جورسلم بوست 23/4/2010 ( الأكثر قراءة ) جونثان سباير" باحث في مركز هرتسيليا" مرت أربع سنوات على فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي، وثلاث سنوات على استيلائها على السلطة. من المتوقع أن يستمر الانقسام، ويستمر معه تجميد المسيرة السلمية قال القائد الحمساوي صلاح البردويل هذا الأسبوع: " إن المصالحة مجمدة، كما أن الاتصالات مع مصر مجمدة أيضا ، وبقي التنسيق مع مصر في إطار تنسيق حالات سفر المرضى عبر معبر رفح. وأكد رئيس الحركة خالد مشعل ذلك في حديث له في دمشق ، وأشار إلى الضغط العربي على حماس لتعترف بشروط الرباعية ، وتعترف بإسرائيل، وكررت حماس رفضها، وقال إنها لن تخضع لأن الله معنا، وهو الذي سيجلب لنا النصر . هذا يشير على عدم وجود رغبة لإنهاء الانقسام ، وفي المقابل تسعى حكومة غزة وحكومة رام الله لتثبيت دعائمهما. وفي مقابل صعود حماس في غزة، وشعبيتها في الضفة الغربية، فإن فتح تعاني من التراجع، ولم تتمكن من إعادة تشكيل الحركة بعد ما لحق بها من هزيمة عام 2006، وظلت الحركة منقسمة بين الفساد وبين الشللية . وبقي المفتاح الرئيس في الضفة هو سلام فياض، وهو ليس عضوا في فتح، ولم تنجح حكومته بقوة فتح، لأن الذي أعانه هم الغربيون بدعمهم المالي، والجنرال دايتون بدعمه العسكري، وليس له تيار سياسي قوي ، كما أنه بعيد عن الثقافة السياسية الفلسطينية، على الرغم من إنجازاته اليومية التي تتعلق بالحياة اليومية في الضفة الغربية وهي لا تخفى على أحد، فإن إمكانية بقائه أمر غير مضمون. يسود الاعتقاد بأن فياض بدون قوات دايتون وقوات جيش الدفاع، فإن الضفة يمكن أن تسقط في يد حماس ، كما حدث في غزة . قال الدبلوماسي المخضرم يزيد صايغ: تعتمد الحكومتان في غزةورام الله على الدعم الخارجي، فميزانية فياض 2،5 مليار دولار نصفها من الدعم الأجنبي ، كما أن ميزانية حماس 450 مليون منها 480 مليون تأتي من إيران، لهذا فإن بقاءهما مرهون بالمصالح للدول الأجنبية. لهذا فإن الصدع في الحركة الوطنية ناتج عن استراتيجية خارجية تقوم على مبدأ الحرب الباردة، ومن المتوقع استمرار هذه الحالة مدة طويلة . إن الشرق الأوسط منقسم بين مجموعة أحلاف تتبع أمريكا والغرب ، وبين تيار المقاومة الإيرانية المكون من مجموعة دول وتنظيمات. إن حماس قادرة على الاحتفاظ بغزة، وفق مشيئة إيران، مادام (جيب) غزة يخدم المصلحة الإيرانية ويجعل طهران مؤثرة في قرار السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وهذا يعطي إيران غير العربية نفوذا وسط الجماهير العربية. إن الغربيين معنيون بالنزاع العربي الإسرائيلي، ومعنيون بأن يتركوا بصماتهم ونفوذهم في السياسة الفلسطينية، وفياض يروق لهم، ولكن الفلسطينيين لن يرضوا بذلك . والسلطتان تقومان بدور مختبرات التحليل للدول الراعية لهما، وتقوم بعمل دعاية لمبادئها ، فغزة لها توجهات مقاومة إسلامية مسلحة ضد إسرائيل حتى النهاية، وسلطة رام الله – وفق الصايغ- وهي الأقل تمثيلا وشعبية تقف إلى جوار الغرب وتزعم قبولها بالمفاوضات كحل استراتيجي. إن مجال الفخر لقائد منظمة التحرير ورئيس فتح ياسر عرفات كان إنشاءه لسلطة فلسطينية وطنية مستقلة لا تخضع لأية قوة خارجية، وهذا لم يعد موجودا اليوم. إن الصدع أحدث تغييرا جذريا في السياسة الفلسطينية، مما أوجد مفاهيم جديدة فيما يتعلق بالصراع في المنطقة ، وهذا أصبح مفهوما ومعروفا في إسرائيل والعالم الغربي . يحظر الاقتباس بدون ذكر المصدر