" لن ندير ظهورنا لغزة ولن نغمض أعيننا ..... لن نترككم يا أهل غزة حتى لو بقينا وحدنا..... فلتتوقف إسرائيل عن الأكاذيب التي اعتادت عليها فقد سئمنا كذبها.... تركيا دولة قوية في صداقتها وأيضاً في عداوتها... مصير القدس مرتبط بمصير إسطنبول، ومصير غزة مرتبط بمصير أنقرة ... حماس ليست منظمة إرهابية حماس حركة مقاومة مشروعة وصلت للحكم بالانتخاب" جملة من الرسائل الدبلوماسية المميزة من تركيا التي فرضت نفسها على عالم العمالقة الكبار ، رسائل إلى الدنيا كلها ، المجتمع الدولي المتواطئ والنظام العربي الصامت المتباطئ فضلاً عن الكيان الصهيوني الطرف الأساسي في أزمات المنطقة بل والعالم بأسره ، كلمات ومشاعر ، قرارات ومسئوليات ، أعمال وممارسات ، كم وددنا أن تنطلق من إحدى العواصم العربية خاصة مصر عقل وقلب العروبة والإسلام ، العالم اليوم يراجع تصريحات الأتراك باهتمام بالغ ، الكيان الصهيوني لمعرفة ماهية التعاطي التركي مع جريمته البشعة ، شعوب العالمين العربي والإسلامي الذين باتوا ينظرون لتركيا كقيادة مقبولة ومطلوبة بل وقادمة للمنطقة بعد فقدان الثقة في أنظمة الحكم فاقدة الشرعية والشعبية ، المجتمع الدولي ليعيد حساباته وفقاً لمصالحه هنا أو هناك ، فمازالت القاعدة الثابتة " لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ولكن مصالح دائمة " هي التي تحكم سياسات الدول بعيداً عن الأفكار والأيدلوجيات ، لذا كانت الرسائل والكلمات تجمع بين العقل والعاطفة في آن واحد ، وكانت الفرصة في توظيف الحدث وإدارة الأزمة بما يحقق المزيد من المكتسبات والنجاحات بل ودعم العديد من العلاقات والصفقات ، تحدث أردوغان ليس بالأصالة عن تركيا بل بالنيابة عن 60 دولة تشعر بعضها بالضعف وبعضها بالخجل ، تحدث الرجل بلسان مئات الملايين من شعوب العالم التي لم تتاح لها فرصة توصيل ما تريد فكان أردوغان لسانهم وعقلهم بل وقلبهم ، الموقف التركي جاء متسقاً ومنسجماً مع العديد من المواقف السابقة وبخلفيات متنوعة ، إنسانية وسياسية وقومية ودينية وهو ما سبق أن أعلنه وزير الخارجية التركي والمفكر الاستراتيجي أحمد داود أوغلو حين قال : سيكون لتركيا دور فاعل ومركزي في كل مكان عاشوا فيه أو حكموه أو مروا عليه " تركيا صاحبة مشروع ؟ نعم ، فأين المشروع العربي ؟ وأين المشروع المصري؟ على المستوى الإقليمي والدولي ، لا مشروع ولا رؤية فالفشل منظومة واحدة ، كما أن النجاح والتميز هو أيضاً منظومة واحدة ، الموقف التركي سيكون له تبعات إيجابية كثيرة في تركيا وخارجها ، الموقف التركي سيمنح مزيد من الأمل لجموع المصلحين والمقاومين ومزيد من رفع الخجل عن المترددين ، دماء الشهداء لم ولن تذهب سدى فقد تحقق هدف أسطول الحرية والشهداء ، بانكشاف الغطاء الأخلاقي عن العصابات الصهيونية في فلسطينالمحتلة ، وفك بعض حلقات سلاسل الحصار ، والأهم هو وضع غزة وحقوق شعبها على الأجندة رغم أنف ما يسمى بالمجتمع الدولي ، والأمل كل الأمل هو استكمال توظيف الفرص ، بفك الحصار وإتمام المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني أملاً في توحيد الصف العربي لتحرير فلسطين كل فلسطين. *مدير المركز المصري للدراسات والتنمية