جملة من الأحداث المؤسفة يقابلها جملة من الرسائل المتبادلة بين النظام الحاكم بجناحيه الحزبي والحكومي وفرق المولاة من الأحزاب وبعض النخب التي دخلت حظيرة النظام مختارة غير مجبرة ، وبين هذا الشعب المصري العريق بما تبقى فيه من معارضة وطنية ، أما الأحداث فمنها ، تمديد قانون الطوارئ أو الالتفاف عليه ، ومنها التزوير الفاضح لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى رغم الوعود الأكيدة للرئيس مبارك بنزاهة الانتخابات ، ومنها مقتل الشاب المصري خالد سعيد في مدينة الإسكندرية على يد بعض المخبرين في قسم شرطة سيدي جابر ، ومنها الأحداث الجارية بين جناحي العدالة في مصر القضاة والمحامين ومنها حكم الإدارية العليا بشأن الزواج الثاني للأخوة الأقباط وما ترتب عليه من سجال قانوني وحقوقي وسياسي وديني ، ومنها تصنيف مصر من أسوء الدول في التعاطي مع حقوق العمال ، نتائج ودلالات ** نكوص الرئيس مبارك بعهده وعدم الوفاء بوعده للشعب بإلغاء حالة الطوارئ ونزاهة الانتخابات والانحياز لمحدودي الدخل مما يعزز حالة فقدان الثقة ويشكك في البرامج والوعود ** حالة الارتباك والعشوائية التي يعانيها النظام بجناحيه الحزبي والحكومي والفشل في إدارة البلاد وكثرة المشكلات والأزمات التي تؤكد أن العديد من هذه الأزمات مفتعلة لشغل الرأي العام عن ترتيبات وأجندات أخرى ** سد الطريق أمام الأحزاب السياسية والقوى الوطنية لممارسة الحقوق الدستورية في العمل السياسي والمزيد من إخلاء الساحة لتوريث الحكم أو تأبيده ** تضييق الخناق على الممارسة السلمية للعمل العام وبالتالي فتح أبواب خلفية للعمل غير العلني وغير السلمي لأن العنف لا يولد إلا العنف ** مزيد من الاحتقان الشعبي بسبب إهدار القانون وغياب دولة المؤسسات ما يهدد أمن واستقرار الوطن رسائل متبادلة ** رسالة النظام للشعب ..... معنوية لأنه يفتقد كل الأسباب المادية "الشعبية والشرعية " رسالة الترويع والتفزيع واليأس والإحباط، و أننا ها هنا قاعدون حاكمون مستبدون فاسدون ! فماذا أنتم فاعلون ؟! ** رسالة الشعب إلى النظام .... نعلم جيداً أدائكم الفاشل ورصيدكم الأسود وأننا لم ولن نراهن عليكم.... وأننا لن نستسلم لهذا الواقع المؤلم وسنواصل في طريق الإصلاح وسنصل لأن سنن الله غلابة. مدير المركز المصري للدراسات والتنمية*