كم هذا اليوم له عزة وشموخ , أسميه يوم السبت الأسود في تاريخ قادة المنطقة , والذي هو أبيض ناصع في تاريخ الأمة , إن اتفقنا مع حكومة غزة أم لم نتفق , نعم جعله أطفال غزة الصمود ناصعاً مهاباً ذا بريق وهاج أكثر نوراً من نيران الإف 16 والأباتشي اللعينة , نعم ما زال هناك شعب صابر ومرابط على ثرى تلك الأرض المباركة يذود عن حمى الأمة بعد أن تقاعست عن أداء دورها , الأمة التي كانت قد سادت كل الأمم , والتي ما كان لها إلا أن تقدم خيرة أبنائها شهداء في ساحات الوغى . قام بهذا الدور البعض ولم يسقط عن الكل , فتاريخ فلسطين مليء بالهزائم الرسمية حافل بالمواقف المخلصة , جمعت الحرب الأضداد وفرقت الأفراد وفق مصالح متعددة , فكان الموقف سيداً للمواقف , وكما أعرف في العلم العسكري لا يوجد حرب دون تحقيق نتائج سياسية واضحة أو على الأقل مطالب سياسية تكون هي أحد دوافع الحرب ان لم تكن كلها . وعسكرياً أيضاً,فالحرب تكون بين الدول , مع العلم ان معظم حروب المنطقة الرسمية تحديداً مع ما يسمى دولة إسرائيل قد فشلت بكافة نتائجها التي أفضت اليها , ففي اللحظة التي تخلت بعض الأنظمة العربية عن تبني سياسة العداء مع ما يسمى دولة اسرائيل حيث بدأت ومر إحدى وثلاثون عاماً لحظة بدء كتابة هذا المقال واثنان وثلاثون عاماً حين الإنتهاء. ان الضربة الجوية الوحيدة المماثلة ليوم السبت الأبيض كانت صبيحة يوم 05 حزيران/يونيو1967، عشرات الطائرات على مئات الأهداف مع فارق الرقعة الجغرافية التي تبلغ عشرات أضعاف قطاع غزة , سبقتها أيضاً خديعة سوفيتية بأنه لا عدوان على مصر, وكأن الإسرائيلي يمتطي ادوار تتغير حسب رؤاه ويستخدمها حسب فهم المستخدَم وخلال ساعتين انهارت كل وسائل الدفاع والاتصال في العواصم المستهدفة . مع نهاية اليوم الخامس من عدوان 1967 (مثل يومنا هذا وقبل 41 عام) كانت "اسرائيل قد احتلت أراض من خمس دول عربية هي مصر (شبه جزيرة سيناءوغزة)، وسوريا (هضبة الجولان والحمة)، ولبنان (مزارع شبعا)، والأردن (القدس والضفة الغربية)، وجزيرتي تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة ولا زالت هذه الأراضي محتلة حتى يومنا هذا وبالنسبة لسيناء فلا تستطيع السلطات المصرية ادخال جندي واحد دون اذن الاحتلال . وهنا أؤكد أن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة الرياض: د. منصور سلامة