وفاة أيقونة السينما بريجيت باردو عن 91 عاما    معهد تونس للترجمة ينظم ندوة بعنوان "ترجمة الدين بين برزخ لغتين" يومي 3 و4 فيفري 2026 ت    وفاة الممثلة الفرنسية بريجيت باردو عن عمر 91 عامًا    يتواصل فتح باب الترشح للمشاركة في برنامج تدريبي في "فنون السيرك" إلى غاية يوم 23 جانفي 2026    مصر.. فيديو الهروب الكبير يثير ضجة والأمن يتدخل    احذر.. إشعاع غير مرئي في غرفة النوم!    فخر الدين قلبي مدربا جديدا لجندوبة الرياضية    سامي الطرابلسي : ''ماندمتش على الخطة التكتيكية و ماندمتش لي لعبت بن رمضان في هذا المركز''    البطولة العربية للاندية البطلة لكرة الماء: نادي السباحة بن عروس يحرز المركز الثالث    الطقس اليوم..أمطار رعدية..    كيفاش باش يكون طقس آخر أحد من 2025؟    اختتام البطولة الوطنية للرياضات الإلكترونية لمؤسسات التكوين المهني    تونس تودع سنة 2025 بمؤشرات تعاف ملموسة وتستشرف 2026 برهان النمو الهيكلى    تونس تودّع سنة 2025 بمؤشّرات تعافٍ ملموسة وتستشرف 2026 برهان النمو الهيكلي    كأس أمم افريقيا: برنامج مباريات اليوم الأحد..    القناة الجزائرية تفتح البث المجاني لبعض مباريات كأس أمم إفريقيا 2025.. تعرّف على التردد    مدرب منتخب نيجيريا: "نستحق فوزنا على تونس عن جدارة"    جلسة مرتقبة لمجلس الأمن بشأن "أرض الصومال"    ماسك: «الاستبدال العظيم» حدث في بروكسل    غزة: خيام غارقة في الأمطار وعائلات كاملة في العراء    انطلاق فعاليات المخيم الشتوي "نشاط بلا شاشات" بمركز التربصات ببني مطير    مرض الأبطن في تونس: كلفة الحمية الغذائية تثقل كاهل المرضى والعائلات محدودة الدخل    زيلينسكي يصل إلى الولايات المتحدة استعدادا لمحادثات مع ترامب    مراد المالكي: اللاعبون كانوا خائفين أكثر من اللازم.. وترشح المنتخب ب"أيدينا"    علي الزيتوني: بالعناصر الحالية .. المنتخب الوطني قادر على الذهاب بعيدا في الكان    منخفض جوي قوي يضرب غزة.. خيام النازحين تتطاير أمام هبوب الرياح العاتية    تونس تُشارك في الصالون الدولي للفلاحة بباريس    سيدي حسين: المنحرف الخطير المكنّى ب«ب بألو» في قبضة الأمن    لجنة مشتركة تونسية سعودية    قرقنة تكشف مخزونها التراثي .. الحرف الأصيلة تتحوّل إلى مشاريع تنموية    انقطاع جزئي للكهرباء بالمنستير    قريبا شحن الدفعة الأولى من الحافلات    جهاز استشعار للكشف عن السرطان    تراجع خدمات الدين الخارجي المتراكمة ب 13،8 بالمائة    الرصد الجوي: درجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية متوقعة خلال الثلاثي الأوّل من سنة 2026..    الليلة: الحرارة في انخفاض مع أمطار غزيرة بهذه الجهات    مجموعة الخطوط التونسية: تراجع طفيف في العجز ليناهز 220،8 مليون دينار خلال سنة 2022    سفيان الداهش للتونسيين: تُشاهدون ''صاحبك راجل 2" في رمضان    المستشفى الجامعي شارل نيكول يحقق أول عمليات ناجحة بالفيمتو ليزك بتونس!    نجاح جراحة عالية الدقة لأول مرة وطنيًا بالمستشفى الجامعي بقابس    متابعة مدى تقدم رقمنة مختلف العمليات الإدارية والمينائية المؤمنة بالشباك الموحد بميناء رادس محور جلسة عمل    خبايا الخطة..ماذا وراء اعتراف اسرائيل بأرض الصومال..؟!    محرز الغنوشي: طقس ممطر أثناء مباراة تونس ونيجيريا...هذا فال خير    عاجل/ مسجون على ذمة قضية مالية: هذه الشخصية تقوم باجراءات الصلح..    مداهمة مصنع عشوائي بهذه الجهة وحجز مواد غذائية وتجميلية مقلدة..#خبر_عاجل    الكاف: ورشات فنية ومعارض وعروض موسيقية وندوات علمية في اليوم الثاني من مهرجان صليحة    جريمة مروعة: وسط غموض كبير.. يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر..#خبر_عاجل    مصادر دبلوماسية: اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية غدا بعد اعتراف إسرائيل بأرض الصومال    رئيس الجمعية التونسية لمرض الابطن: لا علاج دوائي للمرض والحمية الغذائية ضرورة مدى الحياة    المسرح الوطني التونسي ضيف شرف الدورة 18 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر    السكك الحديدية تنتدب 575 عونا    عاجل/ تعطّل أكثر من ألف رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية..    حجز 5 أطنان من البطاطا بهذه الجهة ،وتحرير 10 محاضر اقتصادية..    استراحة الويكاند    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



21 من آذار : اليوم العالمي لمكافحة العنصرية :علجية عيش
نشر في الفجر نيوز يوم 17 - 03 - 2010

"العصبيّة الحزبية" فسيفساءٌ "عنصرية " في منتهى التعقيد

ربما أصبح ضروريا بل إجباريا البحث عن "رجال" بأوصاف "البانتو Bantou " و استيرادهم من جنوب أفريقيا لانتزاع الحقوق السياسية و النضالية داخل الأحزاب السياسية داخل و خارج الجزائر و القضاء على ظاهرة "القبلية الحزبية" التي تحولت مع الزمن إلى "فسيفساء عنصرية" في منتهى التعقيد، خاصة في جزائر التعددية ، التي كما يبدو أنها انتهجت سياسة "الأبارتايد L' Apartheid " للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد

في مثل هذا اليوم من الواحد و العشرين من شهر آذار يحتفل العالم كل سنة باليوم العالمي لمكافحة "العنصرية" غير أن هذه الذكرى تمر مرور الكرام على العالم العربي و الإسلامي و هو يشهد مشاهد عنصرية و ممارسات فظيعة بعدما ركنت مسألة الحرية و التحرر و الحريات الفردية و الكرامة الإنسانية للبشر في زاوية النسيان، لاسيما و مشكلة التمييز العنصري مشكلة إنسانية عامة لا تقتصر على مجتمع متقدم و آخر متخلف، بل انتقلت هذه "الجرثومة" إلى داخل الأحزاب السياسية في بلد ما في إطار ما يسمى ب: "الفئوية" التي تسللت إلى النسيج الاجتماعي و ترسبت في خلاياه، كل هذا يدعو إلى ضرورة البحث عن السبل السليمة لمعالجة هذه الظواهر السلبية..
يعود الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة العنصرية و القضاء على التمييز العنصري إلى حادثة مقتل 69 شخصا عام 1960 إثر مظاهرة سلمية في شار بفيل بجنوب أفريقيا ضد قوانين "المرور" المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري و إطلاق الرصاص من قبل الشرطة على المتظاهرين، حينها قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966 إعلان هذا اليوم، يوما دوليا و عرفت فيه "العنصرية" على أنها عملية "استثناء" أو "تفضيل" يقوم على أساس ( العرق، اللون، الدّين، النسب، أو الأصل القومي) يستهدف عرقلة حقوق "الآخر" و حريته الأساسية و ممارستها في كل الميادين ( السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، و الثقافية..)..

قصة البشرية مع التمييز العنصري
العنصرية كما عرفها المختصون تعني رفض " الآخر" بشكل من الأشكال، و هي نظرية تحاول أن تثبت نقاوة بعض الأعراق و الحفاظ عليها في الأمّة، ظهر هذا التعريف في منتصف الأربعينيات ( 1946) ، وأجري عليه تعديل في 1948، ثم تغير في بداية الستينيات، فأصبح هذا المفهوم يعرف على أنه "النظام" الذي يؤكد تفوق مجموعة اجتماعية على مجموعة أخرى، و يوصي بشكل خاص بعزل هؤلاء داخل بلد (التمييز العنصري)، و العنصرية اليوم في موضع اتهام في العديد من الدول و ينسب إليها الكثير من النزاعات و التوترات( مسألة الزنوج في أمريكا، الأبارتايد في أفريقيا الجنوبية، حالة اليهود في الإتحاد السوفياتي، العلاقات بين المُستعمَرين و المُستعمِرين ومنها القضية الفلسطينية في الأرض المحتلة من قبل الصهاينة، و قضية الحجاب الإسلامي في فرنسا و غيرها من الأمثلة، دون أن ننسى ردات الفعل تجاه اليد العاملة في المهجر، و هي عداوات تعود لأسباب عديدة ( فارق عرقي، لغوي، قومي، مذهبي و ديني)، بحيث يرى الشخص العنصري نفسه متفوقا على الآخر و ينظر إليه بدونية و يبقى يعتقد أنه متفوق عليه مهما طال الزمن أو انتقل هذه "الآخر" من مكانه الجغرافي إلى مكان آخر..
في الدراسة التي أجراها فرانسوا دي فونتين في كتابه بعنوان "العنصرية" ترجمة الدكتور عاطف علبي، بدأت الظاهرة العرقية مع الفرعون سيسوتريس الثالث sesotris عندما أمر في القرن التاسع عشر قبل الميلاد في جنوب أفريقيا منع أحد أفراد السود من نزول نهر النيل بالقارب، وكان اليونان ينعتون ب:"البرابرة" كل الذين هم خارج نطاق الهيللادL'Hellade، و هو مصطلح يطلق على الطغاة أو الوحشيين، كما كان المصريون يدعون برابرة كل الذين لا يتكلمون لغتهم ، ثم جاءت فكرة الشارة الصفراء التي يعلقها اليهود حتى يُمَيّزون عن المسيحيين، فرضها عليهم المجمع الديني الرابع عام 1215 و حتى يميزون عن المسلمين و البرص و لتجنب الاختلاط..
من الدعاة إلى الفكر العنصري نجد "غوبينو" الذي كرس بحوثه حول الأعراق البشرية و ذهب إلى حد تمجيد العرق الأبيض و سيطرته العرق الأسود، و فيما وصف غوبينو أبناء "حام" و هم من العرق الأبيض بالآلهة تحاشى في دراسته أبناء جافت ( الآريان les ariens ) و هم الفرع الثالث من البشر البيض الذين قدموا من آسيا الوسطى، و ينقسم قبائل الآريان إلى ( الهيللين hellènes الذين استقروا في شمال شبه جزيرة البلقان، و السلت les celtes و هم السكان الأصليين أو الأوائل لأوروبا الشمالية، كانوا من الصُّفْر الذي قدموا من أمريكا عبر الألسكا، ثم يأتي الآريان الجرمان les ariens germains في المرتبة الثالثة، كما يعتبر غوبينو أول عنصري صاحب مذهب العنصرية و أحد آباء العنصرية و رجالاتها، و يقف في موقفه هذا في نشر الفكر العنصري (فاشيه دي لابوج vacher de lapouge ) الذي كان يكره فكرة المساواة و العدل و الأخوة و يحبذ واقع القوة و القانون،و ذهبا الاثنان إلى فكرة "الانتخاب" الداخلي أي قياس الجمجمة و الرأس لتحديد نوع البشر و اعتمدا على قوانين العالم الألماني آمون..
بعد غوبينو جاء "هوستون ستيوارت شمبرلينHouston Stewart Chamberlain" الذي أصبح عضوا في جمعيته، كانت فكرته الحفاظ على الدم الجرماني، التقى هذا الأخير ب: " هتلر" أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1933 و هو يتكلم عن المهمة الإلهية الألمانية اعتمد في نظريته حول "العرق" على الجانب السيكولوجي و المقاييس الثقافية و الأخلاقية، أي اكتشاف الماضي من أجل إنارة المستقبل، و لكونه لم يكن يهوديا يقف شامبرلين موقف الند لغوبينو من خلال موقفه العدائي لليهود مدافعا عن الديانة الكاثوليكية للجرمان..
كما ظهرت نوع من السياسات لإطالة عمر سيطرة فئة معينة التي بيدها زمام القيادة و الإدارة، إنها "الأبارتايد l'apartheid " التي تعني الدفع و ليس التطور، وكانت هذه السياسة في وقت ما موضع صراع بين البيض و السود و صدرت من أجلها قوانين عديدة، كما أحدثت هذه السياسة انتفاضات و كانت مصدر فتن و منها فتنة ( سويتو Soweto ) عام 1976 انتهت بمقتل 176 شخص منهم 02 فقط من البيض، و 60 قتيلا في مدينة الكاب في انتفاضة الشباب السود عام 1980 ، لدرجة أن بعض البيض (الحقوقيين) أصبحوا يطالبون بإلغاء هذه السياسة خاصة بعد صدور رواية ( آلان باتون Alan Patan ) بعنوان: " أذرفي الدمع يا بلادي المحبوبة cry ma beloved country " و ترجمتها إلى عدة لغات، أجبرت الكنيسة الأنغليكانية بالاعتراف بفشل هذه السياسة عان 1957 و القول بأن سياسة "الأبارتايد" منبثقة من فكر شرّير..

هتلر و الإبادة الجماعية
العنصرية مع "هتلر" في كتابه (كفاحي) عام 1924 أخذت لها شكلا آخر تمثلت في "الإبادة الجماعية" كانت فيه كل المذاهب العنصرية موضع تطبيق،لنشر الفكر النازي، و اعتبر هتلر اليهود يتحركون مثل البكتيريا في الجسم، و أنه يسممون النفوس، و أنهم العدو اللدود للفكر الهتلري، و يقف إلى جانب هتلر "ألفرد روزنبرغ" الذي ألف كتابا بعنوان "خرافة القرن العشرين" دفاعا عن الألمان، حيث وصف روزمبرغ فرنسا ب: "الأمة الميتة" و هي تمتص مواطني أفريقيا، خاصة بعد مبادرة فرنسا إلى تحرير اليهود، و لهذا لجأ هتلر إلى الإبادة الجماعية لليهود، و قتل من الغجر ما يناهز 800 غجري عام 1941 بعدما وصفهم بأنهم مجرمون بالفطرة و معتادون على الإجرام..

"الأمِّيَّة" إحدى مظاهر العنصرية في " الو م أ "
طرحت مسألة "العنصرية " في الولايات المتحدة الأمريكية لاحتفاظها بالرق الذي كان يفوق عدده 04 مليون في عام 1860، فجاء دستور 1865 الذي أكد على إلغاء الرق و إعطاء الزنوج نفس الحقوق مع البيض، و منها الجنسية الأمريكية لكل مولود داخل تراب الولايات المتحدة ذلك فيلا التعديل 14، ثم جاء التعديل رقم 15 الذي نحهم حق" الانتخاب" ، لكن التدابير المقيدة و العنصرية و بالتواطؤ مع المحكمة العليا منعت فرنا هذا الحق و جعلته مستحيلا من خلال بعض التبريرات و على رأسها "الأمية" و فهم الدستور و القوانين الفرنسية، و استمر الصراع بين الزنوج الذي ارتفع عددهم في 1960 إلى 14 مليون زنجي في المدن مقابل 05 ملايين في ألأرياف، و ذلك على يد بوكر واشنطن Washington، دوبوا Dubois و قارفي garvey ..


عنصرية "فرنسا" و دور "الإعلام" الفرنسي في تشويه صورة"الجزائريين"
لقد أقرت كل "الديانات" بعد ظهور "الإسلام" أن التمييز العنصري هو ضد حقوق الإنسان ككائن بشري، و صدرت قوانين و اتفاقيات تنادي بحقوق الإنسان، و إن أصبح الأبارتايد من بقايا الماضي، فما رائجا في الدول ذات النظام الديمقراطي و بالضبط في "فرنسا" باعتبارها "أمة " عنصرية أكثر من غيرها، رغم أنها ألغت الرق و اعتبرت السود مساوين للبيض، و رغم انضمامها في 1971 إلى الاتفاق الدولي الذي وضعته الأمم المتحدة لإلغاء كل التمييز العنصري، لكن كل ذلك كان وهما، ففي الدراسة الميدانية التي أجراها الدكتور سعدي بزيان في كتابع بعنوان (الصراع حول قيادة الإسلا؅ في فرنسا في ظل التاورات الجديدة) ، كان عدد الجالية الجزائرية بفرنسا آنذاك لا يتعدى 150 ألف جزائري مقابل 135 ألف مغربي، تم استغلالهم في الحرب، مات منه حوالي1 0 ألف نؓمة، ب؏أت عنصر؊ة فر؆ؓا الدينية بداية من بناء مسجد باريس الذي افتتح في 15 جويلية 1926 إثر الانتشار الواسع للمسلمين في فرنسا لاسيما و ألإسلام يشكل الديانة الثانية بع؏ المسيح؊ة الكاثوليكية، غير أن فرنسا لم تكن تعامل المسلمين بنفس الحقوق التي يعا؅ل بها ال؊هود، كانت الشعا؆ر الدينية للمسلمين تقا؅ في " الد؇اليز" و"الغيتاوات" الفرنسية..
لا يوجد في باريس سوى أربعة مساجد تنطبق عليها صفة مسجد و هي: ( مسجد باريس، الدعوة، إيفري، و مسجد مانت لاجولي) ، يضاف إليها مسجد ليون، وهذا العدد لا يكفي عدد المسلمين الذي وصل إلى حدود 07 مليون مسلم، و رغم إنشاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية le conseil français duculte musulman ، مبادرة من نيكولا ساركوزي عندما كوزيرا للديانات، ففرنسا ما تزال لا تعترف بالمسلمين فوق ترابها بخلاف بجيكاالتي اعترفت بالديانة الإسلامية في !974 و هولندا التي كان معظم منتخبيها في البرلمان و المجالس البلدية مسلمين..
"الحجاب " القضية التي حركت العنصرية الدينية في "فرنسا"
أصرت فرنسا عل عنصريتها رغم الانتفاضات التي كان يشنها المسلمون من الجيل الثاني من أبناء المغرب العربي في عهد فرانسوا ميتران و الذي في عهده اندلعت معركة "الحجاب"، لتنشا حركة جديدة و هي حركة المسلمين العلمانيينles musulmans laïques تعبيرا عن رفضها للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية و هي حركة أسستها فكار لامببوت من أصل جزائري و هذا بحكم العداوة التي تربطها بالأصوليين في المجلس بعدما انسحابها منه و رفضها للحجاب..
و تعد قضية "الحجاب" إحدى مظاهر العنصرية الدينية في فرنسا و التي فجرها أرنيست شينير من أصل مارتينكي و هو مدير ثانوية بمنطقة "نواز" إحدى المستعمرات الفرنسية، و دعم الفكرة الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي بمنع الصورة على البطاقة الوطنية الرسمية بالحجاب خلال خطاب له في اللقاء النسوي الذي نظمه اتحاد المنظمات الإسلامية uoif ، و دافع بعض الفرنسيين على المبادئ ألإسلامية و منح الحرية للفتيات المسلمات بارتداء الحجاب و منهم هؤلاء هارلم ديزير رئيس منظمة "مناهضة العنصرية" SOS racisme ، في الوقت الذي ذهبت بعض الأفكار الجزائر إلى اعتبار العلمانية مكسبا للإسلام و العكس كذلك و هو ما ذهب إليه محمد أركون و وقف إلى جانبه دليل بوبكر
المسلمون في فرنسا لم يعودوا يطالبون بالمساجد و ارتداء الحجاب فحسبن بل كل ما تعلق بشعائرهم الدينية مثل إنجاز مقابر إسلامية لدفن موتاهم و ما إلى ذلك، و تطورت ألأمور و ألأحداث من أجل تغيير النظرة الفرنسية للإسلام و الجالية الإسلامية في المهجر، بحيث عُوِّضَ مصطلح الإسلام الفرنسي بالإسلام في فرنسا ، أصبح فيها الجيلين الثاني و الثالث مواطنون لهم حقوق المواطنة بحك المولد و النشأة و ليسوا مهاجرين، يقول الدكتور بزيان : " إن مأساة ألإسلام في فرنسا أو الإسلام الفرنسي سببه أن جل دعاته يفتقرون إلى الثقافة العربية و الإسلامية و لا تربطهم بالإسلام إلا الانتماء فقط، في الوقت الذي انساقت بعض من النخبة المسلمة و منها المفكر محمد أركون إلى الجري وراء المنصب، عندما عينه الرئيس جاك شيراك في هيئة تهتم بالعلمانية في فرنسا باعتباره أكثر من علماني..
أما "الأئمة" فهم يفتقرون إلى هيئة خاصة لتكوينهم و أنشأ لهذا الغرض قسم خاص لتكوين الأئمة ، غير أن ساركزي كان يريد أئمة على مقاس جمهوريته، من أجل بعث إسلام فرنسي لأنه في تقاليدهم لا توجد سلطة خارجة عن سلطة الجمهورية ، و يكشف صاحب الكتاب كيف حاول الإعلام الفرنسي تشويه صورة الجزائريين في فرنسا و منه جريدة (لوموند) التي تطرقت في سبتمبر 2003 إلى قضية المسلمين الذين يترددون على المساجد للصلاة من خلال التقرير الذي قدمه معهد سبر الرأي العام في فرنسا ifop ، يؤكد فيه أن الجزائريين رغم أنهم يمثلون الأغلبية من المغاربة و التونسيين ، غير أنهم اقل حضورا في المساجد لأداء الصلوات الخمس و صلاة الجمعة بصفة خاصة، و هم يأتون في المرتبة الرابعة بعد التونسيين الذي يحتلون المرتبة الأولى من حضورهم في المساجد، ثم المغاربة و ألأتراك، بعدما أصبح الفرنسيين يُقْبِلون على الإسلام و يعتنقونه بحيث يتعدى عددهم 100 ألف فرنسي و هم من الطبقة المثقفة..، إلا أن العنصرية الدينية في فرنسا تبقى تنظر إلى الإسلام كدين تطرف و تعصب و هي بذلك تعمل على شله من جذوره..

"العصبيّة الحزبية" فسيفساءٌ "عنصرية "في منتهى التعقيد
ربما أصبح ضروريا بل إجباريا البحث عن "رجال" بأوصاف "البانتو Bantou " و استيرادهم من جنوب أفريقيا لانتزاع الحقوق السياسية و النضالية داخل الأحزاب السياسية داخل و خارج الجزائر و القضاء على ظاهرة "القبلية الحزبية" التي تحولت مع الزمن إلى "فسيفساء عنصرية" في منتهى التعقيد، خاصة في جزائر التعددية ، التي كما يبدو أنها انتهجت سياسة "الأبارتايد L' Apartheid " للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد
"النضال" داخل الحزب تحول إلى نضال عصبوي أو نضال فئوي، كأن تناضل مجموعة تنتمي إلى منطقة ما ن أجل نصرت ن ينتمي إلى منطقتها حتى لو كان يفتقر إلى المؤهلات أو القدرة على تسيير الحزب، أو نجد عناصر تنتمي إلى منظمات جماهيرية و جمعيات، و كل هذا يعود إلى عدم التفريق بين العمل الحزبي و العمل الجماهيري أو الجمعوي، فالحزب مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف سياسية و إيديولوجية مشتركة، و ينظمون أنفسهم بهدف الوصول إلى تحقيق برنامج الحزب، أما المنظمات الجماهيرية أو الجمعيات فهي أشكال من التنظيم الجماهيري الواسع من أحل تحقيق مطالب أو أهداف اجتماعية و مهنية (نقابات) لاسيما و القوانين تمنع هذه المنظمات أو الجمعيات من الممارسة السياسية إذا قلنا أن دور كل منهما يختلف عن الآخر، و هي ممارسات ساهمت في خلق الضبابية لدى الأحزاب السياسية وولدت " العنصرية الحزبية " لأن المناضل داخل تنظيم معين (منظمة وطنية أو جمعية) يختلف عن المناضل داخل حزب ما، باختلاف البرنامج، لأن برنامج الحزب يعبر عن هموم المواطن و يتبنى مطالبه، بينما الجمعية أو المنظمة فهي تدافع عن فئة معينة، يرى المختصون في الشأن السياسي أن العنصرية الحزبية ناشئة عن كون المنتمون إلى الحزب لا يفرقون بين الحزب و المنظمة أو الجمعية، إن إيديولوجية الحزب حسب المختصين في السياسة تخص ذلك المواطن "الحرّ" الذي ينخرط في صفوف هذا الحزب و يؤمن بإيديولوجيته، و أن العمل الجماهيري الصحيح هو العمل المتحرر و المتفتح على أوسع الجماهير لتحسين أوضاعها المادية و المعنوية حتى لو كانت تنتمي إلى أحزاب أخرى، و هو ما لا يوجد في منظماتنا التي تسيّست و أصبحت مناضلوها يمارسون الفكر القمعي لضرب الأحزاب الأخرى و يكفي أن نقف على الصراع القائم بين منظمتي أبناء الشهداء و أبناء المجاهدين اللتان تضمان عناصر من مختلف التشكيلات السياسية، بحيث كل واحد يحاول أن يسلط إيديولوجية الحزب الذي ينتمي إليه على هذه المنظمة و نسيت الهدف الذي أسست لأجله..

خاتمة
للعنصرية مواقف و تصرفات لا إنسانية و خالية من الضمير الإنساني أو الأخلاقي و العنصري بطبعه يخلق أعذارا و مبررات لإقصاء الآخر ووصفه بأوصاف قبيحة قد تصل إلى حد المساس بالشرف و هو بذلك ليس لديه وخز ضمير لأن من يصف الآخر بالدونية هو نفسه في هذه الحالة و هو ضعيف لا يملك الشجاعة على المواجهة أو التنازع مع ألأقوياء، و هو يجد في العنصرية تعبيرا عن وضاعته، و كثيرا ما يحدث هذا في أحزابنا السياسية..

المراجع/
- العنصرية: تأليف فرنسوا دي فونتين ترجمة الدكتور عاطف علبي الطبعة الأولى 1999 عن المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع
- "الصراع حول قيادة الإسلام في فرنسا في ظل التطورات الجديدة تأليف الأستاذ سعدي بزيان الطبعة الأولى 2005 عن دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع.

علجية عيش بتصرف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.