في اليوم العالمي لحرية الصحافة، ودعت صحيفتان يوميتان خليجيتان قراءهما معلنتين إغلاق أبوابهما بفعل رياح الأزمة المالية العالمية .وبعد محاولات مضنية للصمود، اضطرت صحيفة “أوان” الكويتية للتوقف عن الصدور أمس في حين ودعت “الوقت” البحرينية قراءها أمس وأعلنت توقفها من اليوم، نتيجة تداعيات الأزمة .وبعد عامين ونصف العام من الصدور، كان عدد “أوان” رقم 886 الصادر أمس آخر الأعداد، وأرجع رئيس تحرير الصحيفة الكاتب والمفكر الكويتي محمد الرميحي التوقف المفاجئ إلى أسباب اقتصادية، قائلا في مقاله الافتتاحي الأخير الذي اختار له عنوان “وقفة وداع”: بعد عامين ونصف العام تقريباً تتوقف “أوان” عن النشر لأسباب اقتصادية قاهرة، حاولنا في الفترة السابقة أن نقدّم عملا إعلاميا مهنيا ومتوازنا لخدمة شعبنا ومصالحه، واليوم لا ضرر ولا ضرار . وأضاف بالطبع في أثناء العمل اليومي المجهد تقع أخطاء، إلا أننا في فريق “أوان” حاولنا جاهدين أن تكون هذه الأخطاء محصورة ومعالجة وفي أقل ما يمكن، وأكد ان “وقفة الوداع هذه للقراء الذين تابعونا كل هذه الفترة، فكانوا الشريحة الواسعة التي ارتكزنا عليها لتقديم خدمة إعلامية مهنية تتطلع من عدة زوايا للعمل الإعلامي الدقيق تفسيرا لما يحيط بنا” . وقال “وقفة الوداع تقتضي شكر الزميلات والزملاء فرداً فرداً، الذين عملوا بجهدهم وتفانيهم في كل هذه الأيام والشهور، مقدمين أفضل ما لديهم من خبرة ومهارة، وإلى أولئك الذين اختاروا أن يشاركونا الكتابة والرأي سواء في الأعمدة أو صفحات الرأي . لكل هؤلاء أقدم الشكر والامتنان والتقدير الشخصي، راجيا للجميع مستقبلا في مسار الإعلام الواسع، طالبا منهم تفهّم هذه الظروف القاهرة التي جعلتنا نتوقف عن النشر ، لقد سعدت بمعرفة أناس لهم القدر العالي من المهنية والصدقية، وتشرفت بالعمل معهم، ولعل دروب المستقبل تفتح لهم آفاقا أرحب وأوسع” . واختتم بالقول “عملنا جميعاً على إصدار مطبوعة يعرف أهل الاختصاص أنها مهنية وموضوعية باحتراف كبير، إلا أن الله غالب على أمره، وداعا أيها الأحباب” . وتعتبر “أوان” ثاني صحيفة كويتية يومية للأسباب نفسها بعد “الصوت” التي توقفت بعد مايقرب من ثلاثة شهور فقط من صدورها في فبراير/ شباط من العام الماضي، وبعد شائعات ضربت أكثر من صحيفة وجدولة وتقليص أصابا بعض الصحف . وكانت معلومات تسربت عن توقف “أوان” في العاشر من الشهر الجاري ، إلا أن الحالة النفسية للعاملين فيها عجلت بالقرار . وفي البحرين، لم يكن أمام “الوقت” في عدد أمس رقم 1532 إلا القول في افتتاحية الاغلاق “أيها القراء . . شكراً ووداعاً”، وسيفرض هذا القرار نفسه على اجتماعات رسمية تشهدها المنامة، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د .ب .أ) لمناقشة مستقبل الصحافة المطبوعة في اليوم العالمي لحرية الصحافة . واعتبرت الوكالة قرار إغلاق “الوقت” ثاني أكبر صحيفة مستقلة في المملكة، أول اختبار حقيقي لجمعية الصحافيين البحرينيين المشكلة في ،2002 والاختبار لن يكون للجمعية وحدها، فالمتوقع أن يلجأ العاملون في الصحيفة اليوم إلى وزارة العمل لنيل رواتبهم ومستحقاتهم . التوقف هذه المرة سيطول إلى أمد غير معلوم بعد أن أعيت الحيل القائمين عليها وسدت كل السبل إلا المؤدي إلى الغياب . وفي الافتتاحية، الأخيرة أمس، ذكرت الصحيفة قارئها بأنها حاولت الحفاظ على استقلاليتها “لكن لا أحد في هذا البلد أو الوطن يريد أن تستمر جريدة وطنية مستقلة” . ووجهت الشكر “لكل أولئك الذين تعاملوا معنا في مختلف المجالات . وكنا نأمل أن تستمر هذه الجريدة ولو بمعجزة” . وحاولت الصحيفة في ختام الافتتاحية التخفيف عن نفسها وقارئها مؤكدة أن “هذا ما حدث في الدول الكبيرة والعريقة والغنية، فما بالك بما تواجهه الصحافة في دولة مثل البحرين ذات السوق الصغيرة توزيعاً واعلاناً والمنافسة شديدة بين 9 صحف يومية” . الخليج:الثلاثاء ,04/05/2010 الكويت - الحسيني البجلاتي، المنامة *التحرير: أكد الزميل الصحفي رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف التونسية في مداخلة له يوم الخميس 29 أفريل في باريس على هامش الندوة التي عقدت حول كتاب"مواطنون تحت الحصار" :أنه إضافة إلى وجود *مواطنون تحت الحصار، هناك أيضا إعلام تحت الحصار، بدليل أن هذا الكتاب موضوع الندوة لم يطبع في تونس، كما تناول واقع الصحافة المعارضة وحرمانها من الدعم والإشهار، والضغط المالي في كل الاتجاهات، في محاولة لاغتيال الرأي الحر. كما عرّج على هموم التوزيع وما يرافق هذه العملية من خنق وتضييق، إضافة إلى المنع المكشوف إلى الوصول لمصادر الخبر، وإقصاء الصحفيين المعارضين من حق الحصول على البطاقة الصحفية، كما أن الرقابة الإدارية باتت موجودة داخل محيط الجريدة، وأنها تشمل أيضا الصحفيين الأجانب، ليخلص إلى القول أن دورنا رغم كل هذه الهموم هو إعادة الكرامة للإنسان، والوعي بأن المواطن المشرد هو ثروة معطلة، خسرتها وتخسرها تونس. *مواطنون تحت الحصار هو كتاب صدر حديثا عن واقع الحصار للمسجاين السياسين المسرحين في تونس.