واشنطن:ربما يؤثر بطء التقدم العسكري الامريكي في قندهار معقل طالبان الافغانية تأثيرا كبيرا على جهود الرئيس الامريكي باراك أوباما للحفاظ على دعم الرأي العام الامريكي للحرب في أفغانستان.وكان أوباما قد أمر بمراجعة الاستراتيجية الامريكية في أفغانستان في ديسمبر كانون الاول وكان يعتمد على احراز تقدم في قندهار الاقليم الذي شهد مولد طالبان ليظهر أن ميزان الحرب يتحول وأن قواته تستطيع بدء الانسحاب في يوليو تموز عام 2011 كما هو مخطط. لكن الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان قال يوم الخميس انه بعد الدروس المستفادة في اقليم هلمند المجاور فانه يريد مزيدا من الوقت لتعزيز الدعم الافغاني لعملية قندهار وبناء الحكم المحلي والقدرة على انجاز المهمة. وقال مكريستال انه يتوقع احراز تقدم بحلول نهاية العام لكنه حذر من أن الايام القادمة ستكون "صعبة جدا جدا" وأن معدل التقدم في قندهار سيكون أبطأ مما هو متوقع. وسيصبح الحفاظ على التوازن بين الاولويات العسكرية وجدول الاعمال السياسي أصعب مع تزايد الضغط على الحكومة الامريكية لتلتزم بالموعد النهائي الذي حددته لنفسها لبدء الانسحاب بحلول يوليو تموز عام 2011 . وقالت ليزا كرتيس خبيرة الشؤون الافغانية بمؤسسة هيريتج البحثية ان أوباما بحاجة الى أن يظهر احراز تقدم بحلول ديسمبر كانون الاول لدعم حجته في استمرار التزام الولاياتالمتحدة وطلب مزيد من الوقت لتعزيز المكاسب. واستطردت قائلة "لكن اذا استمر الوضع كما هو عليه واستمر الجمود فان هذا سيكون أصعب كثيرا. سيخيم موعد الانسحاب على الاجواء بشكل أكثر وطأة." وكانت قندهار قد وصفت بأنها أساس تحويل دفة الحرب في أفغانستان لكن مسؤولين أمريكيين قالوا انه كان من الصعب حشد الدعم المحلي الى جانب اظهار أن الحكومة الافغانية ليست فاسدة ويمكن الوثوق فيها لتوصيل الخدمات للشعب الافغاني. وقال اليكس ثير من المعهد الامريكي للسلام انه في نهاية المطاف المعادلة ليست عدد المدارس التي يستطيع الامريكيون فتحها بحلول يوليو تموز من العام القادم أو عدد الكيلومترات من الطرق التي يستطيعون مدها ولكن ما هو وضع الحكم وهل يصدق الناس أن الحكومة الموجودة تضع في اعتبارها مصالحهم على المدى الطويل. وأضاف ثير الذي ينضم لادارة أوباما الاسبوع القادم للعمل في القضايا المتعلقة بأفغانستان وباكستان "هذا سؤال اجابته مفتوحة الى حد كبير." ومن بين عوامل الخطر الكبيرة كيفية تعامل الرئيس الافغاني حامد كرزاي مع قندهار حيث يعتبر اخوه غير الشقيق احدى الشخصيات السياسية البارزة هناك. ومن المقرر أن يعقد كرزاي في الاسابيع القادمة لقاءات جماهيرية مشتركة هناك مع مكريستال. وثارت الدهشة مطلع الاسبوع الماضي حين أقال كرزاي وزير الداخلية ورئيس المخابرات وهما عضوان بالحكومة كانا يتمتعان باحترام كبير في واشنطن وشعر البعض في الكونجرس بالقلق من هذا الى جانب بطء العملية في قندهار. وقال السناتور الديمقراطي تيد كوفمان "أعتقد أن هناك سببا للقلق بسبب هذا (بطء العملية العسكرية) والاقالة." وكانت العلاقات بين كرزاي والبيت الابيض شائكة وقبل زيارته لواشنطن الشهر الماضي دارت حرب كلامية بين الاثنين خاصة بعد أن أدلى الزعيم الافغاني بسلسلة من التصريحات المناهضة للغرب. لكن مسؤولين أمريكيين قالوا انهم يعتزمون الان الاحتفاظ بالانتقاد لكرزاي خلف الابواب المغلقة حتى لا تضر الخلافات الدبلوماسية بالانشطة في ميدان المعركة. وقال كرزاي خلال زيارته لواشنطن ان مسألة اخيه "تم حلها". وقال كيمبرلي كاجان رئيس معهد دراسة الحرب ان على الرغم من هذه التطمينات فان اخا كرزاي يعقد الموقف في قندهار وأن قوات حلف شمال الاطلسي يجب عليها ان تقوم بدور العازل بين السكان والحكومة. وأضاف كاجان "قائمة الشكاوى الاساسية للافغان هي أن الحكومة جشعة وهم بحاجة الى نظام قضائي والى أن يتمكنوا من أن يكون لهم رأي في كيفية تنظيم مجتمعهم." ومن بين المخاوف الاخرى التي تساور الشعب الافغاني موعد بدء الانسحاب المحدد بيوليو تموز 2011 وما اذا كانت الولاياتالمتحدة ستلتزم على المدى الطويل بمصالح البلاد. وقال السناتور الجمهوري البارز جون مكين عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ "أعتقد أن احدى اكبر المشكلات هي تصريح الرئيس بأننا سنرحل في منتصف العام القادم. هذا يثير درجة من التشكك بين حلفائنا ويشجع أعداءنا." ومن بين التحديات الاخرى التي تواجه الجدول الزمني لاوباما انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني حيث ينتظر أن يخسر حزبه الديمقراطي بعض المقاعد. غير أن العديد من الخبراء قالوا ان هذا سيكون في صالح أوباما لان الجمهوريين يميلون الى دعم جهود الحرب الافغانية اكثر من بعض الديمقراطيين خاصة الجناح الاكثر ليبرالية داخل حزبه. من سو بليمنج