بدأت منظمات إغاثية إسلامية عالمية عملها في إغاثة منكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي، وإرسال مساعدات فورية إلى هناك، مع توقعات بارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من مائة ألف قتيل، بحسب رئيس الوزراء الهاييتي، وسط تعهدات دولية بإرسال مساعدات عينية ومالية إلى هاييتي لاحتواء آثار الزلزال. وضرب زلزال مدمر بقوة 7.3 درجات هاييتي، ذلك البلد الصغير الواقع في غرب أمريكا الوسطى، وأدى إلى مقتل عدد غير محدد للآن، مع وجود مئات الآلاف من السكان تحت الأنقاض حتى الآن، كما أدى الزلزال إلى تشريد 3 ملايين نسمة، وانهيار الكثير من مباني العاصمة بورت أوبرنس، وفيها قصر الرئاسة، واعتبر الزلزال هو الأقوى الذي يضرب هذه المنطقة منذ أكثر من 200 عام. وقال آزاد حميد، الرئيس التنفيذي بالإنابة لجمعية العون الإسلامي، وهي منظمة غير ربحية مقرها العاصمة البريطانية لندن: "إن الزلزال في الحقيقة مدمر، وآثاره لا تطاق بالنسبة لهذا البلد الذي يعاني الكثير من الحرمان والتردي في أوضاعه الاقتصادية". وأضاف في بيان نشره موقع الجمعية على شبكة الإنترنت الخميس 14-1-2010: "من الواضح أن شعب هاييتي بحاجة إلى الاستجابة الفورية من جانب المجتمع الدولي لتلبية احتياجاته الأساسية في ظل الحالة الطارئة الحالية التي نشأت عن الزلزال". وتعد هاييتي أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، وهي إحدى دول البحر الكاريبي، وأغلب سكانها من الزنوج الإفريقيين الذين تم جلبهم في ظل العبودية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويبلغ عدد سكانها تسعة ملايين ويعيش 80% منهم بأقل من دولارين في اليوم، ولغة السكان الرسمية هي الفرنسية، بالإضافة إلى اللغة الهاييتية التي ولدت نتيجة اختلاط الزنوج الذين أتى بهم الاستعمار من إفريقيا. وقد وجهت الجمعية تعازيها للشعب الهاييتي في ضحايا الزلزال، وأطلقت نداء طارئا لجمع 250 ألف جنيه إسترليني لدعم ضحايا الكارثة. وبحسب رئيس الوزراء الهاييتي جان ماكس بيليريف فإن الزلزال أدى إلى دمار "أبعد من الخيال"، وأكد أن عدد القتلى قد يزيد على مائة ألف، وقالت وكالات الأنباء إن هناك حالة من الضعف الواضح في جهود السلطات المحلية في إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، وقد أدت هذه الأوضاع إلى لجوء السكان إلى جهودهم الذاتية في محاولة إنقاذ المحاصرين، وإزالة الكتل الخرسانية للأنقاض بأيديهم المجردة. "استجابة فورية" وفيما وصف إعلاميا بأنه استجابة فورية لهذه الكارثة وجهت منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية "إسلاميك ريليف" نداء لجمع مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال. وقالت المنظمة في بيان على موقعها الإلكنروني: "ضحايا ومشردو الزلزال في حاجة ماسة للطعام والماء والمأوى والدواء، وخصوصا أن البنية التحتية في هاييتي في الأصل متواضعة للغاية، وتداعت تماما من جراء الزلزال". وأضافت المنظمة أنها تعمل مع شركاء لها لتسيير سفينة مساعدات للتخفيف من معاناة الضحايا، وقالت أيضا إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أعلن أنه يستعد لتقديم المساعدة. جهود دولية وفي سياق ذي صلة أعلن الصليب الأحمر الدولي عن حملة لجمع 10 ملايين دولار كتبرعات، فيما قال برنامج الغذاء العالمي إنه سيعمل على توفير 15 ألف طن من الغذاء، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية نشرها عددا من العناصر الطبية اللازمة للتعامل مع العدد الكبير من الضحايا والجثث. وبينما وعد البنك الدولي بتقديم 100 مليون دولار بشكل عاجل لإنعاش الاقتصاد الهاييتي وإعادة إعمار هذا البلد قررت المفوضية الأوروبية منح هاييتي ثلاثة ملايين يورو كمساعدات طارئة، مع إعلان كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا تطوعها للمساعدة. كما أعلنت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية كاثلين سيبليوس اليوم الخميس أن الولاياتالمتحدة سترسل 300 من أفراد الخدمات الطبية إلى هاييتي، ووضعت 12 ألفا آخرين "على أهبة الاستعداد للانتقال إلى هناك إذا استلزم الأمر"، بحسب قناة "إم. إس. إن. بي. سي" الإخبارية الأمريكية. وقالت كاثلين للقناة إن أعضاء في المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض المعدية والوقاية منها سيسافرون أيضا إلى هاييتي "للمساعدة في مراقبة جودة الغذاء والماء أملا في السيطرة على انتشار الأمراض"، كما سوف ترسل الولاياتالمتحدة فرقا من العاملين في المشارح للمساعدة في التعرف على الموتى. أمريكيا أيضا قال الميجور برايان فيكل إن الولاياتالمتحدة سترسل قرابة 3500 جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا إلى هاييتي "للمساعدة في جهود الإغاثة والحفاظ على الأمن بعد الزلزال". وبحسب فيكل فإنه من المقرر أن يصل أول 100 جندي إلى هاييتي الخميس، وسيبدءون في الإعداد لوصول بقية القوة، وأضاف ل"رويترز" أن 600 جندي آخرين سيكونون في هاييتي بحلول يوم الجمعة. كما قررت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال حاملة طائرات وثلاث سفن إنزال، من بينها واحدة قادرة على نقل ما يصل إلى ألفين من عناصر مشاة البحرية الأمريكية "المارينز". وقررت كندا إرسال اثنين من سفنها الحربية وطائرات هليكوبتر محملة بأدوات الإنقاذ إلى هاييتي، فيما أعلنت الحكومة البرازيلية أنها سترسل 10 ملايين دولار من المساعدات "على الفور"، في حين أرسلت كوبا 30 طبيبا إضافة إلى عناصر طبية أخرى تابعة لكوبا موجودة بالفعل في هاييتي. كما قررت دول من أمريكا اللاتينية والوسطى والجنوبية، تشمل بيرو وفنزويلا والمكسيك وكولومبيا وجواتيمالا وتشيلي، مد يد العون إلى هاييتي لاحتواء آثار الزلزال.