تونس:قالت ابنة الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد يوم الاثنين ان عائلتها سترفع يوم الثلاثاء في باريس دعوى قضائية ضد ضابط فرنسي إثر اعترافه بقتل والدها قبل نحو 58 عاما اثناء الاحتلال الفرنسي لتونس.وقالت جميلة حشاد لرويترز ان العائلة كلفت محاميين اثنين من فرنسا ومحاميا من تونس برفع الدعوى يوم الثلاثاء في العاصمة الفرنسية إثر اعتراف الضابط الفرنسي انطوان ميليور بقتل فرحات حشاد في الخامس من ديسمبر كانون الاول من عام 1952 في رادس في الضاحية الجنوبية للعاصمة برصاصة في الرأس. ويعد حشاد قيمة تاريخية وأحد رموز النضال التونسي ضد الاستعمار الفرنسي - الى جانب الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة - وهو من مواليد 1914 بجزيرة قرقنةجنوبتونس وقد اكتسب شعبية كبيرة بعد تأسيسه الاتحاد العام التونسي للشغل في عام 1946. وبرزت قضية اغتيال الزعيم النقابي التونسي حشاد من جديد على سطح الاحداث في تونس في أعقاب بث قناة "الجزيرة الوثائقية" في نهاية شهر ديسمبر كانون الاول الماضي شريطا وثائقيا مطولا حول ملابسات جريمة اغتياله. وتضمن هذا الشريط الوثائقي اعترافات لاحد أعضاء مجموعة "اليد الحمراء" الفرنسية ويدعى أنطوان ميليور أكد فيها أنه نفذ عملية الاغتيال وأنه ليست لديه مشكلة في ذلك واذا طلب منه تكرارها فلن يتردد. ومنظمة "اليد الحمراء" وحدة خاصة بالاغتيالات تابعة لاجهزة الاستخبارات الفرنسية نشطت في منطقة المغرب العربي وداخل أوروبا ما بين عامي 1952 و1960 حيث استهدفت رموز الحركات الوطنية في تونس والجزائر والمغرب. وقالت ابنة الزعيم النقابي الراحل لرويترز "اخيرا تجرأ القاتل على الظهور علنا ليتباهي بفعلته وليستفزنا على الملا.. نحن لن نصمت.. سنلاحق حق والدنا ووالد كل التونسيين". وأضافت ان عائلتها مصممة ايضا على ان تعرف مدى مسؤولية الحكومة الفرنسية عن الاغتيال.