قالت الباحثة المختصة في الثقافات العربية و الإسلامية وشؤون الأقليات المسلمة أن « العرب أصبحوا يمثلون أقلية بين المهاجرين المسلمين في جل الدول الاوروبية وفي الولاياتالمتحدةالامريكية ..حيث ارتفعت نسبة الهنود والباكستانيين والاندونيسيين والإيرانيين والأفارقة وغيرهم من المهاجرين المسلمين على حساب العرب ..وهو ما جعل منهم أقلية تابعة وليست موجهة ..بالرغم من الصبغة الاستراتيجية للقضايا العربية ومن بينها الملف الفلسطيني والنفط وحروب الخليج ..» ومن بين نتائج هذا الخلل حسب الباحثة الأمريكية الفرنسية والكاتبة في عدة صحف ومواقع من بينها « لوموند ديبلوماتيك « أن همشت مشاغل الجاليات العربية ..وانتشرت تأويلات « متشددة للإسلام دينا وثقافة وتراثا ..وانتشرت التأويلات « السلفية المتطرفة « ..على حساب الهوية الثقافية العربية والهويات الوطنية ..وعلى حساب التأويلات العقلانية والمعتدلة للثقافة والدين الاسلامي خاصة داخل المسلمين السنة الذين يفتقرون إلى «مرجعية علمية وفقهية يحتكمون إليها» بخلاف المسلمين الشيعة الذين لهم هامش أكبر من التضامن والتآزر حول "المرجعيات الفقهية والعلمية في النجف وكربلاء وقم «..وفي رصيدها تراث فلسفي وفقهي أكثر تسامحا ..وهو ما يمثله مثلا سماحها بالاختلاط بين الجنسين وبتغيير المسلم لجنسه ( من أنثى إلى ذكر أو العكس ) الخ. "... الخطوط الحمراء في أمريكا وأوروبا وردا على سؤال حول « الخطوط الحمراء التي تواجه ملايين المسلمين في أوروبا وأمريكا أوردت الباحثة الفرنسية الامريكية أنها تختلف كثيرا بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.. واستطردت قائلة:» في أوروبا يواجه المهاجرون العرب والمسلمون إشكاليات ثقافية وعقائدية ..لأن المجتمعات الغربية التي قبلت بهم ..تطالبهم بالانصهار والاندماج بصفة شبه كاملة ..أي أن نسبة كثير من المهاجرين المسلمين يعانون من حرمان ثقافي ..ومن «مضايقات» تقلل من فرص تعبيرهم بوضوح عن قناعاتهم الدينية والثقافية «..رغم التسامح الكبير مع المهاجرين المثقفين والعلمانيين الذين انخرطوا في اللعبة السياسية ..وأصبحوا يشاركون في الانتخابات البلدية والمحلية وأحيانا البرلمانية ..» في المقابل فان الأقليات المسلمة في أمريكا تتمتع بهامش حرية كبير جدا في مجال التعبير عن خصوصياتها الثقافية والدينية ..وفي التمسك بخصوصياتها الاجتماعية .. لكن المجتمع الأمريكي لا يسمح للأقليات المسلمة ولا الى نخبها بالتعبير بوضوح عن انتقادات للسياسة الخارجية والعسكرية للولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بإسرائيل .. اذ يعتبر كل نقد لإسرائيل في الولاياتالمتحدةالأمريكية نوعا من العداء للسامية anti- sémitisme».. العراق وايران ..واسرائيل وتعقيبا على سؤال حول مستقبل العلاقات الامريكية بالمنطقة على ضوء تزايد التوتر وسوء التفاهم منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 سجلت مخاطبتنا أن « التخوف من العرب ومن المسلمين استفحل بعد هجمات 11 سبتمبر على ابراج نيويورك وعلى البنتاغون في سبتمبر 2001 ..وغذى الخلط بين صورة الارهابي وصورة العربي والمسلم ..وقد استفحل الخلط بعد تنامي تأثير التاويلات السلفية المتشددة للاسلام ..وانتشار السلوكيات العقلانية و» الوهابية « في بعض المجتمعات الاسلامية وداخل الاقليات المسلمة في أمريكا وأوروبا.. وتوقعت الباحثة الامريكية الفرنسية أن يتفوق التيار المعادي للثقافة الاسلامية ولقضايا العرب والمسلمين في أمريكا حيث يبرز نوع من الاجماع على أن اسرائيل هي « الحليف القوي الوحيد للولايات المتحدة في المنطقة ..وكل دولة معادية لها ينبغي أن تحارب ..مثلما حصل مع العراق ويوشك أن يحصل مع ايران وسوريا ..خاصة بعد بروز « نوايا « امتلاك القوة النووية في ايران ..ونوايا تسلح عصرية في سوريا».. واعتبرت السيدة جوسلين سيزاري أن على قيادات المهاجرين والنخب العربية والمسلمة فتح حوار علقاني مع النخب اليهودية والمسيحية والعلمانية في المجتمعات الغربية ..للقضاء على الاسباب العميقة لسوء الفهم ..ولمنع انتشار التيارات المتطرفة داخل المهاجرين والدول العربية والاسلامية من جهة وفي صفوف النخب المسيحية واليهودية والعلمانية من جهة أخرى .. حوار: كمال بن يونس