بقلم الحبيب بوعجيلة الفجرنيوز (1) أخفى رقعته حين رأى العسس يقتربون ...وكانت رقعته من حلفاء القرية ...وكانت القرية التي فيها حواريوه خاوية على عروشها ...وكانت رقعته مكتوبة بالخط الذي كان بالحبر الذي كان من دم جده..وكان الكلام الذي في الرقعة ينضح بقيح الفجيعة ... (2) "ويحكم" قال" ...ويحكم هذا سامريهم ينفخ في العجل الذي قده من حلي حرائركم...وهذه نعالكم مخلوعة في غير واديها المقدس.... ويلكم قال ..ويلكم هذه رؤوسكم ما شدها احد حتى تصحو من غربة تيهها في نعاس الغيبة ....آه يا نومكم....صاح ....آه يا نومكم ويا ظلام كهفكم ...كسدت عملتكم ...وورقكم البائد لن يأتيكم بأرزاق سلبها منكم الاغيار ...آه يا دماءكم المتفرقة بين القبائل ولا دية ولا قصاص ولا هم يعدلون ...آه يا انكسار عصاكم لم تعد تلقف ما يأفكون ...يا تعسها لم تعد تفلق بحرا ووراءكم من اخذ كل مراكب أهلكم غصبا ...آه يا وهن عصاكم ما عادت تخرج من الصخر ماء وانتم إليه ضا مئون ..كسر الزمن عصاكم فلا انتم تتوكئون ولا انتم تهشون ...يا هوانكم على الناس وانتم من طائف إلى حائط ولا بدر في سماء هزائمكم ...ولا رجل يسعى إليكم من أقصى المدائن أو هدهد يأتيكم بعرش أو خبر ...يا ويلكم أخذت الجبال عنكم الأمانة ونزل المرابطون وراء ظهوركم تركوكم للعراء...يا ويحكم ألقاكم إخوتكم في الجب وأكلكم الذئب فعلا وارتفعت قمصانكم وعليها دمكم المتقدم في الأرض ولا عويل ولا هم يندبون ...يا غفلتكم قلمت أظافركم خنصرا بنصرا وانكسرت السبابات في أغمادها وفقأت الوسطى أعينكم وحشرتم بين الأمم عميانا ..." (3) أخفى رقعته حين رأى العسس يقتربون ...ثم بسط ذراعيه بالوصيد ونام بعد أن ضرب الليل على آذان أصحابه ولما تنفس الفجر سار وحيدا في طريق الآلام وحده يحمل صليبه فوق كتفيه ...