لم أكن أعلم الهدف من ذلك، إنما طلبوا مني وضعه في مكان كاشف وبعلو متر ونصف متر». وأضاف: «استعملته مرة خلال وجود الجيش السوري في لبنان، ووضعته في مناطق قريبة من مراكز». وأكد العلم أنه لم يكن يعلم الهدف من المهمات التي كان يطلبها منه الإسرائيليون، ولم يكونوا يبلغونه بأهدافها. وعن المبلغ الذي تقاضاه مقابل مهمة الاستطلاع في جبيل، قال العلم: «كنت أتقاضى ألف دولار شهرياً كمساعدات اجتماعية». وعما إذا كانت زوجته على علم بتعامله مع الإسرائيليين، أفاد بأنها لم تكن ملمة بالتفاصيل، إنما كانت موجودة عندما تم تسليمه «البراد»، وقال: «سلموني أيضاً جهاز اتصال جديداً مع راديو، وكنت أستعمله». وعما إذا ربط بين اغتيال الأخوين مجذوب ومهمة الاستطلاع التي قام بها في جبيل، قال العلم إنه لم يعلم بالجريمة إلا بعد أسبوعين، كون شقيق زوجته كان توفي في تلك الفترة. وبسؤال رافع، قال إنه بعد عملية صيدا طلب منه الإسرائيليون الذهاب الى مستديرة جبيل قبل «المطعم الأزرق»، وانتهت العملية حوالى العاشرة والنصف ليلاً. وبمعاودة سؤال العلم، أفاد بأنه استطلع مناطق عدة بناء على طلب الإسرائيليين. وبسماع إفادة حياة الصالومي أكدت واقعة مرافقتها زوجها الى «المطعم الأزرق» في جبيل، إنما أفادت بأنها لم تعد تذكر تاريخ ذلك. وقالت إنها لم تكن تعلم هوية المتصل بزوجها أثناء وجودهما في المطعم، لأن زوجها كان يخرج من المطعم عند تلقيه الاتصال، وكان يتحدث باللغة العربية. وأضافت: «لم يخبرني عن المتصل وقد يكون الاتصال من الإسرائيليين». ثم استمعت المحكمة الى إفادة ناصر محمود نادر وهو موقوف بجرم التعامل مع إسرائيل، فأفاد بأنه كان يتلقى عبر الهاتف التعليمات من الضباط الإسرائيليين للمهمات التي كان ينفذها. وأوضح رداً على سؤال أنهم كانوا يطرحون عليه أسئلة، ولم يكونوا يبلغوه بالهدف من ذلك، موضحاً أنه كان يعمل بمفرده وليس ضمن مجموعة. وأخيراً استمعت المحكمة الى إفادة شربل فؤاد السمرا وهو رقيب متقاعد في قوى الأمن الداخلي. وأفاد بأنه أوقف سابقاً عام 2000 بتهمة التعامل وبرئ. وعن سبب استدعائه خلال مرحلة التحقيق في اغتيال الأخوين مجذوب وسماع إفادته في القضية، قال إنه كان يقصد باكراً في شكل يومي ساحة النجمة في صيدا للذهاب الى عمله. وقال إنه لم يكن يرى محمود رافع هناك، ولا يعرفه في الأصل. وقررت المحكمة رفع الجلسة الى 16الشهر المقبل لإعطاء الحكم، علماً أن رافع ملاحق في دعاوى أخرى تتصل باغتيال مسؤول «حزب الله» علي صالح والتعامل مع إسرائيل، واغتيال جهاد جبريل. حبس 3 من «فتح الإسلام» الى ذلك، أصدرت محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضية هيلانة اسكندر أمس، حكماً بحق ثلاثة موقوفين من تنظيم «فتح الإسلام»، بجرم تحقيرهم هيئة المحكمة، في معرض محاكمتهم الثلثاء الماضي أمامها في دعويي محاولة سرقة، وكان الثلاثة رفضوا الوقوف أثناء دخول هيئة المحكمة القاعة، مبررين ذلك بأن الشرع لا يجيز لهم ذلك طالما أن الصحابة لم يقفوا للرسول. الحياة