بقلم:الكاتب الصحفي/ محمد العزبي* لم يسمع اتحاد الصحفيين العرب عما يجري في بلاد العرب. مكتفين بتوجيه التحية للحكام. وتقديم النياشين لمن يتربصون بالكتاب. لم يخجلوا عندما نصبوا من "تونس" وحاكمها نموذجا للحريات.. ولن يتوقفوا عن مديح كل سجان. تصورت انها مجاملات أو توازنات.. ولم أشأ أن أذكر منحة السيارات المرسيدس من "صدام" لرؤساء تحرير الصحف المصرية. التي تحولت إلي بناء مدينة سكنية للصحفيين في الأردن.. وقد قبل الصحفيون الهدية.. لم ينقذهم من دفع ثمنها مقالات مدح و تأليه. إلا تغير الظروف وقيام الحروب وتبدل الحال. فقيل انه -لسخرية الأقدار- كان الهجوم علي الطاغية "صدام" يكتب في "المرسيدس" المكيفة. بعض هداياه! معذرة. فكلنا في الهوا سوا. غير أنه -علي الأقل- نبدي اهتماما ونتخذ موقفا ولو بالكلام. مساندة لحرية الصحفي العربي. وإن لم نكن نملك أو حتي نرغب في رد.. فعلينا أن ندعو للطف فيه. دون ذكر ما لايخفي علي أحد من المحيط إلي الخليج. فقد أصبحت مطاردة الصحفيين بالسجن والمال عادة عربية.. يحدث في "الكويت" ما أثار الاستياء من القبض علي كاتب وصاحب الرأي بتهمة المساس بالذات الأميرية. وهي التي تؤدي للدعوة لقلب نظام الحكم. بصرف النظر عن أن الرجل مريض أجري عمليات في القلب. وأن اسمه "محمد الجاسم" وشخصه وأسرته معروفون للجميع. مما لا يوجب احتجازه إلا إذا كان القصد إرهابا وإذلالا ودرساً للآخرين. حتي عندما أضرب عن الطعام والدواء الضروري لحياته. لم يهتم به أحد. وظلت أسرته تناشد وابنته تتظاهر ولا يملك الجميع إلا أن يوجهوا دعوة لحضور مهرجان تضامني مع سجين الرأي "محمد عبدالقادر الجاسم" في "ساحة الإرادة" مقابل مجلس الأمة "الكويتي" تحت شعار "الحرية للجاسم". ليس غريبا في بلادنا أن يحدث هذا بعد أيام من عقد ندوة عن الحرية الاعلامية في دول الخليج العربي انتهي فيها المشاركون إلي أن الكويت هي الأولي في مجال الحريات علي مستوي الخليج!! وليس غريبا أن يأتي هذا بعد أسابيع من ترحيل عدد من العاملين المصريين في الكويت بمجرد أن فكروا في إبداء رأي في قضية مصرية.. فالحريات لا تتجزأ! وسوف يكون غريبا أن تهتم نقابات الصحفيين "إلا قليلا".. أما اتحاد الصحفيين العرب فجاهز بأوسمته لحكام الكويت. وصولاً إلي سجان "الجاسم" صاحب كتاب "شيوخنا الأعزاء"! أما استقالة "جمال خاشوقجي" رئيس تحرير جريدة "الوطن" السعودية فلها قصة أخري. لأنها لم تكن بإرادته. وليست لكي يتفرغ لأعماله الخاصة. كما جاء في بيان الصحيفة. وإنما عقاب له علي مقالاته ومواقفه من انتشار تيار التشدد الديني. استمرارا لنقده السابق للمفكر الإسلامي "ابن تيمية". وهو ما دفع ثمنه استقالته الأولي قبل أعوام. بصرف النظر عما يكتبه "خاشوقجي" السعودي أو "الجاسم" الكويتي فإن القضية هنا وهناك رأي يصادر ويعاقب عليه صاحبه.. بالسجن.. علي الأقل!