أجمعت معظم الصحف البريطانية على أن زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار كان الألمع في المناظرة التلفزيونية التارخية -التي أجريت البارحة والتي ضمته بجانب زعيمي حزبي العمال والمحافظين- بالرغم من كونه الأقل شهرة، وأنه تمكن باستمرار من حشر منافسيه الاثنين الآخرين في الزاوية.والتقى قادة الأحزاب البريطانية الرئيسة الثلاثة وهم زعيم حزب العمال غوردون براون وزعيم حزب المحافظين ديفد كامرون وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ في أول مناظرة تلفزيونية تنظم في البلاد. ووصفت بعض الصحف البريطانية المناظرة التلفزيونية التي أجريت في مانشستر البريطانية بأنها مناظرة تاريخية، وتكتسب أهميتها لكونها تأتي قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات العامة في البلاد. وتواجه قادة الأحزاب الثلاثة في المناظرة التي بثت على الهواء مباشرة واستمرت لتسعين دقيقة من النقاش الساخن وتابعها أكثر من ثلاثين مليون مواطن بريطاني في سبيل اختيار الأفضل لقيادة البلاد عبر السنوات الأربع القادمة. كليغ الفائز فقد أشار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بوبيولاس" لصالح صحيفة تايمز البريطانية إلى أن 61% من المستطلعة آراؤهم أجمعوا على أن كليغ كان الفائز على منافسيه، ذلك في مقابل 22% لكامرون و17% لبراون، حيث استطلعت آراء أكثر من ألف شخص بعد انتهاء المناظرة. كما عبر 41% من المستطلعة آراؤهم عن رغبتهم في أن يصبح كليغ رئيسا للوزراء في البلاد، في مقابل 36% لصالح كامرون و23% لصالح براون. وأما صحيفة ذي غارديان البريطانية فقالت إن زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار تمكن من استغلال الفرصة والمناسبة أحسن استغلال، وإنه استطاع تقديم نفسه في المناظرة التلفزيونية على أنه البديل الأفضل للحزبين اللذين وصفتهما بالقديمين والتعبين. ومضت ذي غارديان إلى أنه بينما قدم كليغ أداء رائعا ولافتا في المناظرة التاريخية، ظهر براون بمظهر العدواني وغير القادر على الرد، حيث تألق الزعيم الديمقراطي الحر في مناقشة قضايا تتعلق بالإصلاح الديمقراطي في البلاد ونظامي الضرائب والرعاية الصحية الموروثين. تقاذف الكرة وأوصى كليغ الناخب البريطاني بأن لا ينخدع بالقول إن الخيار الوحيد أمامه محصور بين حزبي العمال والمحافظين اللذين بقيا يتقاذفان الكرة على مدار خمس وستين سنة ماضية وهما يطلقان نفس الوعود وينكثانها. من جانبها قالت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إن كليغ تمكن من قطع شأفة زعيمي الحزبين الآخرين، وإنه تمكن عبر المناظرة التلفزيونية من كسر حاجز احتكار حزبي المحافظين والعمال للسلطة في البلاد على مر السنين. ومضت ذي إندبندنت إلى أن كليغ تمكن على مدار التسعين دقيقة من الرد على ما سمته لكمات براون وكامرون لكمة بلكمة. وأشار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "كومريس" لصالح محطة "آي تي في" التلفزيوينة إلى أن 43% من المشاهدين يعتقدون أن كليغ فاز بالمناظرة في مقابل 26% لصالح براون و20% لصالح كامرون. وأما صحيفة ديلي تلغراف البريطانية فنسبت إلى زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار السابق اللورد آشدون قوله إن أداء كليغ غير من طبيعة وآلية الانتخابات البريطانية المقبلة. العدالة والإنصاف وقالت ديلي تلغراف إن كليغ قدم نفسه للمشاهدين بوصفه صوت العدالة والإنصاف، وإنه تحدى منافسيه الآخرين بكونه أكثر صدقا وأمانة مع الشعب البريطاني. وبينما انتقد كليغ خصميه وقال إنهما يمثلان سياسات قديمة، قدم نفسه على أنه يطرح شيئا جديدا على الناخبين البريطانيين. وفي حين وعد براون البريطانيين بالازدهار، ووعدهم كامرون بالتغيير، وعدهم كليغ بالعدالة والإنصاف عندما سيختارون الأفضل في السادس من مايو/أيار المقبل. ومن المقرر أن يتواجه زعماء الأحزاب الرئيسة الثلاثة مرة أخرى في 22 و29 من الشهر الجاري، لمناقشة ملفي الاقتصاد والسياسة الخارجية، بعد أن ناقشوا أمس ملف السياسة الداخلية للبلاد.