يبدو أن الغرور الصهيوني باستخباراتهم وموسادهم عاد ليطفو من جديد على السطح العربية والشرقية ، وزاد غرورهم إلى درجة الاستخفاف بعواصم الدول العربية ، ونجاح قيامهم باغتيال شخصيات سياسية أو حزبية مؤثرة ، يعتبر نصرا استخباراتي يؤرخ له الموساد والشين بيت ، ولاسيما إن كان هذا النجاح في إحدى عواصم العرب المستقلة !؟ تلقينا خبر اغتيال الفلسطيني محمود المبحوح في إحدى فنادق دبي عاصمة التجارة والتكنولوجيا العالمية، وزعيمة الانفتاح والامتيازات الأجنبية ، ورجعنا بذاكرتنا التاريخية الي بيروت فترة السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم ،، اغتيل المبحوح انتقاما من الموساد علي أعمال بطولية لقن بها العدو درساً قاسيًا كان يهدف من خلاله تحرير أكبر عدد من الأسري الفلسطينيين القابعين في باستيلات بني صهيون ، وبغض النظر للانتماء السياسي للشهيد المبحوح إلا انه يبقى فلسطينًيا ، أوجع دولة الكيان التي لا تعرف إلا لغة الحراب ، ولكن الإأمر الشمين حقاً ، أن الاغتيال تم في إحدى عواصم العرب ، وفي فترة غير بعيدة عن اغتيال القائد العسكري عماد مغنية في دمشق العربية ، ليوصل الموساد الصهيوني رسالة إستهتار للعالم العربي ، استهتار حتى برمز سيادتهم وعواصمهم ، وكأن لسان حال الصهاينة يقول أن كل شيء لنا مباح وعواصمكم لست حصينة ولا منيعة علينا ، ولن تتجرؤون بالرد علينا في تل أبيب أو في عواصم دول صديقة لليهود ؟! سأعرض في هذه الدراسة تطور فكرة إنشاء الموساد وابرز عملياته القذرة ضد المناضلين الفلسطينين لنقف أمام المنعطفات الإجرامية لهذا الجهاز ودولته . عندما تم إنشاء "الموساد" حرص مؤسس هذا الجهاز، وقادته، على أن يضم بين فروعه وتنظيماته فرقا خاصة للاغتيال والقتل، مثل المجموعة (101)، والمجموعة (131)، والفرقة (100)، وأضيف إلى هذه الأشكال، فرقة أخرى شكلها "الموساد"، مطلع السبعينيات من القرن الماضي، بعد أن قرر "الموساد"، بناء على تعليمات رئيسة الوزراء، آنذاك، "جولدا مائير" أن ينخرط أكثر في عمليات القتل والتخلص من القادة الفلسطينيين، وسميت هذه الفرقة "غضب الرب". كما اهتم قادة "الموساد"، منذ وقت مبكر، بتدريب الذين ينضمون للعمل فيه على استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة، والتفجير عن بعد، والتفخيخ، وذلك ضمن البرامج التي يتم بها تأهيل العملاء، بالإضافة إلى الإعداد البدني، والتدريب على سرعة التنفيذ، وتدمير الهدف، والانسحاب. كما اعتمدت عمليات الاغتيال التي قام بها عملاء "الموساد" على استخدام الوسائل والأساليب التكنولوجية والمتطورة، مثل الاعتماد على ذبذبات، وترددات الهاتف المحمول، مثلما حدث في عملية اغتيال "يحيى عياش" في غزة، مطلع 1996، ويستخدم "الموساد" من خلال عملائه أساليب تقليدية قديمة، كالسم، مثل إغتيال الشهيد الراحل ياسر عرفات ، ومحاولة اغتيال "خالد مشعل" في الأردن. كان يتم الاستعانة بالأساليب التقليدية عن طريق العملاء "الخونة"، ومن يتم تجنيدهم. ولقد كشفت 7 سنوات من التحقيقات في عملية اغتيال أحد قادة الأمن في منظمة التحرير الفلسطينية "عاطف بسيسو"، في باريس، أن قتلة الموساد تمكنوا منه بسبب الخيانة، حيث خانه شخص يدعى "عدنان ياسين" ؛ فهو الوحيد الذي علم بأن بسيسو قرر في اللحظات الأخيرة أن يسافر من برلين إلى باريس، وليس تونس. أما عندما رفض إحدى الرجال الخيانة فقد أخفقت محاولة للموساد استهدفت قتل "ياسر عرفات"، وهذا ما روته صحيفة إسرائيلية، نقلاً عن مصادر في الموساد.. قالت: "خطط الموساد بناء على تعليمات من ليفي أشكول، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقتها لاغتيال عرفات في عام 1968، بعد أن تعززت مكانته في فتح، في أعقاب معركة الكرامة في 21 مارس عام 1968، وذلك باستخدام شاب فلسطيني من حركة فتح من قرية الخليل اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة الانتماء لحركة فتح، وعلى مدى ثلاثة أشهر تعرض هذا الشاب الفلسطيني لتعذيب نفسي وبدني، وغسيل مخ بواسطة ضابط الصحة النفسية في سلاح البحرية الرائد بنيامين شليط، وذلك في محاولة لإقناع هذا الشاب بإطلاق الرصاص على صور عرفات، كلما ظهرت أمامه دون تفكير، ثم أطلق سراحه عندما تصور رجال الموساد أنه صار جاهزا لاغتيال عرفات، غير أن هذا الشاب عندما اجتاز الحدود إلى الدولة العربية -التي كان من المفروض أن تتم فيها عملية الاغتيال- سلم نفسه فورا للشرطة، وأدلى لرجال المخابرات في هذه الدولة بتفاصيل ما جرى معه في جهاز الموساد. وإذا كانت الخيانة لها هذا الدور الفعال في نجاح أو فشل عمليات الاغتيال التي انخرط في تنفيذها قتلة الموساد ضد العرب والفلسطينيين، فإن المساعدات التي تلقاها هؤلاء القتلة من أجهزة مخابرات أو حكومات أخرى كان لها دور مؤثر أيضا في فشل أو نجاح عمليات الاغتيال التي قام بها الموساد. وتؤكد أيضا محاولة القتل الجماعي لقادة "منظمة التحرير الفلسطينية" خلال غارة حمام الشط "مقر منظمة التحرير في تونس" أول تشرين/ أول أكتوبر 1985، اعتماد قتلة الموساد دائما على المساعدات الخارجية التي يتلقونها من أجهزة مخابرات وحكومات أخرى. فبعد أن استبعدت فكرة القيام بعمليات اغتيال فردية متتالية لقادة منظمة التحرير الفلسطينية استقر رأي الحكومة الصهيونية في عام 1985 على تصفية القيادات الفلسطينية بشكل جماعي من خلال غارة تقوم بها طائرات إف 15، إف 16 على مقر المنظمة في منطقة حمام الشط في تونس. واعتمد على الحماية التي يوفرها الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط، لتأمين الطائرات الصهيونية أثناء رحلتي الذهاب والعودة، وأيضا التشويش على الرادارات التونسية أثناء تنفيذ الغارة. ولهذا الغرض، سافر أولاً رئيس الأركان الصهيوني إلى واشنطن، وطلب من مستشار الأمن القومي الأمريكي مساعدة الأسطول الأمريكي في تنفيذ هذه الغارة، ثم قام وزير الدفاع الصهيوني بزيارة أخرى لواشنطن، التقى فيها وزيري الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي لمناقشة تفاصيل المساعدة المطلوبة. ولم يعد إلى إسرائيل إلا بعد أن وافقت واشنطن على تأمين سلامة الطائرات الإسرائيلية المغيرة؛ ولقد نجا قادة المنظمة من القتل، ومن بينهم أبو عمار ؛ لأنه لم ينم ليلتها في منطقة حمام الشط، وقد سمع دوي القذيفة، وهو في سيارته في طريقه إلى مقر القيادة، فقام على الفور بتغيير اتجاهه كعادته وذكاءه وحسه الأمنى المعهود .. على الرغم من المساعدات والدعم الذي تلقاه الموساد فإن محاولات عديدة أخفقت في قتل الفلسطينيين. وقد يكلف قادة الموساد عادة خمس مجموعات للقيام بالاغتيال، وذلك بعد التخطيط للعملية بعناية فائقة، وبعد الحصول على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، هذه الموافقة التي أصبحت مسألة شبه روتينية أو تحصيل حاصل. تختص كل مجموعة من المجموعات الخمس بمهمة محددة، الأولى "مجموعة الإدارة والخدمات"، وتتولى عادة مهمة استئجار الفنادق، والمنازل والسيارات لفريق القتلة، كما تتولى التغطية على فريق الاغتيال حتى يفرغ من أداء مهمته، أو جريمته، وعادة ما ترأس هذه المجموعة امرأة (فتاة حسناء) للتمويه. أما الثانية فهي "مجموعة المراقبة" التي تتابع الهدف، وترصد تحركاته، بينما تسمى المجموعة الثالثة "مجموعة الانسحاب" التي توفر انسحابا آمنا لكل أعضاء فريق الاغتيال، حتى لا يقع أحد منهم في قبضة رجال الأمن في البلد الذي يقومون فيه بتنفيذ الاغتيال. وتختص المجموعة الرابعة بالاتصال بممثلي الشرطة، وأجهزة الأمن، في البلد المحدد، لتنفيذ عملية الاغتيال، وذلك لتحييد سلطاتها إلى أقصى حد، وضمان حمايتها إذا أمكن. أما الأخيرة فتنقسم، عادة، إلى مجموعتين تضم أولها فرقة ماهرة من القتلة يتم تدريبهم جيداً، وعددهم يزداد إذا كان للهدف حماية كبيرة، وحراسة مشددة؛ والذي يحدد العدد هو المسئول عن التخطيط في كل جريمة اغتيال، وهو أيضا الذي يحدد موعد تنفيذ الاغتيال؛ أما المجموعة الفرعية الثانية، فتستدعي عند الضرورة القصوى إذا أخفقت مجموعة القتل الأولى، ولدى أفرادها تعليمات بتصفية المجموعة الأولى، حتى لا يقع أفرادها في أيدي السلطات، إذا ما أخفقوا، بالإضافة إلى هذه المجموعات، ثمة حلقة ربط بين هذه المجموعات، وبينها وبين السفارة الإسرائيلية في البلد الذي تتم فيه العملية، ناهيك عن الاتصال الدائم مع قادة الموساد. وسنعرض هنا قائمة أسماء مناضلين فلسطينيين تم اغتيالهم أو تعرضوا لمحاولة اغتيال من قبل الموساد الصهويني وبلوجستيه واضحة من استخبارات السي آي – إيه الامريكية ، وعصابات الدويلات الرجعية : 1 غسان كنفاني رئيس تحرير مجلة الهدف، الناطقة باسم الجبهة الشعبية 9/7/1972 بيروت تفخيخ سيارة 2 د. أنيس الصايغ مدير مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية محاولة لاغتياله في 19/7/1972 بيروت عبوة ناسفة 3 بسام أبو شريف الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محاولة لاغتياله في 25/7/1972 بيروت طرد ملغوم 4 وائل زعيتر ممثل م.ت.ف في روما 17/10/72 روما عبوة ناسفة 5 أحمد وافي "أبو خليل" ممثل م.ت.ف في الجزائر 22/11/72 الجزائر عبوة ناسفة 6 محمد الهمشري ممثل م.ت.ف في باريس 8/12/72 باريس عبوة ناسفة 7 حسين علي أبو الخير ممثل م.ت.ف في قبرص 25/1/1973 نيقوسيا عبوة ناسفة 8 حسين عباد الشير أحد رجال الارتباط بين م.ت.ف والاستخبارات الروسية. 9 كمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف والناطق الرسمي باسمها 10/4/1973 بيروت إطلاق رصاص 10 كمال عدوان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول قطاع الأرض المحتلة 10/4/1973 بيروت طعن بنصل حاد 11 محمد يوسف النجار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح 10/4/1973 بيروت إطلاق رصاص 12 موسى أبو زياد عضو حركة فتح إبريل 1973 أثينا إطلاق رصاص 13 محمود صالح مدير المكتبة العربية في باريس 2/2/1977 باريس عبوة ناسفة 14 سعيد حمامي مدير مكتب م.ت.ف في لندن يناير 1978 لندن إطلاق رصاص 15 عز الدين القلق مدير مكتب م.ت.ف في باريس 2/7/1978 باريس إطلاق رصاص 16 علي حسن سلامة عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وقائد قوات ال 17 22/1/1979 بيروت سيارة مفخخة 17 زهير محسن الأمين العام لمنظمة الصاعقة، وعضو اللجنة التنفيذية 25/7/1979 بمدينة "كان" جنوبفرنسا إطلاق رصاص 18 سمير عزمي طوقان منظمة التحرير الفلسطينية أغسطس 1979 قبرص إطلاق رصاص 19 إبراهيم عبد العزيز مسئول في حركة فتح 18/2/1980 باريس إطلاق رصاص 20 محمد طه ضابط أمن في حركة فتح 16/6/1980 روما إطلاق رصاص 21 د. نعيم خضر مدير مكتب م.ت.ف في بلجيكا 1/6/1981 بروكسل عبوة ناسفة 22 عزيز مطر طالب فلسطيني في كلية الطب بجامعة روما 16/6/1981 روما إطلاق رصاص 23 محمد داود عودة عضو المجلس الثوري محاولة اغتيال في أغسطس 81 وارسو إطلاق رصاص 24 ماجد أبو شرارة عضو اللجنة المركزية لحركة الفتح ومسئول الإعلام الموحد في م.ت.ف 9/10/1981 روما عبوة ناسفة 25 د. عبد الوهاب الكيالي سياسي وكاتب فلسطيني 7/12/1981 بيروت إطلاق رصاص 26 كمال حسن أبو دلو نائب مدير مكتب م.ت.ف في روما 17/6/1982 أثينا إطلاق رصاص 27 فضل سعيد العناني نائب مدير مكتب م.ت.ف في باريس 23/7/1982 باريس إطلاق رصاص 28 سعد صايل قائد القوات الفلسطينية المشتركة في لبنان 29/9/1982 لبنان "البقاع" إطلاق رصاص 29 مأمون شكري درويش أحد مساعدي أبو جهاد - مكلف بتسيير العمليات الخارجية 20/8/1983 أثينا إطلاق رصاص 30 جميل عبد القادر أبو الرب مدير شركة للملاحة البحرية في اليونان 22/12/1983 أثينا إطلاق رصاص 31 إسماعيل عيسى درويش عضو حركة فتح 14/12/1984 روما إطلاق رصاص 32 خالد أحمد نزال مسئول الأمن في الجبهة الديمقراطية 9/7/1986 روما إطلاق رصاص 33 منذر جودة أبو غزالة عضو المجلس الثوري، والمجلس العسكري الأعلى، وقائد القوة البحرية 21/10/1986 أثينا عبوة ناسفة 34 ناجى العلى فنان ورسام كاريكاتير 22/7/1987 لندن إطلاق رصاص 35 محمد حسن بحيص "أبو حسن" من كوادر القطاع الغربي 14/2/1988 ليماسول عبوة ناسفة 36 محمد باسم التميمي من كوادر القطاع الغربي 14/2/1982 ليماسول عبوة ناسفة 37 مروان الكيالي من كوادر القطاع الغربي 14/2/1988 ليماسول عبوة ناسفة 38 خليل الوزير "أبو جهاد" نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وأهم شخصية بعد عرفات في حركة فتح 18/4/1988 تونس إطلاق رصاص 39 صلاح خلف مسئول الأمن الموحد, والرجل الثاني في فتح 14/1/1991 تونس إطلاق رصاص 40 هايل عبد الحميد "أبو الهول" مسئول في الأمن المركزي 14/1/1991 تونس إطلاق رصاص 41 فخر العمري "أبو محمد" أحد مساعدي أبو إياد - فتح 14/1/1991 تونس إطلاق رصاص 42- كمال مدحت الرجل الثاني في منظمة التحرير بلبنان مارس 2009 عبوة الناسفة "باكثر من 20 كلغ من مادة التي ان تي وفق حجم الفجوة التي خلفتها" موضحا ان تفجيرها تم "عن بعد" اي لاسلكيا. وذكر هذه السماء بالطيع لايعنى إستثناء من تم استهدافهم من كوادر وقادة العمل الوطنى فى الداخل الفلسطيني ، والذين تم استهدافهم بطريق بشعة وصواريخ شخصية مثل الشهيد أحمد ياسين وابو على مصطفى وغيرهم من قادة العمل الميدانى الابرار ،،،... وتعود الكرة من جديد ويتم اغتيال المبحوح كما اسلفنا ، ويقابل وزراء الصهاينة تلك العملية القذرة بابتسامة عريضة – دون التعقيب الأولي – ليوصلوا للعرب رسالة المحبة والسلانم علي متن طائرة كانت تقل وزير البيئة الصهيوني ليستقبل حسب الاصول والعادات والكرم العربية ، وبسرعة خيالية يرد اليهود على كرمنا العربي ويستبيحوا حرمة أرضنا ودماءنا ، فالى متى سيبقى العرب مستقلبين العدوان والاستهتار بعواصمهم ، ومتى ننقل المعركة الى ارضهم ، تكون العين بالعيبن والرأس بالرأس والاغتيال بالاغتيال ?? د.ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي – كاتب باحث فلسطيني الوطن