إسبانيا،قرطبة:اعتقلت الشرطة الاسبانية اثنين من المسلمين بعد مواجهة مع سياح مسلمين أرادوا الصلاة في مسجد قرطبة الكبير الذي جرى تحويله إلى كاتدرائية في القرن الثالث عشر، بحسب ما أعلنت اسقفية المدينة الواقعة جنوباسبانيا.وجاء في بيان للاسقفية اليوم الجمعة إن الحادث وقع الأربعاء عندما أراد ستة أشخاص من مجموعة من 118 سائحا مسلما الصلاة في المكان فاعترضهم الحراس و "دعوهم إلى مواصلة الزيارة أو مغادرة الكاتدرائية". وكان الأسقف ديمتريو فرنانديز جدد مؤخرا منع المسلمين من الصلاة في الكاتدرائية رغم مطالبة السكان المسلمين بتخفيف هذا الإجراء. اثر ذلك، استدعى الحراس الشرطة التي هاجمها السياح، بحسب البيان، ما أسفر عن جرح شرطيين اثنين وتوقيف سائحين اثنين. واتهم البيان السياح ب"افتعال" الحادث،مؤكدا أنه "لا يمثل حقيقة هوية المسلمين الذين يبدي الكثير منهم احتراما للكنيسة الكاثوليكية ورغبة بالحوار معها". تجدر الإشارة إلى أن الصلاة ليست ممنوعة داخل الجامع الذي تحول لكاتدرائية فقط، بل في الباحة الخارجية للمسجد، كما يمنع القانون الاسباني النطق بالأذان والقيام بأي مظاهر إسلامية فيه وبجواره، باعتبار أن جامع قرطبة الذي تحول لكاتدرائية يرمز "لتحرير الأندلس"، وعاصمته قرطبة، من سيطرة المسلمين حين تم إخراجهم من الإقليم قبل أكثر من 530 سنة، على حد زعمهم. ويرجع تأسيس المسجد إلى سنة (92ه) واستمر 250 عاما، عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة لملكهم، حيث شاطر المسلمون نصارى قرطبة كنيستهم العظمى، فبنوا في شطرهم مسجداً وبقي الشطر الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى عبد الرحمن بن معاوية شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تمّ هدمه من كنائسهم وقت الفتح.