مصر:شهدت القاهرة أمس حملة اعتقالات ومطاردات واعتداءات واسعة ضد عشرات الشباب من اعضاء حركة السادس من ابريل والجمعية الوطنية للتغيير اثر تظاهرهم امام البرلمان مطالبين بتغيير الدستور، واستعانت الداخلية في أول مواجهة مع أنصار البرادعي بشرطة نسائية.وتحول وسط القاهرة لمنطقة عمليات عسكرية وكر وفر بين الحالمين بالتغيير من جهة والشرطة المصرية.وفشل العديد من المواطنين في الوصول لعملهم بسبب الإختناق المروري الناجم عن الدفع بأعداد هائلة من عناصر الشرطة في الشوارع، كما أصبح خروج المواطنين من محطات قطار الانفاق بوسط المدينة شبه مستحيل. كما طوقت الشرطة نقابات المحامين والصحافيين والمهندسين والأطباء وحالت دون وصول أنصار البرادعي لهناك. ونزل اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن العاصمة بنفسه على رأس فريق من كبار القادة الأمنيين لتوجيه رجال الشرطة في التعامل مع نشطاء المعارضة، ووصل عدد اللواءات والعمداء في جولة العمل الميداني الى ما يزيد على خمسين قياديا من بينهم اللواء عبد الجواد أحمد عبد الجواد حكمدار العاصمة واللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، لمتابعة الحالة الأمنية. وبدا واضحاً للوهلة الأولى أن أوامر من قمة النظام أصدرت تعليمات مشددة بإفشال تظاهرة الأمس بأي مقابل. وقرر العديد من أصحاب المحلات التجارية اغلاق محلاتهم بسبب ندرة الزبائن الذين آثروا البقاء في منازلهم. وفرضت الأجهزة الأمنية طوقًا أمنيّا مشددا على مداخل ميدان التحرير ومخارجه وشارعي القصر العيني وكورنيش النيل، وقامت بتوقيف العديد من المواطنين، ومنعهم من الوصول إلى مقارِّ عملهم؛ بدعوى 'إجراءات أمنية'. وقد فشل معظم الراغبين في المشاركة في المظاهرة التي دعت لها حركة 6 أبريل في الوصول لنقابة الصحافيين وميدان التحرير ولاحقت الشرطة فلول المتظاهرين بين عمارات وسط المدينة. وشهدت شوارع القصر العيني وطلعت حرب وعبد الخالق ثروت ورمسيس عمليات اختطاف لنشطاء المعارضة منذ صباح أمس. وفي سياق متصل أعلنت جبهة الدفاع عن متظاهري مصر والتي ينضوي تحتها 36 جمعية حقوقية، أسماء المقبوض عليهم من المتظاهرين، ووصلت 'القدس العربي' نسخة بالأسماء وهم: مصطفى الشامي، روماني صومائيل جبرائيل، محمد عبد المجيد محمود، خالد عز الدين، إسلام محمد، محمد سيد جمعة، أحمد محمد حسن حميد، مصطفى ماهر، أحمد محمد معوض سعد، محمد يحيى، محمد مهدي عبد المقصود، محمود دهشان، شهاب عبد المجيد، شريف عبد المنعم، محمد فتحي، هاني الجمال، أحمد نجيب سيد، حامد سامي، أحمد إبراهيم، محمد سعد الله، عربي كمال فرغلي (محام)، الحسن عقيل، أحمد عبد المنعم عبد المنعم، يوسف عماد يوسف، أحمد عيسوي نصر، محمد ناجي، محمد عود، خالد محيي الدين، عبد الحميد مدحت عبد العظيم، سمير جاد الحفناوي، إيهاب أحمد مصطفى، محمد عبد السلام، عبد الله طاهر، وائل عبد الرحمن، طارق رأفت الدويري، محسن رشاد، محمد زغلول عطا، نادر سعد عبد العاطي، شادي فكري حسن، أحمد خيري، وسام عطا، جانت عبد العليم، تامر عبد الوهاب، أحمد عبد الوهاب، محمد أحمد محمد، محمد أحمد عبده، أحمد محمد أسامة، حامد محمد، محمود مصطفى، عبد العظيم إسماعيل، محمود سامي، عمرو أسامة، سليمان عوني، أحمد المرغني، شريف محمد، محمد شكري، ياسر محمد مصطفى، عبد الله يحيى سعد، حسيني صلاح حسيني، محمد سامي علي، محمود حازم محمد، محمود ياسر، طه العيسوي، أحمد دومة، طارق أبو العلا، إسلام أنور محمد، أحمد شوقي إبراهيم، علاء محمد علي، عبد الرحمن سيد عبد المجيد. وحتى الثالثة من ظهر أمس كان رجال من عناصر الشرطة السرية وجنود الأمن المركزي يحاصرون أيمن نور زعيم حزب الغد وعددا من أنصاره داخل مقر الحزب بميدان طلعت حرب بوسط القاهرة. وفشل نور في الخروج لميدان التحرير من اجل المشاركة في المظاهرة لمدة ست ساعات ظل محاصرا خلف أبواب مقر حزبه وحينما أصر على الخروج اشتبك هو وأنصاره مع عناصر الشرطة.. وبصعوبة بالغة تمكن من الخروج عدة أمتار حيث عقد مؤتمر صحافي أمام مقر الحزب بميدان طلعت حرب، وأعلن عن خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتوجه أنصار نور إلى ميدان التحرير للمشاركة في فعاليات وقفات 6 أبريل إلا أن قوات الأمن اعتدت على نجله الأكبر نور وعضوين آخرين من أنصاره، وحاصرت ميدان طلعت حرب. وطلبت قوات الأمن من أيمن نور عدم التحرك غير ان أنصاره تجمعوا مجدداً وهتفوا 'مصر هتفضل غالية علينا' و'حسبنا الله ونعم الوكيل'، واشتبكوا مع الأمن. وصعد الدكتور أيمن نور إلى مقر حزب الغد، مشيراً لأنصاره بأن يلزموا المقر والا يبرحوه وأن يمنعوا أي عناصر أمنية من الدخول. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' قال إن النظام الذي اعتدى علي أنا وإبني وأنصاري كشف اليوم عن أنه لايعرف سوى لغة الهراوات كما كشف عن مدى ذعره من الرغبة العارمة التي تجتاح المصريين الذين باتوا يدركون انه ما من بديل للنجاة من مستقبل محفوف بالمخاطر إلا بالخلاص من نظام الحزب الحاكم'. أضاف 'الصورة بدأت تكشف النقاب عن أن النظام مدرك بأنه بات يحظى بكراهية واسعة وانه ما من سبيل أمامه إلا أرهاب الجماهير كي يستمر في الحكم'. وقد بلغت حالة الإستنفار الأمني مداها أمام مجلسي الشعب والشورى حيث قرر المتظاهرون نقل التظاهرة أمام البرلمان. فقد اعتدت أجهزة الأمن المصرية على النشطاء السياسيين المشاركين في مظاهرة المطالبة بتعديل الدستور. واختطفت العشرات دفعة واحدة ومنعت المصورين والصحافيين ومراسلي الفضائيات من الاقتراب من المجلس، واختطفت كاميرات مصوري عدد من الصحف، ومنعت 'الفضائيات' من الاقتراب لمسيرة مائتي متر عن البرلمان مما دفع بعض المراسلين للبحث عن ملاذ آمن لمتابعة عمله فوق اسطح بنايات القصر العيني. واعترف أحمد ماهر احد قياديي 6 ابريل بنجاح الامن في توجيه عدد من الضربات لنشطاء المعارضة أمس وقال 'لقد منع الأمن كل المجموعات والنشطاء من التوجه إلى مجمع التحرير للتظاهر؛ ولذلك قمنا بنقل المظاهرة إلى مجلس الشعب من أجل الإلتحام بنواب المجلس من كتلتي المعارضة والمستقلين لتقديم طلباتنا التي تتركز في ضرورة تغيير الدستور. وكان عدد كبير من المحامين بدأوا التجمع أمام مقر نقابتهم بوسط القاهرة للانطلاق في مسيرة إلى مجلس الشعب، لكنهم فوجئوا بعناصر الأمن تدحرهم للداخل وتحول بينهم وبين الخروج لشارع رمسيس. وفي الاسكندرية أجهضت قوات الأمن امس وقفةً احتجاجيةً نظَّمتها حركة شباب 6 إبريل بالإسكندرية ضد تمديد قانون الطوارئ، والمطالبة بتعديل مواد 67 و77 و88 من الدستور، واعتقلت 5 منهم بعد الاعتداء عليهم، منهم طالبة بالجامعة. وقامت الشرطة باحتلال ميدان المحطة منذ الصباح الباكر لمنع الوقفة الاحتجاجية التي كان من المقرر تنظيمها في ميدان محطة مصر من قبل نشطاء من مختلف القوى السياسية متمثلين في 6 أبريل وحركة كفاية، ولجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية وتم إلقاء القبض على بعض الناشطين. وفي محافظة كفر الشيخ تظاهر نحو 2000 طالب من الجامعة كفر الشيخ للمطالبة بإلغاء قانون الطوارئ، وكذلك بسبب فصل 9 من زملائهم طلبة كلية الهندسة لمدة شهر؛ وذلك على خلفية مظاهرات الطلبة الأسبوع قبل الماضي من أجل نصرة الأقصى. القدس العربي 4/6/2010