نواكشوط:شككت المعارضة الموريتانية فيما تعتبره مزاعم للنظام الحالي بتجميد العلاقات القائمة مع إسرائيل منذ نحو عقد من الزمن، ودعت إلى القطع الفوري لها في ظل الوضع الراهن الذي يتميز بصلف إسرائيلي يهدد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.وقال الرئيس الدوري لمنسقية أحزاب المعارضة ورئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير في مؤتمر صحفي أمس الخميس، إن نظام ولد عبد العزيز "يكذب ويضلل الرأي العام حين يزعم أنه قطع العلاقات مع إسرائيل".
وأضاف أن "الواقع أن العلاقات مع إسرائيل ما زالت قائمة، وهذا ما أستطيع تأكيده للشعب الموريتاني، وما قيل عن قطعها مجرد دعايات إعلامية كاذبة". رد ومطالبة وقد رد زعماء المعارضة على التصريحات والاتهامات التي وجهها لهم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قبل أيام واتهموه بالسعي لاستمرار الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد طيلة العامين الماضيين، ودعوه إلى استقالة عاجلة لإنقاذ البلاد من الانجراف نحو الهاوية. وكان الرئيس ولد عبد العزيز قد أعلن قبل أيام رفضه لأي تقاسم للسلطة مع المعارضة، كما أعلن عن رفضه أي حوار معها على أساس اتفاق دكار الذي وقع بين الطرفين في يونيو/ حزيران 2009، وهو الاتفاق الذي أنهى الأزمة السياسية وهيأ لانتخابات رئاسية ونص على استمرار الحوار بعد الانتخابات. وقال ولد بلخير إن المعارضة لا تستجدي تقاسم السلطة، ولا تريد الدخول في حكومة كالحكومة الحالية لا يملك وزراؤها أي صلاحيات، حيث إن كل الصلاحيات مكرسة في يد ولد عبد العزيز وهو الآمر الناهي بلا منازع في الوضعية الحالية. وأكد أنه لا بديل عن الحوار لحل الأزمة القائمة، وأن الهروب من الحوار يعني الرغبة في استمرار الأزمة، مشيرا إلى أن المعارضة تملك خيارات عدة، ولديها القدرة على العودة إلى تحريك الشارع إذا ما دفعت إلى ذلك دفعا.
تصعيد وصعد ولد بلخير من لهجته تجاه حكومة ولد عبد العزيز حين اتهمه ضمنا باستخدام ستة أطنان من المخدرات تمت مصادرتها قبل نحو أسبوعين من قافلة مسلحة اشتبك معها الجيش الموريتاني في عمق الصحراء الشمالية، وقتل ثلاثة من أفرادها واعتقل 17 واتهمهم بالتعامل مع تنظيم القاعدة.
وتساءل ولد بلخير عن مصير أطنان المخدرات المصادرة، قائلا إنه كان يفترض أن يتم حرقها أمام الجميع، وتساءل "هل بالإمكان أن تكون نفس الكمية المصادرة هي التي تم العثور عليها قبل أيام داخل سفينة سمك أبحرت منذ أيام من الشواطئ الموريتانية وتم توقيفها في عمق المحيط بالقرب من تشيلي".
تشكيك حكومي وقد شكك الناطق باسم الحزب الحاكم صالح ولد دهماش في حديث مع الجزيرة نت في مصداقية ادعاء المعارضة بأنها لا تريد دخول الحكومة، أو لا ترغب في تقاسم السلطة معها. وشدد ولد دهماش على أن قوى المعارضة لم تخرج بعد من صدمة هزيمتها في الانتخابات الرئاسية "ولذلك فهي تطلق التصريحات جزافا بشكل رخيص ومكشوف". وأضاف أن المعارضة تركز منذ الانتخابات الأخيرة على أمرين أحدهما رسم صورة قاتمة ومزرية لأوضاع البلد، والثاني هو التأكيد على أن البلد لن يخرج من هذه الوضعية إلا بإشراك المعارضة في السلطة، وهذا يتنافى قطعا مع الدور الذي يجب أن تلعبه أي معارضة في أي نظام ديمقراطي. أمين محمد