مهلا ايها السادة... فإسرائيل لم تخطئ ولم تتصرف بغباء حينما هاجم سلاح بحريتها قافلة الحرية التي تحمل مساعدات انسانية الى سكان قطاع غزة المحاصر على مدى ثلاث سنوات تخللها حروبا وحشية استعملت فيها العسكرية الاسرائيلية اسلحة محرمة دوليا ضد الانسان الفلسطيني.. فالهجوم في عرض البحر المتوسط وتحديدا في المياه الدولية، كان مدبرا ومخططا له سلفا من قبل أعلى المراكز القيادية في دولة الكيان الصهيوني.. وهو التخطيط الذي لا شك فيه ولا لبس بأنه ينسجم تماما مع العقلية الصهيونية.. وهو التصرف الطبيعي لدولة قامت بالاغتصاب والعدوان المستمر منذ اكثر من 62 عاما. متى اخذت اسرائيل في حسبانها المسائل الانسانية حتى نقول انها أخطأت هذه المرة في الهجوم على قافلة الامدادات الانسانبة ؟.. هي لم تخطأ ولا مرة واحدة عندما تتسبب في سفك دماء غزيرة من غير اليهود. وفي مجمل تاريخ اسرائيل الكثير من الدلائل الساطعة التي تثبت على ان آلتها العسكرية تتقصّد إرتكاب المجازر وكأنها ضرورة نفسية كي تستوي الشخصية الصهيونية التي تتسم فيما يبدو بمركّب النقص، ان هي لم تقم بالحروب وتبعث القتل والدمار في الجهات الاربع... ومن خلال فلسفة القتل هذه يريد مؤدلجو الصهيونية تعميم عقده التفوّق محل عقدة النقص لدى جمهور دولة اسرائيل المشبّع بثقافة عنصرية تتفجر عدوانبة ومعاداة لكل الانسانية. ان أقدام اسرائيل بالهجوم على القافلة الانسانية وهي تضم ناشطين من 40 دولة،ينسجم تماما مع معتقداتها وايمانها بالارهاب الذي ما حادت عنه يوما منذ ان بدأته من خلال عصاباتها المتعددة مثل "الهاغاناة"و "شتيرن" المشهورة والتي اخذت على عاتقها ارتكاب المجازر في البلدات والقرى الفلسطينية بغية تهجير سكانها عام 1948. انه اسلوب العصابات ذاته.. وهي اسرائيل ذاتها التي تضع نفسها فوق القانون منذ مجزرة دير ياسين وحتى مجزرة اسطول الحرية. انه التوحش الاسرائيلي المستمر والمنتشر كالوباء ، وهذه المرة ليس ضد الفلسطينيين والعرب وحدهم .. بل ضد البشرية جمعاء. لذلك قد آن الأوان لمحاصرة هذا التوحش المتمثل بدولة اسرائيل والقضاء عليه بضربة ضمير!! وما شاهدناه من مظاهرات غضب عارمة إنطلقت بعد العملية الاسرائيلية القذرة في الكثير من مدن العالم، فأننا نستطيع القول ان يقظة الضمير قد بدأت.