تنفس مختطفو ورهائن أسطول الحرية أمس، هواء الحرية التي نادوا بها لقطاع غزة، وردت عليهم “إسرائيل” بالقتل والتنكيل والرصاص الحي، فيما هددت تركيا بإعادة النظر في العلاقات مع “إسرائيل” إن لم تفرج عن الأتراك المختطفين فوراً، كما ربطت عودة العلاقات بإنهاء حصار غزة، بينما تواصلت حملة تنديد دولية وعربية بجريمة الحرب “الإسرائيلية”، مطالبة بمحاسبة مجرمي الحرب، وأعلن طاقم السفينة “ريتشل كوري” لكسر الحصار أنها ستصل خلال أيام إلى سواحل غزة، الأمر الذي حاول الاحتلال إحباطه بالتهديد والتدخل لدى الحكومة الأيرلندية، وبرره كبير مجرمي الكيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ب “مخاوف أمنية من تحول غزة إلى ميناء إيراني” . وأعلن الاحتلال الإفراج عن جميع النشطاء الذين اختطفوا من على متن “أسطول الحرية” استعدادا لترحيلهم، وزعم المتحدث باسم هيئة السجون ايرون زامير “لا يوجد أي معتقل في السجن”، مضيفاً انه تم نقل المعتقلين إلى مطار “بن غوريون” (اللد) أو إلى الحدود الأردنية . ووصل 126 من النشطاء العرب والمسلمين إلى الأردن أمس، ومنها طاروا إلى بلدانهم، ومن ضمنهم كويتيون وبحرينيون وسوريون وجزائريون وماليزيون وأندونيسيون . من جهتها، أصدرت أنقرة تحذيرا بأنها ستعيد النظر في علاقاتها مع “إسرائيل” إن لم تفرج قبل مساء الأربعاء، أمس، عن الأتراك المختطفين . وطالبت تركيا “إسرائيل” برفع الحصار عن غزة كشرط لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، وهددت بإعادة النظر في علاقاتها إن لم يفرج فورا عن مواطنيها، فيما تدرس وزارة العدل التركية إمكانية إطلاق ملاحقات قضائية بحق “إسرائيل” بعد الهجوم . وأوضح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو انه ابلغ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هذا التحذير أثناء لقائه بها الثلاثاء في واشنطن . وقال “ليس لأحد الحق في مقاضاة أشخاص اختطفوا من مياه دولية” . ودعا الأممالمتحدة للتحقيق، وانتقد بشدة احتمالات تحقيق “إسرائيلي” . وقال “نريد تحقيقا تفصيليا تجريه الأممالمتحدة في أعمال “إسرائيل” المارقة” . وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي، إن “إسرائيل” في طريقها “لخسارة صديقتها الوحيدة” في المنطقة تركيا، فيما تحدث أوباما عن “توفير المساعدات الإنسانية لشعب غزة من دون تقويض أمن “إسرائيل”” . في غضون ذلك، تتوجه سفينة تحمل نشطاء ايرلنديين وماليزيين إلى قطاع غزة ما قد يؤدي إلى انفجار أزمة جديدة . وجددت ايرلندا دعوتها “الملحة” بالسماح للسفينة ريتشل كوري بالوصول إلى غزة . وقال وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن “اكرر ندائي العاجل للحكومة “الإسرائيلية” حتى تسمح للسفينة الايرلندية بالمرور الآمن” . ودافع نتنياهو عن الحصار وقال انه سيظل مفروضا على القطاع “لمنع حركة “حماس” من تعزيز ترسانتها” . وأضاف “واجبنا هو تفتيش كل السفن التي تصل، إذا لم نقم بذلك فان غزة ستصبح ميناء إيرانيا، ما يشكل تهديدا فعليا للبحر المتوسط وأوروبا” . وتواصلت المواقف المنددة بالجريمة “الإسرائيلية” في مختلف أرجاء العالم، وشهدت السفارات الأمريكية و”الإسرائيلية” مظاهرات نددت بجرائم الاحتلال، ودعت إلى محاسبته ولجمه .