كاتب مصري على خلاف ما عهده المصريون "مسلمون وأقباط بل ويهود" من حالة التعايش السلمي الهادئ والجوار الإنساني الآمن والعلاقات الاجتماعية المتينة على مر عصورهم ، حين انصهر الجميع في البوتقة المصرية المميزة والنادرة في عالم الإنسانيات والاجتماعيات ، لدرجة ضاقت فيها الفوارق وما عدت تميز بسهولة بينهم إلا في مناسبات بعينها دون سواها ، تشابهت الألوان والأشكال ، الأسماء والعادات ، لدرجة قال فيها البعض عن نفسه ، أنا مصري الجنسية مسيحي العقيدة مسلم الثقافة! هل رأيتم مسيحي في العالم تحيته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟ إنه المسيحي المصري دون سواه، وفجأة ودون سابق إنذار أصاب البعض هنا وهناك حالة من الهوس الطائفي البغيض ، استثماراً للأحداث وتوظيفاً للممارسات اليومية التي تقع بين المسلمين بعضهم البعض وبين المسيحيين بعضهم البعض ، نعم هي أحداث غير مرغوبة أياً كان المربع التي وقعت فيه وتتناقض مع ثقافة وأخلاق المجتمع المصري المتدين بفطرته منذ فجر التاريخ لكنها صارت واردة ومتوقعة ، لكن غير الوارد بل المرفوض هذا التوظيف السياسي والإعلامي المحلي والإقليمي والدولي ومن طرف دون غيره عندما يستدعى مفهوم المواطنة والمساواة ويُتترس ببعض المشاغبين هنا وهناك ، الذين لم ترق لهم الحياة في مصر وتخلوا عن مسئولياتهم القومية في النضال السلمي والإصلاح السياسي فهاجروا إلى هناك حيث المصالح والصفقات والإعلام والفضائيات ، نعم الكل في مصر يعاني احتقاناً معنوياً وانسداداً سياسياً وقمعاً أمنياً وانتهاكاً حقوقياً بمعنى أننا في الهم سواء ، نعم في الطرفين بعض المغالين والمهوسين والمتشددين ، لكنهم القلة غير الناضجة ولا الواعية ولا اليقظة لم يدبر لمصر عقل وقلب العروبة والإسلام ولا للمصريين أمل سكان المنطقة في الدعم والنصرة والتبني لقضايا الحق أياً كان صاحبها ، لكن الخطر كل الخطر أن يدخل على الخط بعض النخب ومن نحسبهم عقلاء لتكون مسابقات الإحصاءات عن عدد المسيحيين وحقوقهم ونسب تمثيلهم في البرلمان الذي يزوره الحزب الحاكم ضد كل المصريين دون تفرقة بل الموقف من الإسلاميين أشد وأقسى ، أو الوظائف القيادية التي يُبعد عنها كل ألوان المعارضة بغض النظر عن عقيدتهم والموقف من الإسلاميين أشد وأقسى ، ثم ينتقلون لزرع الألغام في طريق كل المصريين تحت عنوان المواطنة والمطالبة بحذف المادة الثانية من الدستور التي تنص على حق الأغلبية المسلمة في المرجعية التشريعية دون المساس بحقوق الأقلية بل هي ضمانة أكيدة لهم ؟ أو حذف آيات القرآن الكريم من مناهج التعليم ، أو حذف خانة الديانة من بطاقة الهوية أو تأييد ما يتم ضد الإخوان المسلمين من اعتقالات وانتهاكات أدانها القاصي والداني حتى الذين اعتقلوا الإخوان " لأنهم ينفذون التعليمات"! لمصلحة من هذا التحرش؟! بالتأكيد ليس لصالح مصر وشعب مصر، بل الخوف كل الخوف من التوظيف المضاد كرد فعل من شباب مسلم متحمس عندما يصاب الطرفان بالهوس وقد حدث ، حملة الكترونية مسيحية لجمع مليون توقيع للمطالبة بحذف المادة الثانية من الدستور يقابلها حملة الكترونية لجمع 10 مليون توقيع مسلم ضد الحملة الأولى ! ثم ماذا بعد؟ هل من المعقول أن تُترك الأمور لشباب متحمس ومتهور من الطرفين انسحب من الحياة العامة لظروف يعانيها الجميع واكتفى بالنضال الإلكتروني، بيده لوحة المفاتيح وأمامه على الشاشة صورته الباهتة ونفسيته المريضة وعلى رأسه مائة شيطان ! يكفينا معاناة ولسنا بحاجة للمزيد .....حفظك الله يا مصر .....