واشنطن- أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها أجازت استخدام موقعي تويتر وفيس بوك وغيرها من المواقع الاجتماعية في القواعد والمراكز التابعة لها بعد فترة من منعها أو تقييدها، قائلة إن ما وصفته بمزايا الإعلام الاجتماعي تفوق المخاوف الأمنية.ونقلت وكالة "رويترز" السبت 27-2-2010، عن نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي، ديفيد وينرجين، تبريره لهذه الخطوة بأن الغرض من هذه السياسة الجديدة "هو الاعتراف بأننا بحاجة إلى الاستفادة من القدرات المستندة إلى الإنترنت في التواصل بين أفراد الجيش، خاصة في مناطق العمليات؛ حيث يتعين أن تكون أدوات (ويب 2.0) -الاسم الذي يطلق على مواقع التفاعل الاجتماعي- جزءا مما نستخدمه". وأضاف: إن ما كان لدى الجيش الأمريكي من قواعد لاستخدام مثل هذه النوعية من المواقع "كانت غير متسقة"؛ حيث يتم حظر بعض المواقع، وتقييد استخدام البعض الآخر منها. وقالت رويترز إن هذا القرار يعتبر تحولا في موقف الجيش الأمريكي إزاء هذه النوعية من المواقع، والتي كان بعضها محظورا والبعض الآخر مقيدا في استخدامه لأسباب أمنية أو تقنية. ومن بين هذه القيود، تلك التي كانت تفرضها قيادة مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" حيث تحظر بشكل انتقائي أدوات الإعلام والتواصل الاجتماعي على أجهزة الكمبيوتر في مقار العمل التابعة لها، كما تحظر وزارة الدفاع الأمريكية منذ العام 2007، الدخول على مواقع معينة لأسباب تقنية، مثل تأثير فتح هذه المواقع على النطاق الترددي لشبكة البنتاجون. إلا أن رويترز قالت إن القرار الجديد يأتي في إطار اهتمام متزايد بالإعلام الاجتماعي وأدواته على الإنترنت من جانب الجيش الأمريكي. ومن بين مظاهر ذلك امتلاك الأدميرال مايكل مولين بوصفه رئيسا لهيئة الأركان المشتركة للجيوش الأمريكية موقعا على "تويتر"، هو الأكبر بين ضباط الجيش الأمريكي؛ حيث يوجد عليه 16 ألف عضو. كما قامت القيادة الجنوبية في هيئة الأركان الأمريكية بوضع بعض التحديثات على موقع "تويتر" عن أنشطة الإغاثة في هاييتي، بعد زلزال 12 يناير الماضي المدمر الذي ضرب هذا البلد. وفي وقت سابق على صدور القرار قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس، إنه يريد استخدام الشبكات الاجتماعية في مساعدة البنتاجون على التفاعل مع أفراد الجيش الأمريكي، والكثير منهم في أوائل العشرينيات من العمر. إلا أن منتقدون للقرار قالوا إن هناك مخاوف من الأصل بشأن أمن الإنترنت على الشبكة غير السرية للجيش الأمريكي، وقالوا إن هناك مخاطر حدوث تسرب للمعلومات وفتح بوابات للمتسللين على مواقع الإنترنت الخاصة بالوزارة، بجانب الحمل الزائد الذي سوف يطرأ على عرض النطاق الترددي القوي لشبكة وزارة الدفاع الأمريكية. وتزايد الاهتمام عالميا في الفترة الأخيرة بمواقع الإنترنت التفاعلية؛ حيث وصل عدد مستخدمي "فيس بوك" وحده أكثر من 400 مليون شخص عبر العالم بحسب إحصائية للشركة المشغلة له بمناسبة مرور ستة أعوام على تأسيسه.