ترجمة / توفيق أبو شومر الفجرنيوز من ينقذ إسرائيل من نفسها ؟ هارتس 16/2/2010 مقال لتوم سيغف في أواخر ديسمبر عام 1980 ركب أحد المسافرين على متن طائرة الخطوط الجوية المغربية من باريس إلى الرباط ، وكان اسمه في جواز سفره د. احمد صبار المولود عام 1917 في مكناس بالمغرب ، وكانت كل الوثائق التي يحملها بأمر ملكي . وكان يرافقه ثلاثة آخرون ، واستقلوا فور وصولهم سيارة ليموزين فاخرة إلى فندق هيلتون الرباط ، ونزلوا في الغرف المخصصة لكبار ضيوف الملك. وكان د. صبار يعيش حالة إثارة ، لأنه سيقابل الملك الحسن الثاني ، واحتفظ بوثائق الرحلة للذكرى . د. احمد صبار لم يكن مولودا عام 1917 في مكناس كما تقول الوثائق، بل ولد عام 1913 في أمستردام واسمه الحقيقي غايب أميرنغن ، واسمه في إسرائيل هو يعقوب أرنون ، عمل مديرا عاما سابقا لوزارة المالية . كان يصحبه يوري أفنيري محرر صحيفة هعولام هزيه ، واللواء رئيس الأركان ماتي بيلد . كانت مهمتهم هي لقاء عصام السرطاوي ممثل منظمة التحرير وعقد اتفاق سلام . كان أرنون مهتما بمفاوضات السلام منذ عام 1970 وقال عن رحلته: " إما أن تكون الرحلة مغامرة من المغامرات، أو أنها ستكون رحلة تصنع التاريخ " لقد كان محقا في الأمرين. إن تاريخ الاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين يحتاج إلى توثيق . وكانت خلاصة الجهود والغاية تتلخص في إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ، وليس بديلا لها ، وهذا ما بنيت على أساسه اتفاقية أوسلو . ينحدر أرنون من عائلة ثرية كانت تتجر في الألماس في هولنده ، انخرط في النشاط الصهيوني في الحرب الثانية ، وأخفى هويته اليهودية ونجا من الموت ، ثم انتقل بعد الحرب إلى إسرائيل ، وشغل منصب مدير عام وزارة المالية في حكومة أشكول 1963-1965 ، وكان مسؤولا عن فترة الكساد المالي مما أضعف إسرائيل ، وخاضت إسرائيل حرب الأيام الستة 1967 بسبب التهديدات المصرية ، ويعتبر أرنون من مخططي حرب الأيام الستة . وانضم بعد ذلك لمجموعة الشخصيات ذات المنصب الرفيع ممن قرروا إضفاء الشرعية على الاحتلال وتسويغه وشرعنته وإبقاء الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية . وكانت المجموعة مع ماتي بيلد وآخرين تهدف إلى دمج السلام في لب السياسة الإسرائيلية . يرى جاكوب أرنون (كما يسمى في الموسوعة العبرية) أن إسرائيل لا ترغب فيمن يود أن ينقذها من نفسها ، وكذلك حال الفلسطينيين . لقد رفض إسحق رابين مبادرة أرنون ورفاقه، ثم تبعهم في النهاية ، ولهذا تم اغتياله . كما أن المتعصبين الفلسطينيين أغتالوا عصام السرطاوي عام 1983 . كان عصام السرطاوي يأمل أن تفوز كتلة أرنون بخمسة عشر مقعدا في الكنيست ، غير أن منافستهم على المقاعد جعلتهم يخسرون ولا يربحون إلا مقعدين فقط . توفي أرنون عام 1995 وسمى شارع في القدس باسمه ، وقال رئيس بلديتها آنذاك إيهود أولمرت في تأبينه : "لقد كان جديرا بالاحترام، ولا يعود ذلك للقائه الفلسطينيين، بل لأنه كان متقدما سبع عشرة سنة علينا في فكرة مفاوضات السلام " وكان أولمرت نفسه يسمي أرنون قبل ذلك باسم : مستشار دعاية عرفات !! وقيل عن جماعة أرنون الداعين لمفاوضات السلام : إنهم ساذجون حالمون ، وهذا لم يقل عن رابين وشمعون بيرس وإيهود باراك وآريل شارون ونتنياهو ، وكلهم لم ينجحوا أيضا . يحظر النشر بدون ذكر مصدر الترجمة