استطاعت المعارضة المغربية في الماضي، خاصة اليسارية منها أن تحقق لشعبها الكثير من المكتسبات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. كما أنها كانت تحظى برصيد شعبي كبير وكانت بصدق خير معبر عن طموحات ومال الشعب المغربي في التنمية والتقدم والازدهار. لكن الآن هل مازالت المعارضة المغربية اليوم تتمتع بنفس الرصيد ؟ لا فاليوم صورة المعارضة المغربية مهتزة وغير واضحة في الأذهان / فكيف نطلق صفة المعارضة على حزب يدعم الحكومة؟ وكيف نفهم تحالف حزب معارض مع حزب في الأغلبية الحكومية.؟ بالله عليكم هل نحن خارج التاريخ ؟. أم نحن لا ينطبق علينا مفاهيم علم السياسة؟ بعدما كانت المعرضة تقود المعارك بوزارة اجنحتها النقابية والجمعوية والثقافية اليوم المعارضة تبارك التوجهات الرسمية وتدافع عنها بكل استماتة بكل واقعية ، المعارضة المغربية الحالية لم تستطع ان تملا الفراغ الذي احدثته المعارضة القديمة خاصة منها الاتحادية بالرغم من توفرها على اجنحة نقابية وثقافية وجمعوية . لم تصل المعارضة الحالية إلى المستوى المطلوب فلازالت عالقة في خطابها الأخلاقي والتربوي( حزب العدالة والتنمية) ولم تطور بعد خطابها . حتى المعارضة غير الرلمانية ( اليسارية والاسلامية) لم تحقق شيءا يذكر للشعب المغربي بالرغم من توفر هامش من الحرية لم يكن متوفرا في السابق نتساءل لماذا لم تحقق المعرضة الحالية الكثير من مال الشعب المغربي؟ هل الأمر مرتبط بقلة التجربة؟ أم لقلة الأطر والكفاءات؟ أم أن الأمر يتعلق باشياء أخرى لم ندركها بعد؟ اقول بصراحة حتى الحركة الإسلامية التي تدعي أنها تملك الأغلبية الجاهيرية لم تتحرك بعد ولازالت مواقفها غامضة ، إذ لازال لم تنتقل بعد من الخطاب التربوي إلى الخطاب السياسي فما احوجنا اليوم إلى تكتل جماهيري يجمع الإسلاميين باليساريين لمواجهة التحديات التي يواجهها الشعب المغربي وهي بالمناسبة كثيرة . فاليوم لايمكن لأي طرف لوحده أن يواجه الأزمة فلابد من العمل المشارك وفق برنامج واحد لمساعدة الشعب المغربي على الخروج من عنق الزجاجة وتحقيق الكرامة والديمقراطية نورالدين علوش-المغرب