كيف ينظر الشارع إلى احتمال منع البرقع المرجح في بلجيكا؟ ردة فعل الشارع بالإجمال جيدة، ومن الضروري التذكير بأن منع البرقع في بلجيكا سيكون بقانون فدرالي يطبق على كامل التراب الوطني، يضاف إلى ذلك أن بلجيكا لم تشهد نقاشات عامة حول قضية البرقع ولم تشكل لجان لدراسة هذا الأمر، كما أن الجاليات المسلمة لم تعر هذه المسألة اهتماما كبيرا باستثناء مجموعات صغيرة عاجزة عن تشكيل حواجز أمام هذا المشروع. لقد حدث نوع من التفاهم حول البرقع بين الأكثرية، والتصويت المتوقع غدا مسألة محض إجرائية. والمناهضون للبرقع استندوا إلى قانون بلجيكي قديم يعود إلى القرن التاسع عشر يمنع أخفاء الوجه في الأماكن العامة، كما أن قوانين الشرطة لا تتساهل مع مرتديات البرقع في بعض المقاطعات.الجديد في الأمر هذه المرة هو مشروع منع البرقع بقانون فدرالي على كامل التراب البلجيكي. كيف تفسر غياب اهتمام الجاليات المسلمة في بلجيكا بهذا الموضوع؟ في البداية مسألة البرقع لا تعني إلا عدد قليل من النساء في بلجيكا. والجاليات المسلمة تركز جهدها على مسألة الحجاب في المدرسة التي تشغل الرأي العام والتي هي موضع نقاش. والضغط الذي يمارسه المسلمون كبير حول قضية الحجاب، فنحو 50 بالمائة من أطفال المسلمين يرتادون المدارس الخاصة وهذه المدارس متساهلة بشكل أو بأخر مع ارتداء الحجاب، أما الباقون فهم طلاب المدارس الرسمية التي منحت الحق في تسعينات القرن الماضي في سن قوانينها الداخلية الخاصة والكثير من هذه المدارس قرر منع ارتداء الحجاب، ومنذ سنوات يطالب المسلمون بحقهم بارتداء الحجاب في المدارس الرسمية. ما هي النقاط المشتركة وما هي نطاق الاختلاف بين التجربتين الفرنسية والبلجيكية؟ لا مجال للمقارنة بين التجربتين، فبلجيكا لم تشهد نقاشات حقيقية حول قضية البرقع. النقطة المشتركة قد تكون رفض غير المسلمين في البلدين للبرقع. لقد حصل في بلجيكا نوع من المساومة غير المعلنة بين السلطات والجاليات الإسلامية، فالأخيرة تتمنى أن يؤدي تساهلها مع إقرار قانون منع البرقع إلى إجبار الحكومة على التساهل في قضية ارتداء الحجاب في المدرسة. 30/03/2010