برلين:قوبلت تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي دعا فيها إلى اعتماد مدارس ثانوية تركية في ألمانيا، بانتقادات شديدة في برلين.فقد قال خبير الشئون الداخلية بالحزب المسيحي الديمقراطي، فولفجانج بوسباخ في تصريحات لصحيفة 'كولنر شتات أنتسايجر'، 'لا أعتقد أنه من المفيد لقضية الإندماج أن نفتح مدارس ثانوية تركية في ألمانيا يتم التدريس فيها باللغة التركية'. في الوقت نفسه، اتهمت مفوضة ملف الإندماج بالحزب الاشتراكي الديمقراطي أيدان أوتسوجوتس، المسئول التركي بأنه يحاول اللعب بالمشاعر وقالت في تصريحات للقناة الثانية بالتليفزيون الألماني (زد.دي.إف) إن أردوغان يحاول أن ينكأ 'جرحا مفتوحا'. وأشارت أوتسوجوتس إلى أن 'الأشخاص المنحدرين من أصول مهاجرة غالبا لا تتم معاملتهم بطريقة عادلة في المدارس الألمانية' ولكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة أن يتعلم المهاجرون اللغة الألمانية من أجل تحقيق النجاح في المجتمع. كان أردوغان قال في تصريحات لصحيفة 'دي تسايت' الألمانية الأسبوعية نشرت أمس الأربعاء 'هناك مدارس ثانوية ألمانية في تركيا.. لماذا إذن لا توجد مدارس ثانوية تركية في ألمانيا؟'. وبرر أردوغان اقتراحه بوجود مشكلات لغوية لدى الكثيرين بين حوالي 7ر2 مواطن من أصل تركي يعيشون في ألمانيا وقال 'يجب في هذه الحالة أن يتعلم الشخص لغته الأم أولا، أي التركية ولكن للأسف هذا لا يحدث إلا نادرا'. وذهب أردوغان لأبعد من ذلك، حيث شدد على أهمية وجود نظام تعليمي بعد الثانوية، ذي طابع تركي في ألمانيا، وقال:'أرى أن هذا ليس رفاهية وإنما مساهمة من أجل تحقيق الإندماج'. وعقب بوسباخ على هذه التصريحات بالقول إن مثل هذا الاقتراح لا يدعم الإندماج ولكنه يساعد في بناء 'مجتمعات موازية'، مضيفا'من يرغب في العيش هنا بشكل دائم، عليه إجادة الألمانية حديثا وكتابة وأن يعمل مع الجيران الألمان من أجل تحقيق الاندماج'. وانتقدت المفوضة السابقة لشئون الاندماج في الحزب الاشتراكي، لالي أكجون، هذه التصريحات وقالت:'من يرغب في النجاح في ألمانيا عليه إجادة الألمانية، مشيرة إلى أن ادخال المدارس الثانوية التركية سيكون مسألة غير بناءة. جاءت هذه التصريحات قبيل الزيارة المقررة للمستشارة أنجيلا ميركل لتركيا الإثنين المقبل. تأتي الزيارة في وقت ظهرت فيه بعض الخلافات في الآراء بين برلينوأنقرة. وبعيدا عن مسألة المدارس التركية في ألمانيا، تطرق أردوغان خلال مقابلته مع صحيفة 'دي تسايت' إلى مسألة انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي حيث أكد أن تركيا لن ترضى بأقل من العضوية الكاملة في الاتحاد. كانت ميركل جددت مطلع الأسبوع موقفها الرافض لمنح تركيا عضوية كاملة في الإتحاد وروجت مجددا لفكرة حصول أنقرة ما يطلق عليه 'شراكة مميزة' مع الإتحاد. ورفض أردوغان هذا، وقال إن التعامل مع بلاده بهذه الطريقة 'غير صحيح'. تسعى ميركل خلال زيارتها لتركيا التي تستمر يومين تتوقف خلالهما في أنقرة وأسطنبول، إلى الترويج لفكرة الشراكة المميزة بديلا عن حصول تركيا على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي.