لندن:اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الثلاثاء عن الدعوة لانتخابات عامة في 6 ايار/مايو في اشارة انطلاق لاحدى الحملات الاكثر تنافسا في العقدين الاخيرين بين المحافظين وحزب العمال الحاكم منذ 13 عاما.وصرح براون قبيل 11,00 (10,00 ت غ) بعد لقاء الملكة اليزابيث الثانية في قصر باكنغهام "وافقت الملكة على حل البرلمان وستجرى الانتخابات في 6 ايار/مايو".وفي كلمة موجزة بحضور وزرائه امام مقر رئاسة الوزراء في شارع داونينغ، كرر براون وضع الاقتصاد في صلب حملة حزبه. وصرح بان "بريطانيا على طريق الانتعاش ولا شيء نفعله يفترض ان يهددها"، مشددا على ادارته للازمة الاقتصادية التي اشادت بها عدة عواصم اجنبية. وقال "خذوا قرارات سيئة وستتأثر حياة مئات الاف الاشخاص". ولم تخرج بريطانيا من الانكماش الاقتصادي الا في نهاية العام الفائت، اي بعد الدول المتطورة الكبرى الاخرى بفترة طويلة، كما يبقى انتعاشها ضعيفا ومهددا بحجم العجز العام. وكان زعيم المعارضة المحافظة ديفيد كاميرون وعد قبل قليل "بانطلاقة جديدة" بعد 13 عاما من حكم حزب العمال، من بينهم 10 اعوام برئاسة توني بلير. ولفت كاميرون الذي حدث حزبا لطالما اعتبر شديد القسوة حيال الاقل ثراء، لا سيما في عهد المرأة الحديدية مارغريت تاتشر، الى ان هذه "الانتخابات هي الاهم منذ جيل". فلم تشهد الانتخابات العامة منذ 1992 هذا القدر من التنافس. واشارت الاستطلاعات الى تفوق محافظي كاميرون بهامش كبير في البداية بلغ حوالى 20 نقطة، لكنه تقلص في الاشهر الاخيرة ليقتصر على خمس نقاط واقل منها احيانا. واضافت الاستطلاعات الثلاثة الاخيرة التي نشرت الثلاثاء الى الحيرة السائدة. فافاد استطلاعان عن تفوق المحافظين بعشر نقاط على العمال (41% الى 39%) لكن الاستطلاع الثالث اكتفى بمنحهم تقدما من 3 نقاط، ونسبة 37%. وسيؤول فارق ضئيل كهذا الى برلمان "معلق"، مما يعني لا اكثرية مطلقة فيه، وذلك سيضع القرار الفعلي في يد الحزب الليبرالي الديموقراطي (يسار وسط)، الثالث في البلاد. وقال رئيس الحزب نيك كليغ الثلاثاء "حان الوقت كي يختار من يريد التغيير الفعلي امرا مختلفا". وللمرة الاولى في تاريخ البلاد سيتواجه براون وكاميرون وكليغ في مناظرات تلفزيونية تبث بالتصوير الحي. وفي تصميم على منع حزب العمال من تحقيق الفوز الرابع المتتالي في الانتخابات العامة ودخول التاريخ، يعتمد كاميرون على ديناميته وشبابه. ففي عامه ال43 سيكون في حال فوزه احد اصغر رؤساء الوزراء البريطانيين، الامر الذي ينوي استخدامه ضد براون المنغلق الذي يبلغ 59 عاما. وسيشكل الاستحقاق فرصة ممتازة لتجديد مجلس النواب، حيث لم يترشح حوالى ربع النواب. وسيسمح هذا التغيير اخيرا بطي صفحة فضيحة استغلال النفقات العامة التي طالت جميع الاحزاب. ويملك حزب العمال حاليا 345 مقعدا، ما يشكل اكثرية ب56 نائبا، مقابل 193 للمحافظين، من اصل 650 نائبا بالاجمال.