تونس:في اللحظات الأخيرة... ضغط على مكابح السيارة... وأنقذ نفسه من موت محقق... بعدما أرهقه التعب وغط في النوم للحظات... وهو يقود السيارة... هي إحدى الحالات التي كان المتسبب الرئيسي فيها نوعية جديدة من الأمراض تعرف باضطرابات النوم منها ما يسمى ب«hypersomnie» أي كثرة النوم آو تقطعات في التنفس أثناء النوم تصل حد الانقطاع عن التنفس للحظات.مثل هذه الحالة تدعمها الأرقام حيث يؤكد الدكتور محمد التركي أخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية وأخصائي في اضطرابات النوم أن ما يقارب ال 10 بالمائة من التونسيين تعرضوا لحادث أو كادوا يتعرضون له جراء اغفائهم للحظات أثناء القيادة. مثل هذه الاضطرابات في النوم لا يفهمها البعض لاعتقادهم أنها ناجمة عن ضغوطات الحياة اليومية. ولكنها حالات مرضية غالبا ما تبرر بمجرد سهو أو إرهاق انجرت عنه هذه الحالة غير أن الدكتور محمد التركي يوضح أنها قد تتسب في حوادث الطرقات لحالات عالجها وكان السبب الرئيسي في التفطن إلى المرض هي إمكانية وقوع حادث. وهي من الحالات المرضية التي تكون نتيجة اضطرابات في النوم سواء لكثرة النوم أو لتعرض الشخص لتقطعات في التنفس أثناء النوم في حين تصل هذه النسبة في فرنسا إلى ما يقارب ال 20 بالمائة. في مقابل ذلك يمكن التفطن إلى أن الشخص يعاني من نوعية معينة من أمراض النوم عبر تفطنه إلى شعوره باضطرابات خلاله وهو ما يعبر عنه احد المرضى الذي يخضع حاليا للعلاج بمركز الكشف عن أمراض النوم المستجدة حيث يوضح انه على امتداد 7 أشهر يعاني من تقطعات في النوم الأمر الذي دفع به إلى استشارة أخصائي في الأمراض العصبية ليتضح لاحقا انه يعاني من تقطعات في التنفس أثناء النوم تترجمها حالة الإرهاق المتواصل التي يعيشها يوميا،وتطلبت حالته استعمال الة لقيس النوم وضبطه التي ساهمت في تعديله وأصبح بالتالي ينام جيدا ولا يعاني مثل هذه الاضطرابات. أما السيدة «الفاسي» فقد تعرضت الى نوبة قلبية كانت سببا في اكتشاف انها مصابة بنوعية معينة من اضطرابات النوم بعد أن كان الكل يعتقد انها تعاني من اضطرابات في القلب.وبعد خضوعها للعلاج تلاشت هذه التقطعات عبر الالة التي تلازمعا طيلة فترات نومها. عن طبيعة هذه الاضطرابات التي قد تؤدي بحياة الإنسان لا سيما أسبابها وأعراضها، يوضح الدكتور محمد التركي أنه لا يمكن الجزم بوجود أعراض معينة تدل على أن المريض يعاني كثرة النوم أو تقطعات في التنفس أثناء النوم. وإنما يمكن التفطن إليها من خلال كثرة النوم في النهار والتعب المفرط أو عبر الحالات التي تحدث أثناء القيادة أو خلال العمل أو عند رصد العائلة لاضطرابات أو لسلوكيات معينة للشخص أثناء النوم وغالبا ما يكون المريض يعاني من زيادة في الوزن مما يسهم في تفاقم هذه الاضطرابات. وعلى ضوء هذه المواقف التي قد تحصل أو السلوكيات التي يتم رصدها يخضع الشخص للعلاج عبر استعمال آلة لتسجيل مدة النوم والتنفس بالليل ويوضح نفس المصدر أن هذه الآلة تمكن من استكشاف نوعية اضطرابات النوم التي يعاني منها الشخص ليخضع لاحقا للعلاج الذي يتطلب في بعض الأحيان عملية جراحية على الحنجرة او تحديد نوعية الآلات التي تتماشى مع طبيعة كل اضطراب. أما فيما يتعلق بتقطعات التنفس أثناء النوم فتستوجب عملية العلاج استعمال آلة اثناء النوم وتلازم هذه الالة المريض إلى أن يسجل انخفاضا في الوزن وبالتالي يسترجع نسقه الطبيعي في النوم، الامر الذي يخول له التخلي عن هذه الالة ويؤكد الدكتور محمد التركي أن 90بالمائة من الحالات التي يسجلها مركز استكشاف أمراض النوم تتعلق بتقطعات التنفس أثناء النوم وهي تعد من الحالات الأكثر انتشارا في صفوف التونسيين. الصباح