ها هي ذكري سقوط الخلافة تعود إلينا محملة بذكريات الماضى الجميل , يوم أن كانت لنا دولة , يوم أن كان حاكم واحد يتكلم بلساننا جميعاً . يوم أن كان الإسلام يعلو و لا يعلى عليه , يوم كان تنطلق الجيوش الإسلامية لتقوم بالفتوحات العظيمة و لتكسب كل يوم أرضاً جديداً للإسلام , عندما كان المسلم ينطلق في بلاد العرب لا يفصل بينها حدود أو اسلاك , الان ماذا أصبحنا ؟ قدسنا في يد أعدائنا , و مساجدنا في الخليل و بيت لحم تئن من الحملة الصهيونية عليها , و غزة تحترق كل يوم , و مجلس تشريع لا يستطيع ان يعقد جلسة فكيف يشرع ؟ و حاكم رام الله كتب صك علي بياض لحاكم تل ابيب تنازل فيه عن كل شيء الا دماء اخوانه من حماس لم يتنازل إلا ان توضع تحت رقاب خناجر اليهود , و العقبة منطقة حرة تحت سيطرة اليهود , و الجولان مزراعها تشتكي فقدان الأمان , و الجنوب في لبنان ينتظر كل يوم طائرات الموت الإسرائيلي متي ستنطلق صورايخها ؟ و القاهرة قد فرضت حصاراً علي أهل غزة , و عواصم العالم الإسلامي تشتكي إلي الله ظلم الحكام , و هجر القرآن . إن نبؤءة السلطان عبد الحميد أخر الخلقاء العظام في الدولة الإسلامية تحققت , و هي أن ضياع القدس سيكون مع ضياع الخلاقة ,. و أن اليهود سيأخذوها بلا ثمن , لو سقطت الخلافة , و ها نحن نقولها و اهم من ظن يوماً ان القدس تعود و خلافة المسلمين غائبة و اهم من ظن يوماً ان حكام العرب و المسلمين سيتحركون يوماً لإنقاذ الأقصي من يد اليهود المغتصبين مسكين من ظن يوماً أن اليهود سياتوا يوماً و يسلموا المسلمين مفاتيح بيت المقدس , مسكين فقد ظن أن للثعلب ديناً . و اهم من ظن يوماً أن الجيوش الرابضة في ثكناتها ستتحرك في إتجاه القدس يوماً ماً نائم مستغرق في أحلامه , من ظن يوماً أن المنظمات الدولية ستعطي حقاً لضعيف مثلنا , أو إنها يوماً ستقف في صفنا , لقد صنعت بأيديهم و لمصالحهم . إن عودة الخلافة مطلب شرعي و عقلي لأمة فقدت كل شيء , إن قتل مسلم واحد كان يجب ان يثير عاصفة من الدماء تتحرك في وجه القتله , و لا ينام المسلمين , و لا يهدأ لهم بال , و لا تستكن قلوبهم , فكيف الآن و المسلمون , هم الدماء التي تذبح كل يوم من غزة و القدس و ما حولها إلي كابول و باكستان و نيجيريا و الصين و الفلبيين و لو كان هناك مسلمون علي القمر لصعد الصليبيون الجدد و مارسوا فيهم القتل بدعوي الارهاب و التطرف , اننا لو تركناهم علي القمر فسوف يفجرونه و تعيش الكرة الأرضية بسبب المسلمين بدون قمر , سخرية و ملهاة نعيشها نحن المسلمين في ظل أزمة عاتية لا اجد لها سبب غير الاسر الحاكمة في بلاد المسلمين ,و لا اجد لها حلا غير ما شرع الله لعباده من رجل يحكمنا بالكتاب و السنة , اللهم عاجل بعودة الأقصي الأسير