قابس: مستثمرون من عدّة دول عربية يشاركون من 07 الى 09 ماي الجاري في الملتقى العربي للاستثمار السياحي والاقتصادي بقابس    الحماية المدنية تنبّه من الممارسات التي تساهم في اندلاع الحرائق    عاجل/ إعلام إسرائيلي: تم تدمير ميناء الحديدة في اليمن بالكامل    زغوان: رفع 148 مخالفة اقتصادية وحجز أكثر من 22 طنّا من السكر المدعم    بطولة الرابطة الأولى: برنامج الجولة الأخيرة لموسم 2024-2025    بطولة الرابطة المحترفة الثانية: ايقاف مباراة الملعب القابسي ومستقبل القصرين    الجمعية التونسية للزراعة المستدامة: عرض الفيلم الوثائقي "الفسقيات: قصة صمود" الإثنين    ثلاث جوائز لتونس في اختتام الدورة 15 لمهرجان مالمو للسينما العربية    انخفاض أسعار البطاطا في نابل بفعل وفرة الإنتاج والتوريد    عاجل/ بلاغ هام من الجامعة التونسية لكرة القدم    تداول صور "احتجاز" للنائب الليبي إبراهيم الدرسي تثير تساؤلات    عاجل/ البرلمان: تأكيد على ضرورة وضع حد للتدخّل الخارجي    المنزه السادس – أريانة : القبض على شخص من أجل السرقة من داخل سيارة وإرجاع المسروق.    قضية قتل المحامية منجية المناعي وحرقها: إدراج ابنها بالتفتيش    المؤتمر الدولي للسلامة بالرياض: التأكيد على الاستثمار في رأس المال البشري وفي إرساء مستقبل عمل لائق    وزير الاقتصاد والتخطيط في الكاف : لدينا امكانيات واعدة تنتظر فرص الاستثمار    آلام الرقبة: أسبابها وطرق التخفيف منها    محمد رمضان يشعل جدلا على طائرته    سعر "علّوش العيد" يصل 1800 دينار بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي.. تونس تتلقى هبة يابانية    عاجل - سيدي حسين: الإطاحة بمطلوبين خطيرين وحجز مخدرات    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    مجلس نواب الشعب : جلسة عامة غدا الثلاثاء للنظر في اتفاق قرض بين تونس والبنك الإفريقي للتنمية    عاجل/ رفض الإفراج عن هذا النائب السابق بالبرلمان..    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق واصابة مرافقه    تونس تحصد 30 ميدالية في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء منها 6 ذهبيات    المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة في زيارة عمل إلى تونس بيومين    في قضية مخدرات: هذا ما قرره القضاء في حق حارس مرمى فريق رياضي..#خبر_عاجل    دوّار هيشر: السجن 5 سنوات لطفل شارك في جريمة قتل    الهند توقف تدفَق المياه على نهر تشيناب.. وباكستان تتوعد    تصنيف لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع الى المرتبة 36    احتلال وتهجير.. خطة الاحتلال الجديدة لتوسيع حرب غزة    عاجل/شبهات تعرّض سجين للتعذيب ببنزرت: هيئة المحامين تُعلّق على بلاغ وزارة العدل وتكشف..    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    تقلبات جوية متواصلة على امتداد أسبوع...تفاصيل    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    البطولة الفرنسية : ليل يتعادل مع مرسيليا 1-1    بطولة مدريد المفتوحة للتنس للأساتذة: النرويجي كاسبر رود يتوج باللقب    العثور على جثث 13 موظفا من منجم للذهب في بيرو    سوريا.. انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف ب"الهاون"    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    رفع اكثر من 36 الف مخالفة اقتصادية الى أواخر افريل 2025    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع:عامر العريض رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة
نشر في الفجر نيوز يوم 18 - 12 - 2007

تمسكنا بالنهج السلمي حفظ تونس من التدحرج نحو العنف
تونس- اجرت الحوار: ياسمين صلاح
انتقد رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة التونسية المعارضة عامر العريض توظيف النظام التونسي للصراع الدموي الدائر في الجزائر بين الإسلاميين والحكومة للتحريض ضد الإسلاميين في تونس ورفض أي تمييز بينهم واعتبارهم أصوليين وقال بأن سياسة الاعتقالات الجماعية والتعذيب دفعت بتونس نحو الاحتقان السياسي والاجتماعي وأشاد العريض بتمسك حركة النهضة بالمنهج السلمي المدني وقال "كان لمصابرة الحركة وإشاعتها لثقافة النضال السياسي والشعبي في أوساط الشباب والصحوة الإسلامية فضلا كبيرا بعد الله تعالى في أن حفظ هذا البلد من التدحرج نحو العنف".
واختصر العريض المشروع السياسي لحركة النهضة في "النضال من اجل الحريات العامة كحق التنظيم والتفكير وحرية الصحافة والحريات الفردية كحرية التعبير والتنقل واللباس والتدين واحترام إرادة الشعب والتداول السلمي على خدمة البلاد وضمان تعايش سياسي ومدني بين كل التونسيين على اختلاف مواقفهم واستقلالية القضاء وحياد الإدارة ورفع وصاية الدولة عن المجال العام ووضع حد لنهب الثروات العامة، مع رعاية التوازن بين الفئات والجهات".
وحمل العريض أنظمة القمع العسكري في إشارة إلى النظام التونيس مسؤولية اندفاع الشباب نحو العنف وقال "من يدفع البلدان إلى المجهول هم أولئك الذين يحكمون بأدوات القمع العسكري والبوليسي ويزيفون الانتخابات ويفرغون العملية السياسية من كل محتوى ديمقراطي، وهو ما دفع ويدفع الناس إلى اليأس من التغيير السلمي ويدفع الشباب إلى المغامرات والأعمال غير المحسوبة المآلات".
وفيما يلي نص الحوار:
آفاق: حدثونا عن حركتكم وعن مشروعكم السياسي الذي تتمنون تحقيقه في تونس.
يمكن اختصار مشروعنا السياسي في النضال من اجل الحريات العامة كحق التنظيم والتفكير وحرية الصحافة والحريات الفردية كحرية التعبير والتنقل واللباس والتدين واحترام إرادة الشعب والتداول السلمي على خدمة البلاد وضمان تعايش سياسي ومدني بين كل التونسيين على اختلاف مواقفهم واستقلالية القضاء وحياد الإدارة ورفع وصاية الدولة عن المجال العام ووضع حد لنهب الثروات العامة، مع رعاية التوازن بين الفئات والجهات.
آفاق: هنالك من تحدت عن انحراف وقعت فيه حركة النهضة أبعدها عن المسار التي تأسست لأجله ما هي أسباب الانحرافات في نظركم، هل سببها أشخاص معينين؟
النهضة حركة إسلامية وطنية معتدلة مناضلة من اجل حرية هذا الشعب وتحرره ومن اجل المساهمة في الدفاع عن قضايا الأمة وتسلك في ذلك طريق الكلمة والنضال السياسي. ليست بالتأكيد معصومة عن الخطأ، ولذلك فقد قامت في مسيرتها التاريخية بمراجعات. وهي كيان مؤسسي تحكمه قوانين مدونة، تسهر على احترامها مؤسسات يعاد انتخابها دوريا. ولقد عقدت حتى الآن ثمانية مؤتمرات، وتداول على رئاستها وسائر مؤسساتها عبر الانتخاب الحر عشرات من القياديين نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لها والذي مازال يقبع في سجون السلطة منذ سبعة عشر عاما.
- -pagebreak- -!
آفاق: انتقدتم في وقت سابق التنازلات العقائدية التي قدمتها حركة النهضة لليسار الاستئصالي واعتبرتم ذلك كيلا بمكيالين.. أليس كذلك؟
النهضة لا تقدم تنازلات عقائدية عن مبادئها وليس هذا ما يطلبه الشركاء السياسيون والأمر يتعلق بخيار سياسي واضح لدى الحركة بالعمل المشترك وحرصها على التعايش مع المختلفين. أما الإستئصاليون فإنهم معادون للحرية والتعددية سواء أكانوا داخل السلطة أم خارجها، بقطع النظر عن اللافتة الإيديولوجية التي يلتحفون بها.
وأما مقولة اليسار فإنها تحتاج إلى إعادة تعريف اليوم: فهنالك من اليساريين من لم يستبق من تراثه الماركسي غير العداوة للدين والإقصاء للمخالفين، مرتدا عن جوهر ماركسيته، الحرب على الاستغلال والدفاع عن حقوق الفقراء المنهوبة، ليلقي بكل خبرته وجهده في خدمة نظام النهب الدولي الذي سلخ شبابه في النضال ضده، ويتحول الآن ملحقا من ملحقات أجهزة المخابرات. وهنالك من اليساريين الوطنيين من ظل وفيا لمبادئه التي آمن بها: الدفاع الحريات وعن العدالة الاجتماعية والتصدي لمؤسسات الهيمنة الدولية ووكلائها المحليين.
وعلى هذه الأرضية كان لقاؤهم طبيعيا ومنطقيا مع التيارات الإسلامية والقومية، مع قناعة مشتركة أن كل الحقوق والحريات ينبغي أن تكون للجميع دون تمييز ولا إقصاء، فكان العمل المشترك في هيأة 18 أكتوبر وفي منظمة المؤتمر القومي الإسلامي وفي منظمة الأحزاب العربية .
ولقد مثلت جبهة دعم المقاومة في فلسطين والعراق أرضية أخرى للقاء. وليست هيأة 18 أكتوبر حزبا سياسيا عقديا حتى يسعى فيه طرف لفرض معتقده على طرف آخر وإنما هي هيأة تنسيق بين منظومات فكرية متعددة يجمع بينها إيمانها بأن الحرية إما أن يناضل من أجلها الجميع لتكون للجميع أو لن تكون لأحد فيستمر الاستبداد القائم. ولقد استماتت ولا تزال جماعات الاستئصال والتشدد في السلطة والمعارضة من أجل فك عرى هذه الهيأة، كلّ لحسابه الخاص.
آفاق: هنالك من ينظر إلى حركة النهضة بنفس النظرة إلى ينظر فيها إلى الشيخ راشد الغنوشي، والذي يعيب عليه أغلب الملاحظين الكثير من التناقضات في الطرح والفكر. هل توافقون الرأي الذي رأى في راشد الغنوشي سببا في انحراف حركة النهضة عن مسارها الحقيقي؟
إذا كان المقصود أن للشيخ راشد الغنوشي كما لغيره منتقدون فهذا نعده أمرا طبيعيا أما القول بان "اغلب" الملاحظين كذلك فليس صحيحا بل على العكس من ذلك إذ أن اغلب مراكز الدراسات الجادة والشخصيات الفكرية تعتبر الشيخ الغنوشي صاحب أطروحات فكرية وسياسية واضحة وجريئة وهو من ابرز رموز الوسطية والاعتدال الإسلامي المناضل في العالمين العربي والإسلامي.
وعلى الصعيد الدولي هو داعية حوار وتصالح بين الديانات والحضارات ..وله أدبيات معروفة في هذا الصدد ومنها توثيق التواصل بين الإسلام والغرب. وشارك في مؤتمرات دولية مثل برلمان الديانات ومؤسسة القلم العالمية كما أسهم في تأسيس حلقة الأصالة والتقدم التي جمعت بين طائفة واسعة من المفكرين الغربيين والإسلاميين كما أسهم في تأسيس منظمة المؤتمر القومي الإسلامي..نعيد التأكيد أن حركة النهضة تحكمها مؤسسات منتخبة وليس فردا وان رئيس الحركة أيضا يتم انتخابه عن طريق الاقتراع السري في المؤتمر العام دوريا. ثم سيدتي من هؤلاء الملاحظين "الأغلب" حتى لا ينطلق سؤالك من تعميمات لا علاقة لها بالواقع..
آفاق: هل أجريتم إصلاحات في البيت الداخلي كما كنتم تطالبون؟ وأين يمكن لمس جوانب الإصلاحات في حركتكم وفي خطابكم السياسي وكيف تحاولون الخروج من العزلة الراهنة التي فرضها عليكم النظام التونسي؟
نعم النهضة تعقد مؤتمرات دورية لتقييم أداءها ولإحداث الإصلاحات الممكنة بعد كل دورة قيادية ونحن خرجنا لتونا من مؤتمر وطني عام "المؤتمر الثامن" حيث تم انتخاب المؤسسات القيادية والتوصية بالمزيد من إدارة الحوار الداخلي والتنسيق مع شركائنا (انظر البيان الختامي للمؤتمر) أما العزلة فابحثي عنها في الجهة المقابلة جهة نظام الحكم بسبب سياساته الانفرادية القمعية ورفضه العنيد الاستجابة لكل نداءاتنا وغيرنا للانفتاح وللإصلاح وتصميمه على مواصلة ما اعتاد عليه منذ نصف قرن من سياسة الحزب الواحد والتعويل المطلق على الأسلوب الأمني في إدارة كل الملفات.
آفاق: ما يعاب على الحركات الإسلامية الحالية أنها تميل إلى الحماسة على حساب العلم والحكمة. بالخصوص وانه في المغرب العربي يتم وضع الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر كدليل عدم حكمة وتجربة والاندفاع نحو المجهول؟ هل تؤيدون هذا الاعتقاد؟
الدعوة إلى حسن التخطيط في العمل دعوة مشروعة ولا شك ومفيدة وليست الحركات الإسلامية مبرأة من الخطأ، وليست هي أصلا كيانا واحدا يصح أن يصدر عليه حكم واحد، في الجزائر مثلا فان من أعطى إشارة الانطلاق للازمة الحادة التي حلت بها ليس الإسلاميين وإنما العسكر مدعوما بجماعات التطرف في الداخل ومن الخارج من بعض كبريات الديمقراطيات الغربية للأسف. فكان الانقلاب على صناديق الاقتراع جوهر العملية الديمقراطية بذريعة حماية الديمقراطية!! فمن يدفع البلدان إلى المجهول هم أولئك الذين يحكمون بأدوات القمع العسكري والبوليسي ويزيفون الانتخابات ويفرغون العملية السياسية من كل محتوى ديمقراطي، وهو ما دفع ويدفع الناس إلى اليأس من التغيير السلمي ويدفع الشباب إلى المغامرات والأعمال غير المحسوبة المآلات.
آفاق: هذا يقودني إلى سؤالكم عن نظرتكم للحركات الإسلامية القريبة من تونس، في الجزائر مثلا، وموقفكم من الأوضاع الأمنية التي عاشتها الجزائر منذ قرابة العشرين سنة الماضية؟
ما حدث في الجزائر لا يمكن إلا أن يتألم له كل إنسان ونحن نحب الجزائر ونحب شعبها ونعتقد أن الانقلاب على إرادة الشعب – كما ذكرنا- هو الخطيئة الأولى التي انجر عنها ما حصل ويحصل من كوارث ورغم أن سياسة الوئام الوطني التي جاء بها الرئيس بوتفليقة قد فتحت ثغرة في جدار اليأس إلا أنه قد تم إلى حد بعيد إفراغها من المضمون السياسي فتراجعت إلى حد كبير الآمال التي علقت عليها.
وكانت نقطة الضعف التي تسرب منها الخلل هو افتقاد المشروع للتوازن والعدل في توزيع مسؤوليات ما حدث، إذ تمت تبرئة الطرف الانقلابي بينما تم تجريم قيادة الجبهة وحكم عليها بالشطب السياسي النهائي، بينما هي الطرف المظلوم الذي سلب حقه، فكان جزاؤه العقاب وتبرئة الطرف المقابل واعتباره فدائيا ذب عن حمى الدولة ، وكأنه وصي عنها. ولقد ظهر ذبول مشروع الوئام الوطني واصفراره من خلال التدهور المتواصل في نسبة المشاركين في الانتخابات وللأسف. وكل ما نأمله لهذا البلد الهام أن يستأنف في حماسة وجرأة أكبر مشروع المصالحة الوطنية الذي بدأه مع الرئيس بوتفليقة.
آفاق: في تونس من يتخوف من تكرار التجربة الدموية الجزائرية؟
لا شك أن نظام الحكم لم يدخر وسعا في توظيف الكارثة التي حصلت في الجزائر من أجل تعقيم وشل فكرة التغيير في تونس وترهيب الناس وإخضاعهم منطلقا شرقا وغربا يحرض على الإسلاميين رافضا أي تمييز بينهم فهم جميعا سواء:أصوليون متطرفون إرهابيون، ولكن تيار التصالح بين الإسلاميين ودولهم من المغرب وحتى اندونيسيا لا يزال يحاصره ويسفه دعاواه.
لقد دفعت سياساته المعولة بشكل مطلق على الأسلوب الأمني والإقصاء لكل مخالف والاعتقالات الجماعية والمحاكمات الصورية والتعذيب البلاد نحو الاحتقان السياسي والاجتماعي وفي مقابل ذلك كان لتمسك النهضة بالمنهج السلمي المدني ومصابرتها على ذلك وإشاعتها لثقافة النضال السياسي والشعبي في أوساط الشباب والصحوة الإسلامية فضلا كبيرا بعد الله تعالى في أن حفظ هذا البلد من التدحرج نحو العنف.
آفاق: بمناسبة مرور عشرين سنة على جلوس بن علي على كرسي الحكم، تم الإفراج على بعض السجناء السياسيين، ولم يفرج على سجناء حركتكم.. لماذا في نظركم رفض النظام التونسي الإفراج على سياسيي حركة النهضة تحديدا؟ وكم عددهم؟ وما هي ظروف اعتقالهم؟
كل مساجين حركة النهضة مساجين سياسيين ومساجين رأي وليس لهم من تهمة غير التعبير عن وجهة نظر مختلفة عن نظام الحكم ونضال سياسي مدني من اجل الحريات والعدالة الاجتماعية وقد تم اعتقالهم في إطار حملة وضمن خطة استئصالية أعدتها أجهزة الدولة والحزب الحاكم على حركة النهضة والصحوة وكان شعارها تجفيف ينابيع التدين (وهي بالمناسبة تسربت ونشرت لاحقا ولم تنفها السلطة أبدا) وشملت بعد ذلك كل المعارضين الجادين والنقابين والطلبة وهيئات حقوق الإنسان. أما لماذا يفرج النظام عن هذا ولا يفرج عن ذاك فهي سياسة القطرة قطرة التي تعكس تشبثا بمنطق التشفي والانتقام الكريه وغياب الجرأة في اتخاذ القرارات السياسية الكبيرة التي تحتاجها البلاد والمتمحورة أساسا حول توفير شروط المصالحة الوطنية: حرية التعبير والتنظيم وإطلاق سراح المساجين السياسيين، وهي شروط الحد الأدنى التي التقت عليها حركة 18 أكتوبر.
آفاق: مع أن بعض الأخبار تكلمت عن وجود حوار بينكم وبين النظام لأجل إخراج الحركة إلى النور. هل هذا صحيح؟ وإلى أين وصلت المفاوضات إذا؟
كل المعارضة طالبت بالحوار الوطني حول أهم القضايا ولكن السلطة تمسكت بسياسة الانفراد ونحن مطالبنا هي مطالب بقية الإطراف وكل الشعب وهي الحريات وان لا تحتكر ثروات البلد من قبل فئة قليلة.
آفاق: لو فرضنا حوارا بينكم وبين النظام، فما هي مطالبكم التي لن تتنازلون عنها؟
لا يحق لأحد يحترم نفسه التنازل عن ضرورة احترام إرادة شعبنا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. إنها الحريات الأساسية للجميع.
آفاق: هل ترون في خروج حركة النهضة إلى العمل السياسي الكامل في تونس انفراجا سياسيا حقيقيا يفتح الباب لمعارضة شرعية؟
مثل هذه الخطوة تحتاج إلى جرأة ومبدئية تضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.
آفاق: أدانت العديد من الجمعيات الدولية لحقوق الإنسان النظام التونسي بارتكابه الكثير من التجاوزات غير الإنسانية بالخصوص ضد الناشطين السياسيين والحقوقيين. انتم جربتم سجون تونس كمعتقل سابق. حدثونا عن الظروف التي يعيشها السجناء السياسيين في تونس. وكم عددهم في نظركم؟
السجون في تونس أقبية للتدمير البدني والمعنوي للسجناء السياسيين ..إنها حفر للموت . والمشكلة أن الداخلين إليها في تزايد ورغم خروج الآلاف من سجناء النهضة فإنه لا يزال أكثر من عشرين من قياداتها ومناضليها في السجن، ولقد انطلقت خلال السنوات الثلاث الماضية موجة جديدة واسعة من الاعتقالات في صفوف الشباب المتدين تعرضوا لأقسى صور التعذيب وسوء المعاملة ولا يزالون، محالين تحت ذرائع واهية على قوانين الإرهاب لتسلط عليهم أحكام قاسية.
آفاق: في الجزائر يتم الحديث عن عودة محتلمة للجبهة الإسلامية للإنقاذ تحت اسم آخر. هل هذا يعني في رأيكم انفتاحا في السياسة الجزائرية عكس ما هو عليه في تونس، وما الذي يوجد في الجزائر ولا يوجد في تونس ليتم السماح بحركات إسلامية بالممارسة السياسية الحرة ولا يسمح بذلك في تونس؟
توجد في الجزائر وفي بعض البلدان الأخرى محاولات لتحريك الأوضاع نحو الوئام والمصالحات السياسية في حين تتسم الأوضاع في تونس بالجمود الكامل في عمل السلطة السياسية ولا تتحرك إلا عضلاتها الأمنية..
آفاق: عشرون عاما من الانغلاق الداخلي في تونس والقمع المباشر.. هل ترون في ترشيح بن علي لنفسه لعهدة أخرى " كارثة" كما وصفتها أحزاب المعارضة الأخرى في تونس؟
في تونس أزمة عميقة ولا شك وتحتاج إلى مبادرات وإصلاحات جوهرية وعاجلة
آفاق: سأعود إلى خطابكم السياسي. ما هي المطالب السياسية التي تطالبون بها بشكل أساسي في تونس كحركة شعبية واسعة؟ وهل تؤمنون بالديمقراطية في فكركم السياسي؟
منذ دخلنا الحياة السياسية في بداية الثمانينيات ظلت مطالبنا متمحورة حول مطلب الحريات، كما يجسدها النظام الديمقراطي الحديث الذي نرى التوافق كاملا بينه وبين ما تصورنا للإسلام ، وهو ما يجعل نظرنا لحكم الاستبداد في كل صوره ومسوغاته، العدو الأكبر والعقبة الأشد في طريق نهوض شعبنا وأمتنا، وأن كل إنجاز يبدو أنه قد تحقق في غياب هذا المطلب مثل معدلات التنمية إما هو موهوم أو هش، مهدد بالانهيار. وتجربة الأنظمة النازية والشيوعية السابقة شاهد.
آفاق: حدثونا عن رأيكم مما يحدث بين حماس وفتح؟ وما يجري في العراق؟
نأمل أن يلتئم الجرح الفلسطيني وان يتوحد الصف الوطني من جديد وان تحترم إرادة الشعب خاصة أمام النتائج الهزيلة غير المفاجئة لانابوليس. أما العراق فانه في وضع احتلال والاحتلال أصل التداعيات الأخرى ومن حق هذا الشعب بل من واجبه العمل على تحقيق استقلاله ووحدته وعلى أحرار العالم دعمه.
آفاق: لو فرضنا أنكم وصلتم إلى الحكم ذات يوم، ما هي الأشياء التي سوف تفرضونها في نظام حكمكم بشكل أساسي؟
ليس من أولوياتنا الوصول إلى الحكم الآن ولكن جوابا عن سؤالك الافتراضي: سنعمل على
احترام إرادة الشعب
تحقيق الحريات العامة والفردية وشطب منظومة الاستبداد: قانون الصحافة والأحزاب والجمعيات والنشر (لا حاجة للترخيص أصلا) وقانون الإرهاب..وما إليها من المشانق التي لا تفتأ السلطة تحكم خناقها يوما بعد يوم حول رقاب الناس ومؤسسات المجتمع، وإلغاء كل ما قام على خدمتها أو تغييره من أجهزة ومؤسسات. والدعوة لانتخاب مجلس تأسيسي ليعيد هيكلة علاقة الحكم بالشعب، بما يقيم التوازن بين مؤسسات الدولة واستقلالها ورقابة بعضها، بما يضمن قوامة الشعب على دولته ويقلص من سلطة المركز لصالح الأطراف وسلطة الرئيس في اتجاه أن تكون رمزية، وذلك لصالح سلطة البرلمان والحكومة والجهات ومؤسسات المجتمع .
حسن توزيع الثروة الوطنية بين المواطنين ومقاومة الفساد المالي وتحقيق التنمية الشاملة.
ضمان استقلالية القضاء وحياد الإدارة واستقلالها عن أي حزب وبالخصوص الفصل بين الرئيس وأي حزب
ضمان التعايش السلمي بين كل الاتجاهات.
حياد المساجد والمؤسسات الدينية عن السلطة، واعتبارها مؤسسات شعبية، وليست ملكا للدولة كما هي اليوم منابر للدعاية للحزب الحاكم ورئيسه.
الرابط http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=3475


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.