img width="120" height="100" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/holand_2010.jpg" style="" alt="عادت الآمال مجددا إلى حزب العمل بالفوز في الانتخابات النيابية القادمة، بمجرد أن سلم زعيمه فاوتر بوس مشعل القيادة لخلفه يوب كوهين الذي ينظر إليه كرجل دولة. ويظهر أن كوهين قد يعيد إليه حتى الأصوات "الإسلامية" التي هجرت الحزب في السابق نحو أحزاب يسارية معروفة تقليديا بدفاعها عن المهاجرين. عودة المهاجرين لمساندة حزب العمل "ليست رومانسية"، بل لثقة المهاجرين في كوهين كرجل قادر على قيادة البلد نحو "زمن هادئ"، يقول السياسي المغربي فؤاد الحاجي." /عادت الآمال مجددا إلى حزب العمل بالفوز في الانتخابات النيابية القادمة، بمجرد أن سلم زعيمه فاوتر بوس مشعل القيادة لخلفه يوب كوهين الذي ينظر إليه كرجل دولة. ويظهر أن كوهين قد يعيد إليه حتى الأصوات "الإسلامية" التي هجرت الحزب في السابق نحو أحزاب يسارية معروفة تقليديا بدفاعها عن المهاجرين. عودة المهاجرين لمساندة حزب العمل "ليست رومانسية"، بل لثقة المهاجرين في كوهين كرجل قادر على قيادة البلد نحو "زمن هادئ"، يقول السياسي المغربي فؤاد الحاجي. مفارقة؟ يبحث يوب كوهين عما يوحد مختلف مكونات المجتمع الهولندي، وهذا ما يجعله مقبولا لدى فئات عريضة من المجتمع الهولندي. وتشير آخر استطلاعات الرأي أن أكثر من خمسين في المائة من الهولنديين يفضلون كوهين كرئيس للوزراء. وتشير الاستطلاعات ذاتها أن حزب العمل قد يصبح أكبر الأحزاب، وبالتالي يصبح كوهين أول رئيس وزراء يهودي في تاريخ هولندا. هذه الوضعية المفترضة، تضع حزب العمل في مواجهة مفتوحة مع اليمين المتطرف الداعي إلى نهج سياسات التشديد تجاه المهاجرين والمسلمين، وخاصة حزب الحرية لزعيمه الشعبوي خيرت فيلدرز. وترى بعض التقارير الإعلامية أن خيرت فيلدرز سيعاني فعلا من جاذبية شخصية كوهين المتزنة. أما الناخبون المسلمون فيبدو أنهم لا يبالون بديانة يوب كوهين بقدر يهمهم سحب البساط من تحت أقدام اليمين المتطرف. شخصية توافقية قبل أن يتقدم كوهين لرئاسة حزب العمل، شغل منصب عمدة العاصمة أمستردام التي تتكون ساكنتها من أعراق متعددة تفوق 130 إثنية. عرف كوهين بدفاعه المستميت عن المجتمع متعدد الأعراق وبمعارضته لكل أشكال التشديد القائم على التمييز بين الهولندي 'الأصيل‘ والهولندي 'الوافد‘. ودعا فور إعلانه قيادة الحزب إلى "مجتمع مؤدب"، منتقدا "الجو السياسي القاسي" السائد حاليا في هولندا. هذه السياسة التوافقية جلبت عليه انتقادات السياسي خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية. خيرت فيلدرز كتب على صفحته على التويتر ما يلي: "كوهين الرجل الجديد لحزب العمل (هو) محتسي أكواب الشاي، المعانق (للأجانب) ومروج تعدد الثقافات". ولذلك دعا أنصاره إلى التصويت خلال الانتخابات القادمة على حزب الحرية: حزب "الحلول" وليس على حزب العمل: حزب "السمر". وسبق لخيرت فيلدرز أثناء الانتخابات البلدية التي جرت بداية الشهر الجاري، أن شن هجوما لاذعا على حزب العمل واصفا إياه ب "حزب العرب"، وأن مكتبه الرسمي ينبغي أن يكون في مكة وليس في أمستردام. رومانسية الطبقة العاملة هي مصدر قوة حزب العمل، وتظهر هذه القوة جليا في سيطرة الحزب على مدن كبرى تشهد تمركزا كبيرا للعمال، مثل أمستردام وروتردام ولاهاي وأوتريخت. وكان هذا الحزب ملاذ العمال المهاجرين منذ حصولهم على حق التصويت في الانتخابات المحلية، حتى دون حصولهم على الجنسية الهولندية، وذلك منذ 1986. لكن حزب العمل فقد على ما يبدو 'وهجه‘ العمالي خلال السنوات الأخيرة، وتخلى عنه أنصاره الذين هجروه نحو أحزاب اليسار الأخرى، بل ذهب قسم منهم نحو حزب الحرية اليميني. كما أن العلاقة بين حزب العمل والمهاجرين "علاقة جيدة"، بحسب فؤاد الحاجي عضو مجلس بلدية روتردام عن حزب العمل. إلا أن مساندة العمال المسلمين، في نظر الحاجي، "ليست لأسباب رومانسية"، ولكن السبب الرئيسي هو أن هذه العودة تعبير عن "قلق" المهاجرين من الأجواء السياسية المتسمة بالعنف والمخيمة على هولندا منذ بداية هذا القرن. وكأن المهاجرين يرسلون رسالة مفادها: "كفانا من احتقار المسلمين في هولندا وكفانا من القلق الاجتماعي، ويرون في السيد كوهين أملا جديدا، لأنه من حزب العمل ولأنه أيضا الرجل الوحيد فعلا الذي يقود البلد نحو زمن هادئ وعادل وأكثر استقرارا لكل المواطنين". محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية